Saudi Arabia
This article was added by the user . TheWorldNews is not responsible for the content of the platform.

"اللعب بالنار".. هكذا تنظر إيران إلى الرادارات الإسرائيلية في الخليج

عن خيارات إيران في التعامل مع وصول منظومات صواريخ إسرائيلية إلى حدودها، يعتقد المراقبون في طهران أن بلادهم لن تهاجم دول الجوار لكنها سترد بقوة على أي تهديد ينطلق من أراضيها

خاص- يرى بعض المراقبين الإيرانيين في التصعيد الإسرائيلي المتمثل بتشديد الهجمات على سوريا ونشر رادارات في المنطقة الخليجية، "خطرا حقيقيا علی أمن بلادهم القومي"، ويطالبون طهران بوضع خطط عملية لمواجهته.

وتعتبر إيران المنطقة الخليجية جزءا أساسيا من أمنها القومي، وقال قائد القوات البحرية في الحرس الثوري علي رضا تنكسيري، إن السماح بوجود إسرائيل على أراضي دول مجاورة يشكل تهديدا لأمن المنطقة، محذرا بعض الدول "الشقيقة" من العلاقة مع إسرائيل، حسب تعبيره.

دستمالجيان يعتبر التموضع الإسرائيلي في المنطقة بأنه الحدث الأكثر خطورة في الشرق الأوسط بعد الغزو الأميركي للعراق
دستمالجيان يعتبر التموضع الإسرائيلي في المنطقة الحدثَ الأكثر خطورة بعد الغزو الأميركي للعراق (الصحافة الإيرانية)

تموضع خطير

من جانبه، اعتبر السفير الإيراني الأسبق في الأردن ولبنان أحمد دستمالجيان، التموضع الإسرائيلي في المنطقة الخليجية "الحدث الأكثر خطورة في الشرق الأوسط بعد الغزو الأميركي للعراق عام 2003″، معبرا عن أسفه لما أسماه "اللعب بالنار جراء مواكبة بعض الأنظمة العربية للسياسات الإسرائيلية على حساب القضية الفلسطينية".

وقال دستمالجيان للجزيرة نت، إن بلاده كرّست حضورها على حدود فلسطين المحتلة منذ سنوات، واعتبر نشر الرادارات الإسرائيلية بالمنطقة الخليجية ردا على ذلك.

وأوضح الدبلوماسي الإيراني السابق أن طهران تعتمد مبدأ "السن بالسن والعين بالعين والبادي أظلم" في عقيدتها العسكرية، وأنها لن تتردد لحظة في الرد على أي هجوم يستهدف أمنها القومي. وقال "هذا ما يعرفه الأميركيون جيدا الذين اتخذوا قرارا بتقليص حضورهم بالمنطقة".

ووضع دستمالجيان الحضور الإسرائيلي في الخليج ضمن مخطط "توسعة عمقه الإستراتيجي وتوريط بعض الدول العربية في مؤامراته التي يرى فيها متنفسا لإطالة عمره"، على حد تعبيره. وحذر من "وصول العمليات الأمنية التي استهدفت مؤخرا عناصر إسرائيلية في دول الجوار إلى كل دولة تسمح بفتح موطئ قدم للصهاينة في المنطقة".

خفايا وأسرار

من ناحيته، يرى الباحث السياسي المقرب من الحرس الثوري مهدي شكيبائي، أن التصعيد الإسرائيلي يأتي كردّ فعل على الخطوات الإيرانية التي راحت تضيّق الخناق عليه، وفق وصفه، موضحا أن الروس كانوا قد جلبوا أسلحة إستراتيجية إلى سوريا لإجراء مناورات قبيل الحرب على أوكرانيا، وقد أصبح هذا العتاد في عهدة الحرس الثوري وحزب الله اللبناني عقب انسحاب القوات الروسية.

وكشف شكيبائي للجزيرة نت، أن الحرس الثوري تموضع عقب الانسحاب الروسي في الجنوب السوري، ولا سيما في درعا والقنيطرة، على مسافة نحو 20 كيلومترا من حدود فلسطين المحتلة و80 كيلومترا من تل أبيب، ما أثار حفيظة حكومة نفتالي بينيت.

وأضاف أن إسرائيل تسعى لتطبيق التجربة الإيرانية التي أدت إلى حضورها في محيط الأراضي الفلسطينية المحتلة، "ولكن المفارقة أن دول الطوق العربي تعتبر الكيان الإسرائيلي عدوا لها، بينما دول المنطقة المضيفة للإسرائيليين مثل الإمارات والبحرين وأذربيجان ليست عدوة لإيران".

وكشف شكيبائي عن "رسائل رسمية وجهتها طهران إلى كل من الأشقاء في الإمارات والبحرين والعراق بأنها ستستبق أي تحرك يريد زعزعة استقرار إيران بضربات خاطفة"، مضيفا أن "بلاده تجاوزت مرحلة الصبر الإستراتيجي واعتمدت إستراتيجية الهجوم على منشأ التهديد ولن تستأذن أحدا للقيام بذلك".

رئيس الوزراء الإسرائيلي خلال زيارته للإمارات
بينيت (يسار) زار مؤخرا الإمارات وناقش مع مسؤوليها التعاون الأمني بين الجانبين والملف الإيراني (الأناضول)

الحرب سجال

ورغم التوتر المتمثل في تصعيد الهجمات الإسرائيلية على سوريا، المتحالفة مع إيران، وتهديدات الاحتلال بضرورة استهداف رأس طهران بدلا من محاربة أذرعها، ترى شريحة من الإيرانيين فرصة في الاقتراب الإسرائيلي من حدودهم.

وفي السياق، يعتقد الباحث في الشؤون الإسرائيلية مجيد صفا تاج، أن مهمة الرادارات الإسرائيلية في المنطقة لن تتجاوز اعتراض عدد من الصواريخ والمسيّرات الإيرانية، إلا أنها ستعرّض الدول المضيفة لتهديد حقيقي.

وأضاف الباحث الإيراني للجزيرة نت، أن التصعيد الإسرائيلي الأخير "ردة فعل على تراجع واشنطن عن تنفيذ مخططاتها الرامية للنيل من إيران". وقال إن الهدف الأساس وراء الحرب على كل من أفغانستان (2001) والعراق (2003) وحزب الله اللبناني (2006) وسوريا (منذ 2011)، هو الإطاحة بالنظام الإسلامي في إيران "لكن دون جدوى".

ولفت صفا تاج إلى أن "الحرب سجال، ولن تخلو من مخاطر حقيقية، لا ترغب فيها إيران، إلا أنها ستكون مضطرة للرمي بكل ثقلها في حال فرضت الحرب عليها".

وكان مساعد الرئيس الإيراني للشؤون الاقتصادية محسن رضائي، قد رد قبل أيام على التهدیدات الإسرائيلية بالقول "أتمنى أن تجرؤ إسرائيل على ارتكاب خطأ وتعطينا ذريعة لنمحوها عن الأرض".

خيارات الرد

وعن خيارات إيران للتعامل مع الوضع الجديد المتمثل بوصول منظومات صواريخ إسرائيلية إلى قرب حدودها، قال صفا تاج إن بلاده لن تهاجم دول الجوار التي تعتبرها شقيقة، لكنها سترد بقوة على أي تهديد ينطلق من أراضيها.

وكشف عن استهداف عناصر أمنية إسرائيلية خلال الأيام الماضية في كل من أربيل وأبو ظبي ردا على اغتيال العقيد في فيلق القدس حسن صياد خدائي، الذي تتهم إيرانُ إسرائيلَ بتصفيته قبل أسابيع وسط طهران.