سيد الحجار (أبوظبي)
أكد رجال أعمال ورؤساء شركات أهمية الزيارة التي قام بها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، لسلطنة عُمان، في تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين في المجالات كافة، وفي مقدمتها المجال الاقتصادي، مشيرين إلى أهمية الاتفاقيات ومذكرات التعاون التي تم توقيعها بين الجانبين في ترسيخ مسيرة التعاون والتقارب بين الشعبين الشقيقين لتنطلق نحو آفاق أرحب من التكامل الاقتصادي.
وقال هؤلاء لـ«الاتحاد»: إن هناك قفزة مرتقبة في الاستثمارات المشتركة بين الإمارات وعُمان خلال الفترة المقبلة، لاسيما مع توقيع الدولتين عدداً من مذكرات التعاون المشترك والتي تغطي مجالات مهمة عدة، منها السكك الحديدية والتعليم والبحث العلمي والثروات الزراعية وأسواق المال، موضحين أن توقيع «الاتحاد للقطارات»، و«قطارات عُمان»، اتفاقية لتطوير شبكة سكك حديدية تربط ميناء صحار بشبكة السكك الحديدية الوطنية في الدولة، باستثمارات 3 مليارات دولار، سيكون له دور مهم في تعزيز التجارة وحركة النقل بين البلدين.
وأشاروا إلى أهمية توقيع «القابضة» اتفاقية شراكة مع جهاز الاستثمار العُماني بقيمة 10 مليارات درهم، بهدف تمكين استثمارات في قطاعات ذات أولوية واهتمام مشترك بين كل من دولة الإمارات وسلطنة عُمان، فضلاً عن توقيع «القابضة» والمجموعة العُمانية للاتصالات وتقنية المعلومات «إذكاء»، والمملوكة لجهاز الاستثمار العُماني، مذكرة تفاهم لتأسيس صندوق رأسمال استثماري بقيمة 592 مليون درهم للاستثمار في شركات التكنولوجيا ذات إمكانات النمو المرتفعة في سلطنة عُمان، مع تحديد فرص استثمارية أولية تتجاوز قيمتها 30 مليار درهم.
وتكمن الفرص الاستثمارية في المشاريع الجديدة ضمن القطاعات المستهدفة في سلطنة عُمان، بما في ذلك قطاع الهيدروجين، وتوليد الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، والألمنيوم والصلب الأخضر، وخطوط نقل وإنتاج الماء والكهرباء، كما تطمح للاستثمار في مجال الغذاء، والصحة والدواء، والنقل والخدمات والبنى الأساسية اللوجستية والتقنية في سلطنة عُمان والتي تتماشى جميعها مع طموحات «القابضة» لتوسيع نطاق عمل شركاتها العاملة دولياً وبالأخص في سلطنة عُمان.
علاقات تاريخية
وقال الدكتور الطاهر مصبح الكندي المرر، رئيس مجلس إدارة مجموعة مصبح القابضة، والنائب الثاني لرئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة أبوظبي سابقاً، إن العلاقات بين الإمارات وعُمان، لها طابعها الخاص وتستند إلى أواصر تاريخية، فضلاً عن خصوصية العلاقات الأخوية التي جمعت الراحلين الكبيرين الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والسلطان قابوس بن سعيد، رحمهما الله، ودورهما التاريخي في تعزيز هذه الروابط القائمة على المحبة والاحترام، وهو ذات النهج الذي تسير عليه قيادتا البلدين حالياً.
وأوضح المرر أنه كان أحد مؤسسي شركة عُمان والإمارات للاستثمار القابضة، والتي تم تأسيسها عام 1993، وهي مدرجة في سوق مسقط للأوراق المالية، وسوق أبوظبي للأوراق المالية، وتعمل في مجال الاستثمار المالي والخدمات ذات الصلة، كما باشرت تنفيذ العديد من المشاريع الاستثمارية في مجال عدة، كما كان عضواً في اللجنة المشتركة بين البلدين خلال فترة التسعينيات من القرن الماضي، والتي كان لها دور مهم في تعزيز أواصر التعاون بين البلدين، وتنفيذ العديد من المشاريع المشتركة.
وأكد المرر أهمية زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، لسلطنة عُمان، في تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين، لاسيما في ظل توافر العديد من العوامل التي تعزز من تطور العلاقات الثنائية، مثل التقارب الجغرافي، والعلاقات الأخوية بين الشعبين الإماراتي والعُماني.
وأشار إلى أهمية توقيع «الاتحاد للقطارات» و«قطارات عُمان»، اتفاقية تطوير وتشغيل شبكة سكك حديدية تربط ميناء صحار بشبكة السكك الحديدية الوطنية في الدولة، لافتاً إلى أهمية البنية التحتية بقطاعات النقل سواء البري أو البحري أو الجوي، في تعزيز الحركة التجارية بين البلدين.
مذكرات تعاون
بدوره، أوضح المهندس سعيد غمران الرميثي، عضو مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة أبوظبي، والرئيس التنفيذي لمجموعة «حديد الإمارات - أركان»، أهمية زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، لسلطنة عُمان، في تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين في المجالات كافة، وفي مقدمتها المجال الاقتصادي، لاسيما مع توقيع الدولتين عدداً من مذكرات التعاون المشترك والتي تغطي مجالات عدة مهمة، منها السكك الحديدية والتعليم والبحث العلمي والثروات الزراعية وأسواق المال.
وأشار الرميثي إلى أهمية توقيع «الاتحاد للقطارات» و«قطارات عُمان» اتفاقية لتطوير شبكة سكك حديدية تربط ميناء صحار بشبكة السكك الحديدية الوطنية في الدولة باستثمارات 3 مليارات دولار، في تعزيز الحركة التجارية بين البلدين، من خلال ربط المناطق الاقتصادية والصناعية والتجارية وكذلك السكنية بشبكة سكك الحديدية.
ووقعت دولة الإمارات وسلطنة عُمان الشقيقة عدداً من مذكرات التعاون المشترك على هامش زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، لسلطنة عُمان، حيث تم توقيع مذكرة تفاهم بشأن التعاون والاستثمار في مجالات الصناعة، وفي مجال التعاون حول النقل والمواصلات واللوجستيات، وفي مجال النقل البحري، والتعاون في أسواق المال، فضلاً عن توقيع مذكرات تفاهم بين وزارة الطاقة والبنية التحتية، ووزارة الطاقة والمعادن في سلطنة عُمان، وبين وزارة التغير المناخي والبيئة، ووزارة الثروة الزراعية والسمكية والحيوانية وموارد المياه، وبين شركة أبوظبي التنموية القابضة، و«مجموعة إذكاء».
استثمارات مشتركة
ومن جهته، أكد رجل الأعمال، الدكتور مبارك حمد العامري، أهمية زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، إلى سلطنة عُمان، في تعزيز التعاون والتنسيق في المجالات كافة، لاسيما مع توقيع العديد من اتفاقيات التعاون في مجالات عدة، منها الأمن الغذائي والتقنيات المتطورة والابتكار ومشاريع الطاقة والطاقة المتجددة والصناعة، بجانب المجالات الصحية والدوائية والتطوير العقاري والسياحة والبتروكيماويات والصناعات التحويلية وسلاسل الإمداد والنقل والشراكة اللوجستية وتقنية المعلومات والتقنية المالية، وفي كل ما من شأنه أن يعزز من المنافع والمصالح المشتركة، ويعود على شعبي البلدين بالخير والنماء.
وتوقع العامري تزايد الاستثمارات المشتركة بين البلدين خلال الفترة المقبلة، مع زيادة التبادل التجاري، لافتاً إلى وجود العديد من المقومات التي تقود لخلق فرص استثمارية واعدة بين المستثمرين من الإمارات وعُمان في مجالات عدة، في ظل حرص قيادتي الدولتين على تعزيز أفق التعاون في المجالات كافة.
وأشار إلى أهمية الاتفاقيات التي تم توقيعها خلال الزيارة في تعزيز مسيرة التعاون المشترك والتقارب بين الشعبين الشقيقين، موضحاً أن العلاقات بين دولة الإمارات وعُمان شهدت تطورات ملحوظة ونمواً كبيراً في جميع المجالات، ما جعلها نموذجاً يحتذى به على جميع المستويات، حيث تُعد الإمارات من أهم الشركاء التجاريين لسلطنة عُمان.
شبكة سكك حديدية
أكد بدر فارس الهلالي، رئيس مجلس إدارة مجموعة الإمارات للصناعات والخدمات، أن توقيع «الاتحاد للقطارات» و«قطارات عُمان» اتفاقية لتأسيس شركة عُمان والاتحاد للقطارات، بهدف تصميم وتطوير وتشغيل شبكة سكك حديدية تربط ميناء صحار بشبكة السكك الحديدية الوطنية في الدولة، باستثمارات 3 مليارات دولار، يسهم في حدوث نقلة نوعية بقطاعات البنية التحتية والنقل والخدمات اللوجستية بالبلدين، وهو ما يعزز من كفاءة سلاسل التوريد، ويسهم في خفض تكاليف النقل، وسهولة ممارسة التجارة بين البلدين، ومن ثم تعزيز النمو الاقتصادي.
وأشار إلى أهمية هذا المشروع في توفير المزيد من الوقت والجهد والتكاليف فيما يتعلق بحركة نقل البضائع والاستيراد، مؤكداً أهمية المشروع في توفير فرص تجارية واستثمارية متميزة للقطاع الخاص، وإثراء الأنشطة السياحية، وتعزيز تنافسية البلدين في الخريطة التجارية العالمية كمحور لوجستي للاستيراد والتوزيع إلى الأسواق الإقليمية. وأوضح الهلالي أن بيئة الاستثمار في سلطنة عُمان مستقرة وجاذبة للمستثمرين، وهناك ثقة قوية من المستثمرين في الاقتصاد العُماني، موضحاً أن اتخاذ خطوات لتسهيل النقل البري بين البلدين، يتكامل مع النمو الملحوظ في عمليات النقل الجوي بين الإمارات وعُمان. وعززت الناقلات الوطنية لدولة الإمارات رحلاتها إلى سلطنة عُمان على مدار السنوات الماضية، حيث كشفت «الهيئة» العامة للطيران المدني أن الناقلات الوطنية الست «الاتحاد للطيران» و«طيران الإمارات» و«العربية للطيران» و«فلاي دبي» و«ويز أير أبوظبي» و«العربية للطيران أبوظبي» تسيّر نحو 79 رحلة أسبوعياً من الإمارات إلى سلطنة عُمان.