سيد الحجار (أبوظبي)
توسعت شركة أبوظبي لطاقة المستقبل «مصدر» في تطوير محطات الطاقة الشمسية الكهروضوئية المصغرة على أسطح مباني المنشآت التجارية والصناعية بأبوظبي، من خلال اتفاقيات مع عددٍ من المصانع والشركات العاملة بالإمارة.
وقال المهندس خالد بالليث، مدير وحدة خدمات الطاقة في «مصدر» لـ«الاتحاد»، إن هذه المشاريع يتم تنفيذها عبر شركة «إيميرج»، المشروع المشترك بين «مصدر» و«إي دي إف»، والتي تم تأسيسها بهدف التعاون بين الشركتين لاستكشاف الفرص في مجال مشاريع الطاقة الشمسية المصغرة، وكفاءة الطاقة، وإنارة الطرقات وبطاريات تخزين الطاقة، ومحطات الطاقة الشمسية غير المتصلة بالشبكة والحلول الهجينة للعملاء في القطاعين التجاري والصناعي، في كل من الإمارات والسعودية.
وأضاف أن الخطوة الأولى لأعمال «إيميرج» تتركز على الإمارات والسعودية، تمهيداً لمزيد من التوسع خلال الفترة المقبلة، مشيراً إلى وجود فريق مهتم بدراسة تطوير المشاريع، وتحديد الفرص المناسبة مع العملاء بمختلف القطاعات.
ويشهد قطاع مشاريع الطاقة الشمسية للاستخدام التجاري والصناعي نمواً غير مسبوق منذ عام 2021، وقد تعزز هذا التوجه مع الارتفاع الكبير لتكلفة الوقود والكهرباء على مستوى العالم. وتتوقع «اي اتش اس ماركيت» أن يتم تطوير مشاريع طاقة شمسية على أسطح المنشآت التجارية والصناعية على مستوى العالم بقدرة 125 جيجاواط بحلول عام 2026.
فائدة مشتركة
وذكر بالليث أن هذه المشاريع التجارية، يتم تنفيذها عبر اتفاقية لمدة محددة تصل إلى 25 عاماً، حيث تتولى «إيميرج» تنفيذ المشروع وإدارته، فضلاً عن تولي عمليات التشغيل والصيانة، موضحاً أن الفائدة تعود على الطرفين، ويستفيد الشريك من تحقيق اشتراطات الاستدامة، وتوفير تكلفة الطاقة.
وأضاف أن الشركات والمؤسسات تستفيد من هذه المشاريع في تخفيض تكلفة الطاقة، فعلى سبيل المثال ربما تصل تعرفة الكهرباء بالشركة أو المصنع لنحو 30 فلساً، فيما قد تصل التعرفة لنحو 15 فلساً عند تنفيذ مشروع طاقة شمسية بالمنشأة، بناء على معطيات المشروع، ما يعني استفادة العميل بتخفيض تكلفة الطاقة بنحو 50%، بجانب استفادة الشركة من تطبيق اشتراطات الاستدامة والطاقة الخضراء، وهو ما يعزز من تنافسية الشركات الإماراتية في هذا المجال. وأطلقت دائرة الطاقة في أبوظبي عام 2021 شهادات الطاقة النظيفة، لتمكين الشركات العاملة في الإمارة من تحقيق أهداف الاستدامة الخاصة بها، وتوفير آلية لتوثيق مصادر إنتاج واستهلاك الكهرباء المتجددة أو النظيفة، ما يسهم في تمكين الشركات التي تتخذ من إمارة أبوظبي مقراً لها من التنافس على الصعيد العالمي مع نظرائها باستخدام شهادات معترف بها دولياً تؤكد إسهاماتها في الحفاظ على البيئة.
ولفت بالليث إلى أهمية مشاريع الطاقة الشمسية المصغرة على أسطح مباني الشركات والمصانع في زيادة الوعي بين هذه الشركات والمؤسسات بالتوجه نحو الطاقة النظيفة، ومراعاة اشتراطات الاستدامة في مبانيها، إلى جانب استخدام حلول بيئية تسهم في الحد من التغير المناخي، وذلك بالقطاعات كافة.
وذكر أن هذه المشاريع تسهم في خفض الفواتير بنسب متفاوتة حسب استهلاك العميل، موضحاً أن «مصدر» تدرس الاستهلاك السنوي للشركة أو المصنع، ليتم تحديد القدرة الإنتاجية المستهدفة للمشروع، بما يتناسب مع احتياجات العميل، وذلك للوصول إلى حجم المشروع المناسب للعميل.
مشاريع متنوعة
وذكر بالليث أن «مصدر» أنجزت عام 2021 مشروع تركيب ألواح للطاقة الشمسية الكهروضوئية بقدرة 3 ميجاواط على مواقف السيارات بمطار أبوظبي الدولي الجديد، حيث شمل المشروع تركيب 7542 لوحاً شمسياً لإنتاج الطاقة الكهربائية، ما يسهم في الحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بمعدل 5300 طن سنوياً.
وأشار إلى توقيع شركة «إيميرج»، مؤخراً اتفاقية مع شركة «ميرال»، لتطوير مشروع للطاقة الشمسية الكهروضوئية في موقع مشروع «سي وورلد أبوظبي» بجزيرة ياس، بقدرة إنتاجية تصل إلى 8.2 ميجاواط، ويشمل ذلك المبنى الرئيسي للمشروع.
وأشار بالليث إلى توقيع «إيميرج» أيضاً اتفاقية مع شركة «خزنة داتا سنتر»، لتطوير محطة طاقة شمسية كهروضوئية مثبّتة على الأرض لتوفير الطاقة لمركز البيانات الجديد التابع لشركة «خزنة» ضمن مدينة مصدر، حيث ستبلغ القدرة الإنتاجية للمحطة 7 ميجاواط عند الذروة، حيث ستتولى «إيميرج» كامل مهام تنفيذ المشروع، بما يشمل التمويل والتصميم والمشتريات والإنشاءات والعمليات والصيانة لمدة 25 عاماً.
وذكر بالليث أن «إيميرج» وقعت كذلك خلال شهر ديسمبر الماضي شراكة استراتيجية مع شركة «الظاهرة» الزراعية، وذلك بهدف تطوير مشروع للطاقة الشمسية الكهروضوئية فوق سطح مبنى شركة الظاهرة للصناعات الغذائية في مدينة خليفة الصناعية في أبوظبي (كيزاد).
وسيتم تركيب ألواح الطاقة الشمسية على سطح مبنى مصنع الأرز في شركة الظاهرة الواقع في «كيزاد»، وسيوفر المشروع حوالي 45% من حاجة المنشأة السنوية من الطاقة. وبموجب الاتفاقية، ستقوم «إيميرج» بتطوير مشروع متكامل بقدرة 1.2 ميجاواط في الذروة، ويشمل ذلك عمليات التصميم والمشتريات والبناء، بالإضافة إلى تشغيل وصيانة المشروع الذي يتوقع بدء تشغيله خلال العام الحالي.
ومع توالي إنجاز العديد من محطات الطاقة الشمسية التي تطورها شركة «إيميرج»، ترتفع القدرة الإنتاجية الإجمالية لمحفظة مشاريع الشركة ضمن أبوظبي، والتي تشمل المشاريع قيد التطوير والتشغيل، إلى 25 ميجاواط.
وأوضح أن «إيميرج»، وقعت أيضا اتفاقية مع «كوكا كولا الأهلية للمشروبات»، لتطوير محطة طاقة شمسية كهروضوئية بقدرة 1.8 ميجاواط ضمن منشأتها للتعبئة في مدينة العين. وسوف تشمل هذه المحطة، التي تقع ضمن منشأة «كوكا كولا الأهلية للمشروبات» في مدينة العين وتندرج ضمن فئة المشاريع التجارية والصناعية، وحدات طاقة شمسية مثبتة على الأرض، وأخرى على سطح المنشأة وكذلك على مواقف السيارات. وسوف تقوم «إيميرج» بتنفيذ المشروع بالكامل، والذي تبلغ قدرته الإنتاجية 1.8 ميجاواط عند الذروة، ويشمل ذلك أعمال التصميم والمشتريات والإنشاء، بالإضافة إلى تولي مهام التشغيل والصيانة لمدة 25 عاماً.
عطاءات الكاريبي
كشف بالليث عن إنجاز «مصدر» المرحلة الأولى من مشاريع الطاقة المتجددة في دول جزر الكاريبي، موضحاً أن المرحلة الثانية أوشكت على الإنجاز، فيما يتوقع إنجاز المرحلة الثالثة منتصف العام المقبل، حيث تستعد الشركة لطرح عطاءات تنفيذ المرحلة الثالثة خلال الربع الأول من عام 2023.
وكانت الإمارات قد أعلنت عام 2017 تأسيس صندوق منح جديد بقيمة 50 مليون دولار لدعم مشاريع الطاقة المتجددة في دول جزر البحر الكاريبي؛ بهدف إقامة مشروعات مع 16 دولة من دول البحر الكاريبي، على مدى سنتين إلى ثلاث سنوات.
وذكر بالليث أن «مصدر» أنجزت منذ عام 2016، نحو 11 مشروعاً لإنتاج الطاقة المتجددة في دول المحيط الهادئ، من خلال دورتين تمويليتين أطلقهما «صندوق الشراكة لدول المحيط الهادئ» الذي تم إطلاقه في عام 2013، بتمويل من صندوق أبوظبي للتنمية.
وأوضح أن «مصدر» باشرت تنفيذ العديد من المشاريع التنموية والإنسانية بدول عدة، منها مصر وموريتانيا وسيشل والمغرب واليمن وأفغانستان، وغيرها.
وذكر بالليث أنه تم مؤخراً تدشين محطة «إل دي رومانفيل» للطاقة الشمسية، في جمهورية سيشل، والذي تم تطويره من قبل «مصدر»، بالتعاون مع مؤسسة المرافق العامة في سيشل، وبتمويل صندوق أبوظبي للتنمية، موضحاً أن القدرة الإنتاجية للمحطة تبلغ 5 ميجاواط، وهي مزودة بنظام بطارية لتحزين الطاقة، وتُعد ثاني مشروع طاقة نظيفة من نوعه ينفذ في هذه الدولة الجزرية الأفريقية.