Lebanon
This article was added by the user . TheWorldNews is not responsible for the content of the platform.

تعدد المهام وانعكاسها على الاداء والكفاءة والجودة

أكدت العديد من الدراسات أن تعدد المهام الحقيقي هو خرافة، فالأشخاص الذين يعتقدون أن بإمكانهم تقسيم انتباههم بين مهام متعددة في وقت واحد لا ينجزون المزيد في الواقع، بل أقل ويزداد شعورهم بالإجهاد ويصبح أداؤهم أسوأ من أولئك الذين يقومون بمهمة واحدة.

يتطلب تعدد المهام السرعة، لذلك من الواضح أن كفاءة العمل تنخفض بشكل طبيعي، وزيادة الإنتاج مقارنة بما هو مطلوب عادة لكن يمكن أن يؤدي هذا إلى مشاكل في الجودة.

تعدد المهام يصرف الانتباه، لأنه عندما يحاول شخص ما التركيز على أكثر مهمة واحدة يتشتت انتباهه. ويمكن أن يصبح هذا النوع من الإلهاء مزمنًا ويمكن أن يؤثر على الصحة العقلية أيضًا. وقد لا تجذب المهام البسيطة أو الفردية تركيزًا كافيًا، وقد ينجذب المرء إلى المهام الثانوية المتكررة وما يمكن إنهاؤه والقيام به بسرعة دون بذل الكثير من الجهد العقلي.

تعدد المهام لا يفصل بين المهام بشكل طبيعي، وبالتالي فإن الأولوية أو العمل المهم يحصل على اهتمام أقل، إذ إنه يتيح فكرة خاطئة مفادها أن الشخص يمكنه إنجاز المهمة في أي وقت وعلى أي حال، وهذا يسبب التسويف.

يؤدي التبديل من مهمة إلى أخرى إلى خلق فجوة زمنية، فمتوسط الوقت الذي يستغرقه شخص ما لتبديل المهام هو 15 دقيقة 

حيث تبدأ قشرة الفص الجبهي في الدماغ بالعمل في أي وقت يحتاج فيه الإنسان إلى الانتباه. وتساعد هذه المنطقة من الدماغ في الحفاظ على الانتباه لهدف واحد وتنفيذ مهمة واحدة من خلال تنسيق الرسائل مع أنظمة الدماغ الأخرى، بما يعني أنه عند العمل في مهمة واحدة فإن كلا الجانبين من قشرة الفص الجبهي يعملان معًا في وئام. لكن تؤدي إضافة مهمة أخرى إلى إجبار الجانبين الأيمن والأيسر من الدماغ على العمل بشكل مستقل.

اكتشف العلماء في المعهد الوطني للصحة والبحوث الطبية INSERM في باريس ذلك عندما طلبوا من المشاركين في دراسة إكمال مهمتين في نفس الوقت أثناء خضوعهم للتصوير الوظيفي بالرنين المغناطيسي fMRI. أظهرت النتائج أن الدماغ ينقسم إلى نصفين بما يتسبب في حدوث نسيان لتفاصيل أو ارتكاب أخطاء أكثر بثلاث مرات عند إعطاء هدفين متزامنين.

التأثير على معدل الذكاء

توصلت دراسة، أجرتها جامعة لندن، إلى أن المشاركين الذين قاموا بمهام متعددة أثناء المهام المعرفية، عانوا من انخفاض في درجة الذكاء على غرار أولئك الذين بقوا مستيقظين طوال الليل. انخفض معدل الذكاء لدى بعض الرجال متعددي المهام بمقدار 15 نقطة، مما جعلهم يتمتعون بمتوسط معدل ذكاء طفل يبلغ من العمر 8 سنوات.

تقليل كفاءة الدماغ

يُعتقد أن القدرة على أداء مهام متعددة في العمل هي إحدى نقاط القوة، إلا أن دراسة، نُشرت نتائجها في دورية علم النفس التجريبي، تشير إلى أن تعدد المهام أقل كفاءة لأنه يستغرق وقتًا إضافيًا من أجل تحويل التروس العقلية في كل مرة ينتقل فيها الشخص بين المهام.

رجح بروفيسور جوشوا روبنشتاين، من إدارة الطيران الفيدرالية، والذي يقوم بوضع نماذج جديدة للتحكم المعرفي، أن تحويل الهدف، الذي ينطوي على اتخاذ قرار نشط لتغيير المهام، بمجرد أن يقرر الشخص تبديل العمليات، يؤدي إلى بدء الدماغ في تفعيل القاعدة، ويتطلب القيام بهذه الخطوة أن يبدأ العقل في إيقاف تشغيل القواعد المعرفية للمهمة القديمة وتشغيل قواعد جديدة للمهمة التالية. يمكن رؤية هذه العملية في مكان العمل عندما ينتقل شخص ما من ملء أوراق التفوق المالي إلى كتابة رسائل البريد الإلكتروني.

يجب على دماغه أولاً أن تغير الأهداف ومن ثم يقرر أن ينتقل من العمليات الحسابية وأن يكون جاهزًا لبدء الكتابة. قبل أن يبدأ في الكتابة، يوقف الدماغ قواعد الرياضيات وينشط قواعد اللغة. يستغرق الوقت الذي يستغرقه الدماغ للتبديل الكامل للعمليات والقواعد المعرفية وقتًا ويؤدي إلى عدم الكفاءة في مكان العمل