Lebanon
This article was added by the user . TheWorldNews is not responsible for the content of the platform.

الديار: من هو التكتل النيابي الذي يُرشح شخصيّة سنيّة لرئاسة الحكومة؟

بعض ما جاء في مقال جهاد نافع قي الديار: 

انكفاء الرئيس سعد الحريري وتياره، وعزوف الرئيس نجيب ميقاتي عن الترشح، ادى الى غياب المرجعية السنية ليس في طرابلس وحسب، وانما على مستوى الساحة اللبنانية كلها.

افرزت الانتخابات النيابية الاخيرة تكتلات ذات بُعد طائفي، ولاول مرة تغيب الطائفة السنية كتكتل نيابي عن الندوة البرلمانية، باستثناء اللقاء النيابي الشمالي الذي حمل نكهة « المستقبل» والذي ضم نوابا من عكار ومن طرابلس والمنية والضنية، الا انه لم يمنح فرصة التمثيل الطائفي السني الوازن في انتخابات مجلس النواب ولجانه، عدا توزع النواب السنّة على كتل نيابية حسب التحالفات الانتخابية التي حصلت.

لا يزال لبنان، دولة الطوائف وكل شؤونه السياسية والادارية تدار حسب البوصلة الطائفية، بل ان القانون الانتخابي الهجين كرس الطائفية والمذهبية، وتدار البلاد وفق اهواء طائفية ومذهبية، وتتناتش القوى والتيارات السياسية حصصها بناء على مصالح هذه الطائفة وذاك المذهب، ولم تظهر فجوة في الجدار الطائفي المحصن تنير الدرب نحو دولة مدنية علمانية...

بعد عزوف رؤساء الحكومات السابقين عن الترشح، بات البرلمان اللبناني مفتقرا الى قيادة ومرجعية سنية في الدولة الطائفية، وفي ظل هذا الواقع من هو التكتل النيابي الذي يرشح شخصية سنية لرئاسة الحكومة؟... ومن يرجح كفة هذا المرشح او ذاك؟

بين الاسماء المتداولة المرشحة لرئاسة الحكومة يبقى في الطليعة الرئيس نجيب ميقاتي، فهل يحظى بتأييد الكتل النيابية المختلفة والمتعددة؟ ام ان التوافق على اسمه ينتظر تزكية عربية اقليمية دولية؟

سبق ان كان لميقاتي كتلته النيابية التي رشحته وزكته، لكن عزوفه عن الترشح في دورة ٢٠٢٢، ادى الى خسارته النواب المحسوبين عليه، ولم يفز من اللائحة التي رعاها سوى كريم كبارة الذي كاد ان يخسر مقعد والده التاريخي الممتد من ١٩٩٢ الى اليوم، وكبارة ليس من نواب «كتلة الوسط» الميقاتية.

في طرابلس كلام عن تزكية ميقاتي لانعاش التوازن السني في المدينة، حيث لم تتشكل كتلة نيابية واحدة، فنوابها الثمانية كل منهم في اتجاه، سوى ثلاثة في كتلة واحدة مؤلفة من النواب اشرف ريفي، و»القواتي» الياس خوري، وجميل عبود الفائز ب٧٣ صوتا.

اكثر من خيار مطروح لرئاسة الحكومة، لكن يتفق عدد من نواب المدينة على اسم ميقاتي باستثناء ريفي وخوري وعبود، كون ميقاتي يحمل بين يديه ملفات لم ينجزها وجوبه بمعارضة قوى وتيارات سياسية، ولعل في المرحلة المقبلة يتمكن من انجازها، خاصة ملف الكهرباء وازمة مافيا المولدات في ظل الفوضى العارمة وغياب الحسيب والرقيب، عدا ملفات المعرض والمرفأ والمنطقة الحرة، وقد تلقى ميقاتي مؤخرا نقدا طرابلسيا، لكنه حمل مسؤولية هذه الملفات التي تحتاج الى قرارات جريئة وشجاعة لانتزاع حقوق طرابلس العاصمة الثانية، وحقوق الشمال المهدورة حقوقه تاريخيا، وان المرحلة المقبلة بما فيها الاستحقاق الرئاسي تحتاج الى شخصية سنية وسطية لها علاقات خليجية واقليمية ودولية، عدا كونه ابن المدينة العاصمة الاقتصادية للبنان، والعاصمة الثانية والمطلة على المتوسط.

وتشير اوساط سياسية الى ان الطائفة السنية لم يعد لديها من خيارات وازنة كثيرة تحقق الاجماع حولها، وربما ميقاتي الطرابلسي يستطيع الاقلاع بحكومة يريدها حسب ما رشح من اوساطه، غير سياسية، بل حكومة اختصاصيين مستقلين كي يتمكن من انجاز المشاريع المعلقة والموقوفة جراء الصراعات السياسية...