#سواليف
يسعى الأردن بخطوات حثيثة ومدروسة لحوسبة جميع منشآت القطاع الصحي، بالاعتماد على التكنولوجيا لتوفير حلول تقنية فعّالة للمرضى والأطباء والمستشفيات والمراكز الصحية، الأمر الذي يحتاج من ثلاث إلى خمس سنوات في ضوء توفر المخصصات المالية.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة الحوسبة الصحية للحلول الصحية الإلكترونية المهندس عمر عايش، خلال مقابلة مع وكالة الأنباء الأردنية (بترا)، إن الشركة وضعت نصب أعينها منذ 13 عاما على إطلاقها، توجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني لحوسبة القطاع الصحي، بالاعتماد على التكنولوجيا لتوفير حلول تقنية فعّالة، من خلال خدمات وبرامج وتطبيقات عديدة أطلقتها وطورتها بسواعد أردنية، ومنها: برنامج “حكيم” الوطني لحوسبة القطاع الصحي في الأردن، ومكتبة الأردن الطبية الإلكترونية (علم)، وأكاديميّة “حكيم” الذراع التعليمي للشركة والمختصة في التدريب وبناء القدرات في مجال المعلوماتية الصحية، وبرنامج تحليل البيانات الصحية (هدى) الذي يوفر البيانات والدراسات لدعم الأبحاث وصانعي القرار.
وأضاف أن عمل الشركة متواصل لرفع سوية القطاع الصحي من خلال برامجها المختلفة؛ بهدف تمكين المرضى ومقدمي الرعاية الصحية عبر برنامج “حكيم” في جميع المنشآت الصحية خلال ثلاث إلى خمس سنوات في ضوء توفر المخصصات المالية اللازمة لذلك، مبينا أن النظام يُطبق حالياً في 208 منشآت صحية من مستشفيات ومراكز صحية شاملة وأولية منها 185 منشأة تابعة لوزارة الصحة، و21 منشأة تابعة للخدمات الطبية الملكية، بمجموع 42 مستشفى و60 مركزا صحيا شاملا و106 مراكز صحية أولية.
وأشار عايش إلى أن الشركة قامت بحوسبة 80 بالمئة من إجمالي عدد الأسرة في القطاع الصحي العام، وإدخال نحو 7 ملايين ملف طبي إلكتروني على النظام من قبل مقدمي الرعاية الصحية، إذ تجاوز عدد مستخدميه أكثر من 30 ألف مستخدم بين طبيب، وصيدلي، وممرض وفني أشعة ومختبرات وغيرهم.
وأوضح أن شركة الحوسبة الصحية تعمل على رفع كفاءة القطاع الصحي من خلال إعادة هندسة وأتمتة جميع الإجراءات الطبية لتحسين تجربة المريض، وتخفيض الإنفاق وضبط التكاليف التشغيلية في القطاع الصحي، مبينا أن الشركة مملوكة بالكامل لوزارتي الصحة والاقتصاد الرقمي والريادة، والخدمات الطبية الملكية، ومؤسسة الحسين للسرطان، والجمعية الملكية للتوعية الصحية، وجمعية المستشفيات الخاصة، وصندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية.
وأشار عايش إلى أن الشركة تحصل على الدعم المادي من خلال مخصصات مالية من وزارة الصحة تصرف بعد إنجاز كل مرحلة يجري الاتفاق عليها من قبل الجهات المستفيدة من وزارة الصحة والخدمات الملكية الطبية، مبينا أن هذه المخصصات تغطي نفقات البنية التحتية، وشبكات الإنترنت، والأجهزة الإلكترونية والمعدات بالإضافة إلى تدريب الكوادر العاملة على استخدام برنامج “حكيم” وتقديم الدعم الفني على مدار الساعة.
وشدد على أن الشركة تسعى إلى زيادة التوافقية مع القطاعات الصحية الأخرى، والوصول إلى المركزية في توفير البيانات الصحية، والتوسع في تطبيق برنامج “حكيم” ليصل العدد الكلي مع بداية العام المقبل إلى 225 منشأة صحية تشمل جميع محافظات المملكة، إلى جانب تمكين المريض من خلال توفير مجموعة تطبيقات ومنصات خدمات إلكترونية أطلقتها الشركة العام الماضي مثل تطبيق “حكيمي”، والذي تسعى من خلاله إلى توفير وقت المرضى والمراجعين وجهدهم، وتسهيل عمل كوادر القطاع الصحي.
وأوضح عايش، أن إطلاق تطبيق “حكيمي” يهدف إلى تمكين المرضى وتعزيز خدمات الرعاية الصحية المقدمة لهم وتحسين عوامل الراحة لديهم في جميع منشآت وزارة الصحة، إذ يتيح التطبيق لهم الاطلاع مجانا على المعلومات الصحية الخاصة بهم والمسجلة في أي من المنشآت التي تستخدم نظام “حكيم”، لافتا أن التطبيق يتمتع بخصائص عدة أبرزها: عرض المواعيد المحجوزة للمريض مع أي طبيب في أي من منشآت الرعاية الصحية التي تستخدم نظام “حكيم”، وعرض الأدوية التي يتناولها المريض، والحساسيات، والفحوصات المخبرية والمطاعيم الخاصة به.
وأكد أن شركة الحوسبة الصحية تعمل جاهدة لتحسين التطبيق وتحديثه وتطويره بشكل مستمر؛ للارتقاء بمعايير ومفاهيم الرعاية الصحية في المملكة مثل إضافة خدمة طلب توصيل أدوية الأمراض المزمنة الشهرية للمنازل بالتعاون مع وزارة الصحة والشركاء.
ويبلغ عدد المرضى الذين استفادوا من تطبيق “حكيمي”، بحسب عايش، ما يزيد على 30 ألفا، فيما وصل عدد المستشفيات والمراكز الصحية التي توفر هذه الخدمات عبر التطبيق والمنصة حتى الآن 21 منشأة صحية، أبرزها مستشفيات: البشير، والزرقاء الحكومي، والأمير فيصل بن الحسين الحكومي، والسلط الجديد، والأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ومركز صحي عمان الشامل.
وبين أن الشركة سعت إلى تعزيز قدرات الكوادر العاملة في القطاع الصحي من خلال العلم والمعرفة وبرامج التعلم المستمر، إذ أطلقت مكتبة الأردن الطبية الإلكترونيّة (علم) عام 2013 ، وتعد الأولى من نوعها في الأردن، وهي موقع إلكتروني مجاني يضم أكبر عدد من المراجع والمجلات الطبية الإلكترونية العالمية يمكّن المستخدمين من الحصول على المعلومات الطبية الحديثة لمواكبة التطور المستمر في عالم الطب.
وأشار عايش إلى أن الشركة أطلقت في عام 2015 أكاديمية حكيم؛ لتكون ذراعها التدريبي لتطوير الموارد البشرية، وتدريب طلاب الجامعات المحلية المتخصصين في مجال المعلوماتية الصحية لتطوير مهاراتهم بأحدث ما توصل إليه العلم في مجال تكنولوجيا المعلومات والمعلوماتية الصحية، إضافة إلى تدريب موظفي قطاعي الصحة العام والخاص وموظفي الشركة، ودعم الريادة والابتكار في مجالي الصحة والتكنولوجيا من خلال مسابقة سنوية تقام على مدار 4 أشهر يجري فيها تدريب وتوجيه الرياديين أصحاب المشاريع الناشئة
وحول برنامج تحليل البيانات الصحية (هدى)، بين عايش، أنه يعد البرنامج الرابع لشركة الحوسبة الصحية، والذي جرى بنائه وتأسيسه داخل الشركة وإطلاقه رسمياً في عام 2019 برعاية ملكية سامية؛ بهدف دعم صانعي القرار والباحثين في مجال المعلوماتية الصحية وتمكينهم من الحصول على المعلومات بشكل متكامل وشامل من خلال إتاحة تكنولوجيا وأدوات تنقيب عن البيانات المتنوعة وتحليلها من قبل مختصين وتقديم الاستشارات من أجل اتخاذ القرارات الصحيحة ووضع سياسات تحسين مستوى الرعاية الصحية في الأردن.