#الجنرال #شتاء ” يستعد لزيارة دول #أوروبا . . !
موسى العدوان
في عودتنا للتاريخ نتذكر #نابليون عندما غزا الأراضي الروسية بجيش قوامه 600 ألف جندي فرنسي، في شهر يونيو / حزيران عام 1812. وكان بانتظاره جنرال #الشتاء، الذي كانت تهبط به درجة الحرارة إلى ما دون 30 درجة مئوية تحت الصفر. وهذا ما تسبب بخسارة #الجيش_الفرنسي لِ 400 ألف جندي نتيجة #البرد القارس الذي واجهه الفرنسيون بعد أن هبط فصل الشتاء.
لقد اعتمدت القيادة الروسية في مقاومتها للغزاة، على استراتيجية كسب الوقت، وجر العدو إلى عمق الأراضي الروسية، وعدم خوض معركة حاسمة مع القوات الغازية. بل عليهم انتظار فصل الشتاء وبرده القارس، الذي سيكون له الدور الأكبر في صد القوات الغازية.
فاتبع الروس في هذا المجال، سياسة الأرض المحروقة والانسحابات التكتيكية أمام الغزاة. فكانوا يحرقون المدن والمحاصيل الزراعية، قبل وصول القوات الفرنسية إليها لحرمانها من الاستفادة منها. ورغم هذا فقد تمكنت القوات الغازية من دخول موسكو والسيطرة عليها، بعد أن خلّفت خسائر كبيرة من الطرفين، بلغت أكثر من 70 ألف قتيل.
كان نابليون في هذه الأثناء وبعد سيطرته على العاصمة موسكو، ينتظر ابرام معاهدة سلام مع القيصر الروسي. إلاّ أن انتظاره قد طال دون استجابة متوقعة. وهنا أصبحت القوات الفرنسية بين فكي كماشة، فمن جهة كانت هناك المقاومة الروسية التي توقع بهم الخسائر، ومن جهة أخرى كان هناك البرد القارس الذي أدى إلى الحد من قدرة الجنود على القتال وتجمّد أطرافهم والتسبب وفيات الكثيرة منهم.
وهكذا فشلت حملة نابليون وتراجعت قواته بعد أن لقي حوالي 400 ألف جندي فرنسي حتفهم، وأسفرت تلك الحملة الفاشلة عن انهيار الإمبراطورية الفرنسية، التي سادت لفترة من الوقت في القارة الأوروبية.
واليوم يبدو أن الدول الأوروبية التي تعتمد على الغاز الروسي، على موعد جديد مع ” جنرال الشتاء” الذي أصبح على الأبواب، بينما الرئيس بوتين يمسك بمفاتيح الغاز بكلتا يديه، منتظرا صديقه الجنرال شتاء ليهبط على الدول الأوربية، ويدخل في كل منزل بصقيعه وتجمده الذي يتلقاه المواطنون في غياب التدفئة المستوردة، وارتفاع أسعار السلع والمحروقات إن توفر شيئا منها.
ولهذا نجد أن زعما الدول الأوروبية، يتوجسون خيفة من الشتاء الذي سيطل عليهم قريبا، فنجد الرئيس الفرنسي ماكرون يهرع إلى الجزائر، ويوقع معها اتفاقية استيراد الغاز. وهذا مستشار ألمانيا ( أولاف شولتز) يطير إلى السعودية ودول الخليج هذه الأيام، لعلّه يؤمن احتياجات بلاده من الطاقة ومواجهة الصقيع القادم. وكذلك تفعل الولايات المتحدة في محاولاتها الدائمة، لتقديم المساعدة في مجال الطاقة للدول الأوروبية المتأثرة.
والسؤال الهام الذي يطرح نفسه الآن هو : هل سيكون ” لجنرال الشتاء ” دور مؤثر في الحرب الروسية / الأوكرانية، فيجلب الطرفين المتحاربين إلى وقف الحرب والجنوح إلى السلام، بعد كل هذا القتل والدمار؟ أم ستبقى الأمور كما هي في تصاعد متواصل، ويتجمد الناس في منازلهم نتيجة للبرد القارس وغلاء الأسعار ؟ الأيام أو الأشهر القادمة، ستقدم لنا الجواب على هذا السؤال، وعسى أن يكون إيجابيا . . !
التاريخ : 24 / 9 / 2022

مقالات ذات صلة