كشف البرلماني المعارض في صنعاء، أحمد سيف حاشد، جانبًا من الفساد المالي، لقيادي سلالي في جماعة الحوثي، بعد مواصلة الأخير تهديده بالنفي وتارة بالقتل والسجن، على خلفية انتقاده المستمر لفساد الجماعة السلالية.
وكتب النائب حاشد، ما سماه "رد سريع ومُستعجل إلى محمد العماد"، والأخير أحد القيادات الحوثية الشابة، ويمتلك شبكة إعلامية من قناة تلفزيونية وإذاعة وصحيفة ورقية، منذ سنوات.
وقال النائب حاشد مخاطبًا العماد: "من أين لك قناة فضائية، وأنت كنت تطلب منّي مائة ألف ريال عام 2012، كنت تعرض اجراء حوارات مع سياسيين ثم تطلبهم قبلها أو بعدها مائة ألف أو دونها ومن زادها بات لديك كريماً وقريبا؟!".
وخاطب حاشد متابعيه على مواقع التواصل الاجتماعي بالقول: "أرجعوا لأعداد صحيفته "الهوية" لترونها كم كانت متعثرة.. عدد يصدر وعدد يغيب".
وواصل حديثه إلى العماد: "من أين لك عمارة قرآنية وقناة وإذاعة وأملاك وعقارات.. ؟!"، في إشارة إلى عمارة سكنية مكونة من 8 طوابق، بناها العماد في بداية الحرب خلال أربعة أشهر، وسط أمانة العاصمة صنعاء.
وأضاف حاشد: "لا يوجد اليوم من يقول لك من أين لك هذا؛ لأن الفساد قد ساد، وصرت أحد أربابه وهواميره..؟!! من أين لكم قيمة قناة وإذاعة ونحوها؟!".
وأردف: "أنت تبرر لمن لا يعرفك أو من يداري على نهبك أنها من الرئيس هادي؟! ومن أين لهادي مال إن لم يكن من مال الشعب؟! إن صح ما زعمته فهو مال الشعب الذي يجب أن يستعاد". إشارة إلى سيارتين مصفحتين، استحوذ عليها العماد وشقيقه من منزل الرئيس السابق، عبدربه منصور هادي بعد سيطرة الجماعة عليه في 2014.
وتابع، النائب حاشد، في المنشور الذي رصده "المشهد اليمني" اليوم: "أين السلطة التي تحارب الفساد، وتحمل كثير من المزاعم والإدعاءات التي ليس لها أساس؟!! أين أجهزة الرقابة التي يجب أن تلاحق ناهبين ولصوص المال العام؟!".
وزاد: "أين من تسموه "حارسا قضائياً" والذي قرش أموال الناس، ولا ندري شيئا عن عائداتها؟! لماذا هذا الحارس يستولي على أموال الناس خلافا للدستور والقانون وحتى القضاء، ولا يسأل عن النهابين واللصوص أمثالك؟!".
وقال: "من أين لك عمارة قرآنية بنيتها وأعليتها في ذروة الحرب وأوجها؟! أنت واحد ممن ازدهرت أحوالهم في زمن الحرب والجوع..!! هل هي ليلة القدر؟! ولماذا لا تمر ليلة القدر على غيرك؟! لماذا أنت فيما 30 مليون مواطن يمني يعلكون بطونهم وجوعهم؟!".
وأضاف النائب أحمد سيف حاشد، مخاطبا الحوثي محمد العماد: "من أين لك أكثر من مائة وخمسين ألف دولار شهريا نفقات قناة وإذاعة وإيجار قمر صناعي وموظفين ونحوها؟! لا يوجد من يسألك من أين لك كل هذا في عهد كهذا. عهد أزدهرت فيه أحوال أرباب الغنيمة والنهب واللصوصية".
وقال: "الفاسدون يشهدون لبعضهم، بل وأيضا يحمون بعض. وبدلا من أن نحاسبك ويحاسبك الشعب تأتي لتدّعي وتفتري وتأفك وتدلس ما أستطعت. يا لبجاحه هذا العهد المتورم بالفساد".
واستدرك: "عهد النهب الذي تربرب وتغول فيه الفاسدون، وأطلقوا ألسنتهم كالأفاعي علينا.. ألا يوجد منهم من يستحي ليقول لهم كفاية، على الأقل قليل من الخجل والحياء لله.. ابلعوا ألسنتكم التي تفح سماً وموتا..".
واستطرد النائب حاشد، متحدثا عن العماد: "والشيء بالشيء يذكر لترى كم هو الفرق بيننا.، في مستشفى المتوكل حالما كان رأسي مشجوجا بهراوتين، جاء خالد المداني إلى غرفتي في المستشفى، وأحضر معه "شوالة" من المال، مانعتُ ورفضتُ حتى كدتُ أقع رفضاً من فوق السرير، رغماً عن حاجتي وعوزي الشديد إلى المال".
وعقب قائلًا: "هذا مثال واحد من ألف مثال لمن لا يعرف الناس. هل يمكن أن تفعل مثلها أنت؟! أنت مجرد ناهب ولص وجد مكانه في فساد السلطة، ورعايتها وحمايتها حتى بات بعض منها".
يذكر أن العماد وعدد من القيادات الحوثية ووسائل إعلام الجماعة، ما فتئت تهاجم النائب أحمد سيف حاشد، والقاضي عبدالله قطران وآخرين من منتقدي فساد وكذب وانتهاكات الجماعة السلالية، وتحرض عليهم ليل نهار، وترسل لهم سيل من التهديدات المستمرة؛ بغية إسكات أصواتهم.