ويقلص دخول تلك الاطراف حصص الاحزاب السنية الرئيسية، رغم الحديث عن "تكتيك" وراء تغيير خارطة القوائم الانتخابية.
وتسود في نينوى حالة "احزاب الظل" التي في العادة منقسمة بين معسكر رئيس البرلمان محمد الحلبوسي وباقي خصومه.
ويواجه بالمقابل الحشد العشائري الحشد الشعبي، فيما يزداد الصراع على تجيير المشاريع في الموصل بين عدة اطراف.
وتدعي التحالفات السنية الرئيسية "تقدم" التابعة لرئيس البرلمان محمد الحلبوسي وخصومه تحالفي "عزم" و"حسم"، ان اعادة اعمار الموصل وافتتاح الجسور والمستشفيات من تنفيذها.وتنقل صفحات قريبة من تلك الاطراف على مواقع التواصل الاجتماعي وتصريحات نواب تلك المزاعم، وتشاركهم احزاب شيعية وتدعي ان اسباب الاستقرار والاعمار هو لوجود الحشد في نينوى.
وهذه اول انتخابات محلية تجري في نينوى بعد التخلص من "داعش"، فيما كانت الانتخابات الاخيرة قد تأجل اجراؤها بالمحافظات شهرين.
وقررت حكومة نوري المالكي في 2013 استثناء نينوى من الانتخابات المحلية التي جرت انذاك في نيسان.
وصوت الناخبون في الموصل في حزيران من نفس ذلك العام، حيث كانت المدينة حينها تشهد احتجاجات قبل ظهور التنظيم المتطرف.
وفي ذلك الوقت اعلن 14 مرشحا في الموصل انسحابهم من التنافس لتلقيهم تهديدات بالقتل. وترك نحو 1050 موظفا بالمفوضية في المحافظة عملهم لنفس السبب.
ورغم مضي 6 سنوات على اعلان تحرير نينوى لكن مازالت بعض المناطق غير مستعدة تماما لاجراء الانتخابات لكن لاسباب تتعلق هذه المرة بوجود الفصائل.
مناطق في شرقي الموصل، والتي تعرف بـ"سهل نينوى" في الغالب وبحسب مصادر محلية، تمنع الاحزاب والتي تملك جماعات مسلحة اي متنافس آخر.
وتدفقت الفصائل على تلك المنطقة منذ ايام التحرير في 2016، واستمرت في فرض السيطرة حتى الان.
بالمقابل يعتبر النائب عن نينوى محما خليل قضاء سنجار، شمال الموصل، غير مهيأ للانتخابات المحلية.
وقال خليل ان "سنجار حبيسة الأحزاب والميليشيات الخارجية والاجندات الاقليمية ما يجعل الظروف الانتخابية غير مهيأة".وتسيطر على سنجار جماعة حزب العمال الكردستاني المعارض لتركيا والذي يعقد صفقات تعاون مع فصائل في الداخل.
وبحسب بعض الاحزاب في نينوى ان "تحالف المسلحين" يمنع منذ 6 سنوات عودة نحو 80% من السكان.
ويفترض ان تجري الانتخابات المحلية المقبلة في 18 كانون الاول، بحسب قرار الحكومة الصادر في حزيران الماضي.
وتظهر قوائم المرشحين وجود اكثر من تحالف للفصائل ابرزه تحالف الحدباء الوطني، والذي يعد اكبر تجمع للاحزاب الشيعية المنضوية في الاطار التنسيقي، ينافس في نينوى.
وتضم القائمة تحالف الصفوة الذي يرأسه قيس الخزعلي زعيم عصائب اهل الحق، اضافة الى منظمة بدر بزعامة هادي العامري. كما يشارك زعيم جند الامام وزير العمل احمد الاسدي في القائمة ضمن تحالف خدمات، اضافة الى تيار الحكمة بزعامة عمار الحكيم، والمجلس الاعلى.
كذلك يعود نوري المالكي زعيم دولة القانون الى طرح كتلته ضمن "الحدباء" رغم ان الاخير من ابرز الذين وردت اسماؤهم في احداث سقوط الموصل في 2014.
وكان المالكي قد اشتهر في الموصل بجملته الشهيرة التي مازالت تردد في كل ذكرى سنوية لسقوط المدينة، حين قال "سنستعيد الموصل خلال 24 ساعة".بالمقابل يخوض فالح الفياض رئيس الحشد تحالفا منفصلا عن حلفائه في الاطار التنسيقي، تحت اسم "تحالف العقد الوطني".ويقود التحالف خالد كبيان وهو مستشار رئيس الوزراء لشؤون الشباب والرياضة، ويشارك في التحالف الحزب الاسلامي، وهو تكتيك انتخابي، كما يراه مراقبون لجمع مقاعد اكبر لـ"الاطار".
كما يضم التحالف حزب الثبات برئاسة النائب عن نينوى عبد الرحيم الشمري، وهو يملك حشدا عشائريا تحت اسم "نوادر شمر"، والحزم الوطني التابع للنائب الشيعي عبد الامير المياحي.
كذلك قرر تحالف مدار التابع لكتائب الامام علي المنافسة في نينوى، وتحالف النهج الوطني (الفضيلة سابقا).
وفي اطار الحشود العشائرية المتنافسة في نينوى، يرأس زعيمان قبليان قائمتين منقسمتين بين فريق الحلبوسي وخصومه.
فواز الجربا يمتلك حشدا عشائريا في غربي الموصل، وهو يعتبر من المقربين لرئيس البرلمان محمد الحلبوسي.
الجربا ورغم انه زعيم عشائري معروف لكن قائمته تحمل اسم تحالف القوى المدنية، وتضم 9 تيارات ابرزها تجمع الكفاءات والجماهير الذي يرأسه المستشار والنائب السابق هيثم الجبوري.
ويواجه الجربا منافسه انور الندى، وهو يمتلك حشدا عشائريا في نينوى ومستشار في الحكومة، وأسس مؤخرا حزبا تحت اسم وحدة ابناء العراق، ويعد ضمن فريق تحالف "عزم" المنافس للحلبوسي.
والفريق الاخير يتكون اضافة الى "عزم" الذي يرأسه النائب مثنى السامرائي، تحالف حسم بزعامة وزير الدفاع ثابت العباسي.
كما يشترك ضمن هذا الفريق تحالف صقورنا برئاسة النائب السابق مشعان الجبوري، ويتردد كذلك ان المحافظ نجم الجبوري اصبح في صفوف معسكر خصوم الحلبوسي من خلال حزبه الجديد "نينوى لاهلها".
اضافة الى ذلك شكل يوسف السبعاوي وهو نائب منشق عن الحلبوسي باتجاه "عزم" حزبا جديدا للتنافس في نينوى وهو "تجديد" وقدم 52 مرشحا.
اما معسكر الحلبوسي فيتكون من تحالف تقدم الذي يتزعمه الاخير اضافة الى تحالف رماح الذي يقود احد احزابه المنضويه فيه منهل الخباز وزير الصناعة السابق والقريب من "تقدم".
ويبلغ مجموع مقاعد نينوى 29 مقعداً، بواقع 26 زائدا 3 كوتا، ويقدر عدد المرشحين باكثر من 600 مرشح.