نيويورك (الاتحاد)
جددت دولة الإمارات دعمها الثابت لأمن واستقرار العراق وجهود إعادة إعماره، داعيةً الأطراف المعنية إلى تغليب مصالح الشعب العراقي والعودة العاجلة إلى الحوار البنّاء وضبط النفس والتهدئة وتشكيل حكومة جديدة، ومجددةً رفضها التدخلات الأجنبية بالشأن الداخلي والتي تقوض سيادة البلاد واستقلالها ووحدتها وسلامة أراضيها.
وقال السفير محمد أبو شهاب نائب المندوبة الدائمة للدولة في الأمم المتحدة، في بيان ألقاه أمام اجتماع مجلس الأمن بشأن العراق، إن التأخر بتشكيل حكومة جديدة في العراق أدى إلى تصعيد الأوضاع وتزايد أعمال العنف وسقوط قتلى وجرحى في صفوف المدنيين.
وأعرب عن قلق الإمارات إزاء تلك الأحداث، داعياً كل الأطراف المعنية إلى تجاوز العقبات المحيطة بتشكيل الحكومة الجديدة، وتغليب مصالح الشعب العراقي قبل أي اعتبارات، والعودة العاجلة إلى الحوار البنّاء وضبط النفس والتهدئة، مؤكداً أن هذه مطالب تعد أساسية ولا بديل عنها.
وقال: إن «وجود مؤسسات عراقية مستقرة وموثوقة يعد ضرورياً لتحقيق تطلّعات الشعب العراقي في الأمن والإصلاح والازدهار، ولتوفير ما يحتاج إليه الشعب من خدمات أساسية». وشدد السفير أبو شهاب على أن انزلاق الأوضاع إلى المزيد من العنف لن يؤثر على مصلحة العراق وشعبه فحسب، بل على استقرار المنطقة ككل.
وأكد رفض الإمارات كل التدخلات الأجنبية في الشأن الداخلي للعراق والتي تستمر في تقويض سيادته واستقلاله ووحدته وسلامة أراضيه. كما أدان جميع أشكال العنف المزعزعة للأمن والاستقرار والتي تتنافى مع القيم والمبادئ الإنسانية. وقال: «يشمل ذلك أيضاً الأعمال الإرهابية، خاصة مع استمرار تنظيم داعش في شن الهجمات على الأراضي العراقية بلا هوادة، والتي بلغ عددها 184 هجوماً خلال الفترة المشمولة في تقرير الأمين العام».
وأشاد أبو شهاب بالإنجازات التي حققتها القوات العراقية في مكافحة الإرهاب، مبدياً تطلع الإمارات إلى مواصلة هذه الجهود إلى أن يتم القضاء على هذا التهديد كلياً، الأمر الذي يستوجب مواصلة العمل على مكافحة التطرف والإرهاب ومعالجة العوامل المؤدية لهما.
وأردف: «توجد مخاوف من أن يتسبب تردي الأوضاع الأمنية والإنسانية في المخيمات مثل مخيم الهول في سوريا في توفير أرضٍ خصبة للتطرف، عبر استغلال الجماعات الإرهابية لهذه الأوضاع في سبيل تجنيد جيلٍ جديدٍ من الإرهابيين».
وفي هذا الصدد، رحّب أبو شهاب بجهود العراق في إعادة أكثر من 2500 من مواطنيه من «مخيم الهول»، بدعم من الأمم المتحدة، مؤكّداً على ضرورة التحرك الجاد والعاجل لإيجاد حل مستدام للأوضاع في هذا المخيم. واعتبر السفير محمد أبو شهاب أن التقدم التدريجي المحرز على امتداد الأشهر الأربعة الماضية في ما يتعلق بمسألة المفقودين الكويتيين، ورعايا الدول الثالثة، والممتلكات الكويتية المفقودة، بما يشمل الأرشيف الوطني، من التطورات المشجعة التي ينبغي مواصلة العمل عليها، مشيداً بجهود كل من الكويت والعراق في هذا الجانب.
وفي ختام البيان، أكد أبو شهاب دعم الإمارات لما يقوم به فريق بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق «يونامي»، من جهود مهمّة في تنفيذ ولايته، بالتنسيق مع الحكومة العراقية. وأشاد بصمود الشعب العراقي في وجه التحديات الصعبة التي يواصل التعرض لها، مجدداً التأكيد على دعم الإمارات الثابت لأمن واستقرار العراق وجهود إعادة إعماره.