UAE
This article was added by the user . TheWorldNews is not responsible for the content of the platform.

كأس أمم أفريقيا خط أحمر

لا أعرف إن كان قد سكت دهرا، فلم يكن الرجل ليعنيني بشكل مباشر حتى أميز صمته من لغطه، لكن للأسف عندما نطق رئيس نابولي الإيطالي، فقد نطق كفرا، سحب كل الأفارقة وحتى المحترمين للخصوصيات والهويات، ليقفوا ضده، منددين ومعترضين لما تداعى من فمه.
قال أوريلو دي لورنتيس رئيس نادي نابولي الإيطالي رافضاً رفضاً قطعياً التعاقد مع لاعبين أفارقة ما دامت كأس أمم أفريقيا تقام كل سنتين شهري يناير وفبراير: «لا تتحدثوا معي عن لاعبي كرة القدم الأفارقة بعد الآن، طالما أن كأس الأمم الأفريقية تقام منتصف الموسم.. إما أن يتخلوا عن حقهم في المشاركة في كأس الأمم الأفريقية، أو أنهم لن ينضموا للفريق».
بالتأكيد ما كان لهذا التصريح، المثير للجدل، أن يمر هكذا من دون أن يحدث رجة في المشهد الكروي العالمي وبخاصة الأفريقي، من دون أن يقف حياله قادة كرة القدم ليلجموا الرجل وليعيدوه عن غيه.
لا حاجة لي أن أبحث لرئيس نابولي عن أعذار ومبررات أو حتى إكراهات، لأنه مهما عظم بلاء نابولي وهو يفرغ في آخر نسخة لكأس أمم أفريقيا بالكاميرون من ثلاثة من أبرز لاعبيه وكلهم من جنسيات أفريقية في توقيت حرج للغاية، فإنه لا يجيز إطلاق كلام يجرح قارة بكاملها ويتعدى على خصوصياتها بل ويستبيح عرضها.
بالطبع، هذا التضايق الذي عبر عنه رئيس نابولي، والذي يتقاسمه معه العديد من رؤساء الأندية الأوروبية، بخاصة تلك التي تمتلك في صفوفها لاعبين أفارقة، ليس وليد اليوم، فمنذ أن تبث الاتحاد الأفريقي كأسه الأممية كل سنتين في شهري يناير وفبراير، والأصوات تتعالى محتجة تارة ومهددة تارة أخرى، بل إن الأندية الأوروبية وسطت رئيس الفيفا، أكان بلاتر أو إنفانتينو، للضغط على الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، إما لتعديل تاريخ المسابقة وإما لتنظيم كأس أمم أفريقيا مرة كل أربع سنوات، وكان الرد في كل مرة مفحما، بل إن الكاميروني عيسى حياتو هو أحسن من صاغه بقوله «كأس أفريقيا للأمم خط أحمر»، وبه أغلق الملف واقتنع الجميع أن المطالبة بتغيير تاريخ المونديال الأفريقي أشبه ما يكون بالجري وراء السراب.
أساءت الكثير من الجهات الضالعة في تسيير كرة القدم لأفريقيا، تماما كما أساءت أفريقيا لنفسها، فإن تظاهر الأوروبيون على الخصوص بأنهم ساعون لمساعدة كرة القدم الأفريقية، أهانوها بأن جردوها من حريتها، وأهانوها بأن وضعوها تحت الوصاية، واستغلوا لاعبيها أبشع ما يكون الاستغلال، يقتلعونهم من جذورهم الإفريقية بأبخس الأثمان ويتاجرون فيهم بأبشع الأشكال.