Jordan
This article was added by the user . TheWorldNews is not responsible for the content of the platform.

مقعد الطفل الشهيد ريان أول يوم بعد استشهاده / فيديو

#سواليف

في #مدرسة_الخنساء الأساسية ببلدة #تقوع شرق بيت لحم، سار #الدوام_المدرسي اليوم الأحد على غير العادة، فقد توافدت طواقم مديرية التربية والتعليم في المحافظة للمدرسة منذ الصباح ليساندوا الطلبة والمعلمين في أول يوم دوام بعد فقدان #الشهيد الطفل #ريان_ياسر_سليمان (7 أعوام) الخميس الماضي.

بدأ الطابور الصباحي بالنشيد الوطني، ثم تلته كلمات تشد من أزر الطلبة، وتوزعت طواقم التربية على الصفوف لتقديم الدعم النفسي لهم.

مقعد الطفل الشهيد ريان سليمان في مدرسته والذي ارتقى خلال مطاردته من قبل قوات الاحتلال وتوقف قلبه من الخوف منهم.#فريق_مجاهدون pic.twitter.com/b4YrnMrxV9

مقالات ذات صلة

— مرمره الزرقاء (@Mrmara2020) October 2, 2022

حضرت بدلًا منه صورته، وأغصان من الزيتون، وباقات من الورد، وملامح أقرانه في الصف الأول الأساسي، التي ترتسم حزنًا وقهرًا وألمًا على رفيقهم الذي قتلته “إسرائيل” بدون أي ذنب.

ووقف مئات الطلاب في الطابور الصباحي يؤبنون زميلهم الطفل ريان في مشهد مؤثر للغاية، فألقيت القصائد والخواطر في إطار هذا الغياب القسري لريان.

وقالت خديجة سليمان، والدة الشهيد ريان، إن ثلاثة من جنود الاحتلال لاحقوا طفلها حتى منزل العائلة، وحينما طرقوا الباب، طلب ريان منها أن تبدل له ملابس المدرسة من شدة خوفه منهم، وحينما فتحت الباب لتحدثهم، فرَّ ريان إلى الباب الخلفي للمنزل، ليسقط مغشيا عليه من شدة الخوف.

وأضافت أنه في تلك اللحظة كانت قد جاءت جارتها أم فهمي سليمان لترى ما الذي يريده جنود الاحتلال، فتفاجأت بريان ملقى على الأرض، فاعتقدت أنه نائم، ونادت على والده لتسأله لماذا ريان نائم على الأرض تحت أشعة الشمس، وحينها تم نقل ريان إلى المستشفى، مؤكدة أنهم لم يتوقعوا أن يكون قلبه قد توقف وفارق الحياة.

وبينت أم الشهيد أن صباح يوم الخميس كان ريان قد طلب منها أن تحضر للمدرسة وتجلب معها فطورا، لأن هناك دعوة لإفطار جماعي، وقد لبت طلبه وشاركته الإفطار، وبعدها طلب منها فور عودتها للبيت أن تعد له طعام الغداء، الذي لم يتناوله.

وقالت: إن طفلها ارتقى شهيدا من شدة خوفه من الجنود، الذين أوقفوه قبل أسبوعين وقالوا له بالحرف الواحد “سيجيء دوركم يا عائلة سليمان” وقد بقيت تلك الجملة ترن في مسامعه، حتى أنه كان يصحو مذعورا في الليل معتقدا أن الجنود داهموا المنزل، مؤكدة أنها لم تكن تعرف أن الرعب توغل في قلب طفلها لهذا الحد.

لم يذهب ريان إلى مدرسته، غاب الطفل الذكي غيابًّا أبديًّا، فلن يعود إلى مقعده، ولن يلعب مع أصدقائه، وأشياء كثيرة أحبها الطفل الجميل لن يفعلها، فقد توقف قلبه عن الخفقان.

أمس الأحد، كان المشهد حزينًا، في مدرسته  الخنساء الأساسية المختطلة ببلدة تقوع إلى الشرق من بيت لحم، حينما حضر الجميع بعد عطلة نهاية الأسبوع، إلا ريان سليمان (7 أعوام) الذي غادر إلى الله، الخميس الماضي، بعد أن طارده جنود الاحتلال وتوقف قلبه خوفًا ورعبًا.

صورة وقصائد حزم


حضرت بدلًا منه صورته، وأغصان من الزيتون، وباقات من الورد، وملامح أقرانه في الصف الأول الأساسي، التي ترتسم حزنًا وقهرًا وألمًا على رفيقهم الذي قتلته “إسرائيل” بدون أي ذنب.

ووقف مئات الطلاب في الطابور الصباحي يؤبنون زميلهم الطفل ريان في مشهد مؤثر للغاية، فألقيت القصائد والخواطر في إطار هذا الغياب القسري لريان.

يقول صديقه محمود، تابعها مراسلنا، إنهم يخافون جنود الاحتلال، لأنهم يحضرون إلى محيط المدرسة، ويفتشون حقائبنا وأحيانًا أخرى يمنعوننا من الوصول إلى مدارسنا ويمنعوننا من العودة إلى بيوتنا ..  كان ريان صديقي، وأحبه كثيرًا، وأنا اليوم بعد استشهاده أحبه أكثر”.

ترويع الطلبة


طلبة مدرسة “الخنساء” عليهم المرور يومًّا عن جنود الاحتلال المتمركزين في شارع المدرسة، وكثيرًا ما يتعرضون للاعتقال والملاحقة والتخويف.

كان ريان يذهب إلى المدرسة ويغادرها، رفقة والدته التي كانت تخاف عليه إرهاب وصلف جنود الاحتلال المجرمين، إلا أنها لم تذهب معه الخميس الماضي.

يقول محمد سليمان نجل عم الشهيد: غادر ريان رفقة أخوته، بعدما اندلعت المواجهات، وبدأ جنود الاحتلال بملاحقة الطلبة الأطفال.

وفور وصول ريان وشقيقيه المنزل، وقبل تغيير ملابسهم، اقتحم جنود الاحتلال منزلهم بحثاً عن شقيقي ريان، علي (8 أعوام) وخالد (10 أعوام) لاعتقالهما بزعم إلقاء الحجارة على الجنود.

وبيّن سليمان أن ريان اختبأ في أحد زوايا المنزل من شدة رعبه وخوفه، وعند ملاحظة قوات الاحتلال له ركض هارباً حتى استشهد إثر إصابته بنوبة قلبية جراء خوفه الشديد.

تفاصيل المطاردة

وحسب بيان صادر عن المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان؛ فإن 4 جنود من قوات الاحتلال مدججين بالأسلحة طاردوا مجموعة من الطلبة الفلسطينيين، معظمهم لا تتجاوز أعمارهم 10 أعوام، عقب خروجهم من مدرسة الخنساء الأساسية، بزعم رشقهم الحجارة تجاه الشارع الالتفافي 3156 المحاذي لمحيط مجمع المدارس في حي خربة الدير في بلدة تقوع، في بيت لحم.

وأضاف “فور وصول الأطفال، بينهم الطفل ريان وأبناء عمومته وجيرانه، إلى منازلهم المتجاورة في الحي، لاحظهم ياسر سليمان، والد الطفل ريان، ومنع جنود الاحتلال الذين كانوا يطاردونهم من اقتحام المنازل”.

وخلال نقاش سليمان مع جنود الاحتلال الذين استمروا في التمركز في محيط المنازل لمدة نصف ساعة بحثًا عن الأطفال، دخل ريان إلى منزله بحالة من الخوف الشديد والهلع، وحاول الخروج من الباب الخلفي للمنزل، بالتزامن مع وجود أحد جنود الاحتلال بالقرب منه، وفي أثناء خروجه سقط ريان أرضًا ووجدته عائلته في مدخل المنزل، قبل أن ينقله والده بمركبته الخاصة إلى المستشفى، حيث أعلنت الطواقم الطبية أن الطفل ريان وصل متوفيًّا إلى المستشفى بعد توقف قلبه، وأن جميع المحاولات لإنعاشه باءت بالفشل.

وأفاد والد الطفل، أن جنود الاحتلال أوقفوا مركبته أثناء نقله طفله للمستشفى، وصوبوا البندقية باتجاه رأسه، وعرقلوا تحركه، بدعوى اختباء الأطفال داخل منزله، ما أعاق سرعة وصوله إلى مستشفى بيت جالا الحكومي. وأضاف والده أن الأطباء في المستشفى أبلغوه أن سبب الوفاة توقف قلب طفله نتيجة الخوف الشديد.

ويعاني طلبة المدارس في بلدة تقوع باستمرار من اعتداءات جنود الاحتلال الذين يطبقون إجراءات شبه يومية بحقهم سواءً لدى التحاقهم بمقاعدهم الدراسة صباحًا أو لدى مغادرتهم إلى منازلهم من تضييق عليهم ومطاردتهم.

وتشمل هذه الاعتداءات إطلاق الأعيرة المختلفة وقنابل الغاز والصوت تجاه الطلبة وملاحقتهم واعتقال بعضهم.

وفي غرفة الصف الثاني في المدرسة، جلس زملاء ريان وسط حالة من الحزن، وعلى المقعد الثاني وضعت صورة الشهيد ريان وإكليل من الزهور إلى جانب زميله كرم سالم الذي كلما مرَّ ضيف أو زائر رفع إشارة النصر بيديه الصغيرتين، وبصوت منخفض يقول: “بالروح بالدم نفديك يا شهيد”.

يقول كرم إنه منذ بداية العام الدراسي وهو يجلس إلى جانب ريان، يلعبان ويأكلان معا، ويتشاركان الأقلام وبعض الأحاديث الجانبية.

وبعيون حزينة يروي كرم مراسم تشييع رفيقه الذي لفّوه بعلم فلسطين وحملوه على الأكتاف، وطبعوا قبلة أخيرة على جبينه في المسجد قبل الصلاة عليه، ولم ينسَ حينما وُضع كتاب التربية الوطنية إلى جانب جثمانه قبل مواراته الثرى.

ويؤكد أنه يشتاق لشريكه الذي لن يعود أبدا، مبينا مدى خوفه كلما شاهد جنود الاحتلال الإسرائيلي في محيط مدرسته.

بدورها، قالت مديرة المدرسة منى عبد الله إن استشهاد ريان مصاب جلل وصدمة مفاجئة للجميع، مشيرة إلى أنه لدى دخولها المدرسة صباح اليوم تجمع الطلبة حولها يسألونها إذا كان سيعود زميلهم أم أنه ذهب للأبد، مؤكدة أن الإجابة على أسئلة الأطفال أمر صعب، ولكن لا يمكن تجنبه.

وأوضحت أن جنود الاحتلال يتواجدون باستمرار في محيط المدرسة ويعرقلون وصول الطلبة، وفي أحيان كثيرة يقتحمون المكان، ما يخلق حالة من الخوف في نفوس الطلبة، خاصة أن أعمارهم تتراوح ما بين 6-14 عاما.

وبينت أن الدوام هذا اليوم لم يكن سهلا، فكان المطلوب أن نخفف من هول الصدمة على هؤلاء الأطفال الذين لم يعوا بعد معنى الفقد الأبدي.

من ناحيته، قال رئيس قسم الإرشاد التربوي في مديرية التربية والتعليم ببيت لحم معاوية عواد، الذي تواجد مع زملائه لتقديم الإرشاد النفسي الأولي للطلبة والمعلمين خلال 72 ساعة الأولى من الحدث، إنه لا بد من إعطاء شرعية لمشاعر الحزن والألم والقلق والتوتر والخوف التي يعيشها أطفالنا وإعطائهم مساحة للتعبير، وهي مشاعر إنسانية طبيعية.

وأضاف أن الاحتلال يتعمد استهداف المدارس التي تقع على نقاط التماس لتفريغها من الطلبة، من خلال قتلهم أو اعتقالهم، فمنذ بدء العام الدراسي استشهد أربعة طلاب من محافظة بيت لحم، وتم اعتقال واحتجاز حوالي 35 طالبا، إضافة إلى إصابة 12 آخرين، على يد المستوطنين وجنود الاحتلال.

وبين أن رسالة وزارة التربية والتعليم تسعى لدعم بقاء وصمود الطلبة والمعلمين في نقاط التماس، لضمان سير العملية التعليمية على أكمل وجه.

من جانبه، ناشد أمين سر حركة “فتح”- منطقة تقوع، محمد البدن المؤسسات الحقوقية وجمعيات حماية الطفل، تأمين الحماية لطلبة المدارس في البلدة من بطش جنود الاحتلال الذين يتواجدون باستمرار في محيط المدارس.