UAE
This article was added by the user . TheWorldNews is not responsible for the content of the platform.

ما هي السيناريوهات المتاحة في حال فشل اتفاق نووي مع إيران..؟

في ظل فشل جهود التوصل لاتفاق نووي خلال محادثات فيينا، بدأت الولايات المتحدة الأمريكية بدفع الدول الأوروبية لاتخاذ مواقف متصلبة من إيران، حيث بدأت في الحديث عن تضاءل فرص التوصل لاتفاق نووي بين المجموعة الدولية وطهران. وحسب وكالة "سبوتنيك" الروسية، قال منسق السياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، إن "إمكانية إبرام صفقة لإحياء الاتفاق النووي مع إيران تتضاءل"، مشيراً إلى أنه "تحدث مرة أخرى مع وزير الخارجية الإيراني أمير حسين عبد اللهيان، وأن الإمكانية لا تزال قائمة لبذل جهد إضافي لإحياء الاتفاق النووي".


واعتبر مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، أمس الإثنين، أن "حصول إيران على القدرات اللازمة لصنع قنبلة نووية هو مسألة وقت"، مشدداً على "ضرورة مواصلة العمل مع طهران سعياً للتوصل إلى حل نهائي لأزمة البرنامج النووي".


وقال غروسي، إن "ما قدمته إيران للوكالة من معلومات حول برنامجها النووي ليس كافياً"، مضيفاً "إذا تم تجميع كل اليورانيوم المخصب الموجود لدى إيران، فسوف يصل إلى كمية كبيرة".

رد إيراني
وقال رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية، محمد إسلامي، إن "الوكالة الدولية للطاقة الذرية لا تبدي إرادة للاقتناع بأجوبة طهران على تقرير الوكالة الأخير".


وأوضح إسلامي في تصريحات لشبكة "الجزيرة" القطرية: "ما قدمناه حتى الآن من أجوبة بشأن أسئلة الوكالة الدولية كان دقيقاً، لكن لا توجد إرادة جدية لدى مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية لوصف أجوبتنا بالمقنعة".

وشدد على أن "قرار تخصيب اليورانيوم بنسبة 90% منوط بالمسؤولين المعنيين"، مضيفاً أن طهران "لا تتخذ قرارات تخصيب اليورانيوم بهدف الاستفزاز".


وتابع "الوكالة الدولية تستند لتقارير استخباراتية من أعدائنا وأولهم إسرائيل"، مردفاً "القرار الذي يسعى إليه البعض في مجلس الوكالة لن يفرض أوضاعاً جديدة وعليه وقف النفوذ السياسي داخله والالتزام بدستوره".


أوراق إيرانية
واعتبر محمد غروي، المحلل السياسي الإيراني، أن "الموقف الإيراني لا يزال نفسه منذ بداية المفاوضات وحتى الآن، والولايات المتحدة الأمريكية هي التي تتلاعب وتراوغ وتزيد من تصريحاتها والضغوط على الطرف الإيراني، وهذه المرة الضغوط تأتي من مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية".

وتابع غروي: "إيران اليوم تحذر من أن يكون التقرير سلبياً مما يجعل الإيراني يتصرف بطريقة مغايرة عن كل الطرق الإيجابية التي كان يتصرف بها منذ مفاوضات فيينا وحتى عند خروج الولايات المتحدة الأمريكية من الاتفاق النووي، والآن إيران لم يعد لديها ما تخسره سواء بتقرير الوكالة أو حتى لو ذهب الموضوع أبعد من ذلك إلى مجلس الأمن الدولي، وتصاعدت الأمور لذلك المستوى".

ونوه إلى أن "طهران الآن تخصب اليورانيوم لمستويات مرتفعة تصل إلى 60%، وبات لديها مخزوناً كافياً من اليورانيوم المخصب للاستعمالات السلمية في الداخل، وباتت تصدر النفط لمستويات عالية تصل إلى مليوني برميل يومياً بالطرق الالتفافية".

واستطرد غروي "رغم العقوبات والصعوبات، فالوضع الحالي غير مزعج لإيران، حيث تأقلمت عليه، والمأزق لدى الطرف الأمريكي الذي يحتاج إلى تقديم تنازلات وأوراق إيجابية للطرف الإيراني كي تصل الأمور إلى ما يحمد عقباه، لكن لو أصرت الولايات المتحدة الأمريكية بالذهاب بعيداً في معاداة إيران لن تكون المنطقة بخير، ولن يكون هناك حوار إيراني سعودي، أو حوار إقليمي يهدئ الجو في هذه المنطقة".


وعن الأوراق التي تملكها إيران في هذا الإطار، قال غروي: "إيران تملك الكثير من الأوراق، مثل الخروج من المعاهدة الدولية لانتشار الأسلحة، أو غيرها من الخطوات التي صوت عليها مجلس النواب الإيراني في خطوات تصعيدية، في حال فشلت مباحثات فيينا".


مخاوف أمريكية وإسرائيلية
وبدوره، اعتبر صادق الموسوي، المحلل السياسي الإيراني، أن الولايات المتحدة الأمريكية تعاني الآن من أزمات كبيرة، وعلى رأسها تورطها في الحرب الأوكرانية، ووقوعوها في أزمة خانقة في الطاقة وارتفاع أسعار النفط والغاز بصورة جنونية، وظهور بوادر أزمة غذائية كبرى، ما دفع واشنطن إلى التخلي عن كثير من ثوابتها، وتجاوز الكثير من قراراتها والتنازل عن كبريائها، بعد توسلها لفنزويلا من أجل النفط.

وبحسب حديثه لوكالة "سبوتنيك" الروسية، فالتهديدات التي تطلقها أمريكا أو أوروبا لا تخيف إيران، فدائماً ما تلوح واشنطن بفرض المزيد من العقوبات، لكنها تخشى ومن خلفها من فشل المفاوضات وخروج إيران من الاتفاق النووي، وهو ما يعني تحرر طهران من قيودها.

أسباب أمريكية
ومن جانبه، قال الدكتور عماد ابشناس، المحلل السياسي الإيراني، إنه "رغم التصريحات الأوروبية بتضاءل فرص التوصل لاتفاق نووي، إلا أن كل الجهود الآن منصبة في اتجاه فك العقد وحل الأزمات وإزالة العراقيل".


ووفقاً لحديثة، فلا أحد يريد فشل مفاوضات فيينا الخاصة بالاتفاق النووي بين إيران والمجموعة الدولية، وأمريكا، ولكن إيران "تحضر نفسها دائماً لأسوأ السيناريوهات والأحوال".

وكان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده، قال إن طهران ستنتظر اجتماع مجلس المحافظين لدى وكالة الطاقة الذرية لإبداء موقفها، واعتبر أن تقريرها أخيراً سينعكس سلباً على العلاقات مع إيران.


وجاء ذلك في تصريحات أدلى بها للتلفزيون الرسمي تعليقاً على اجتماع محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وقال: "لن نصدر أحكاماً مسبقة وسننتظر نتائج جلسة المحافظين لنعلن موقفنا بما يتناسب والقرار الذي سيتخذ من قبلهم".


وشدد على أنه لا يعتبر "القرار غير بناءً فحسب، بل سيكون له تأثير سلبي على كل من تعاوننا العام مع الوكالة وعلى مفاوضاتنا"، معتبراً أن "تقرير المدير العام للوكالة، بالإضافة إلى كونه غير دقيق ويتجاهل تصرفات إيران، يحاول إلقاء روايات شاذة عن برنامجنا النووي وخططنا، ومعظمه مبني على مزاعم تدخلية من قبل الكيان الصهيوني المزيف".