UAE
This article was added by the user . TheWorldNews is not responsible for the content of the platform.

بعد فوز ميلوني..انجراف إيطاليا نحو اليمين المتطرف ليس مفاجئاً

في أعقاب الانتصار التاريخي الذي حققته جورجيا ميلوني، زعيمة اليمين المتطرف في إيطاليا، في الانتخابات التشريعية الأحد، لفت ديفيد برودر مؤلف كتاب "أحفاد موسوليني: الفاشية في إيطاليا المعاصرة"، إلى أن هذا الانتصار اليميني "لا يعد انعطافاً مفاجئاً، بل إنه أحدث نتاج لتطبيع طويل مع أحزاب اليمين المتطرف في البلاد".

نجاح ميلوني لم يأت من فراغ بل إنه أحدث نتاج لتطبيع طويل لأحزاب اليمين المتطرف

وقال برودر في مقال بصحيفة "غارديان"، إن نجاح ميلوني التي من المؤكد أنها ستصبح رئيسة للوزراء في إيطاليا وحزبها "إخوة إيطاليا" بـ 26% من الأصوات ما جعله أكبر حزب على الصعيد الوطني، جاء بسبب "ضعف في المعارضة المتمثلة في حركة 5 نجوم الانتقائية (15%)، والديمقراطيون من يسار الوسط (19%)".

سنوات من الفشل
وأشار الكاتب إلى أن هذا الضعف أتى "بعد سنوات من الفشل في تحسين مستويات معيشة الطبقة العاملة، إذ لم يتمكنوا من حشد القاعدة التاريخية لليسار، حيث كانت نسبة المشاركة هي الأدنى في تاريخ الجمهورية".

ومع ذلك، يرى برودر أن نجاح ميلوني لم يأت من فراغ، بل إنه "أحدث نتاج لتطبيع طويل لأحزاب اليمين المتطرف، إذ أنه غالباً ما تصور وسائل الإعلام رئيس الوزراء السابق سيلفيو برلسكوني على أنه معتدل، لكنه لعب دوراً رئيسياً في اختراقات اليمين المتطرف اليوم".

وفسر الكاتب قائلاً: "لقد تفاخر (برلسكوني) بأنه اخترع يمين الوسط في عام 1994، من خلال التحالف مع الرابطة والفاشيين، عبر إضفاء الشرعية والطابع الدستوري عليهم"، لافتاً إلى أن برلسكوني منذ البداية، "أدلى بتصريحات قاسية مناهضة للمهاجرين، وقلل بشكل روتيني من جرائم موسوليني، بل وعين الفاشيين الجدد مدى الحياة في مناصب عليا".

صعود "إخوة إيطاليا"
وتابع "سقطت حكومة برلسكوني الأخيرة بسبب أزمة الديون السيادية في عام 2011، ثم أيد حكومة تكنوقراط. ثم، في عام 2013، مُنع من تولي مناصب عامة بعد إدانته بالاحتيال الضريبي. أتاح هذا مجالاً للرابطة، ثم لإخوة إيطاليا للمطالبة بالقيادة على الائتلاف اليميني".

وذكر برودر أن "الكثير من صعود إخوة إيطاليا الأخير يرجع إلى مكانتها باعتبارها المعارضة الرئيسية الوحيدة لحكومة ماريو دراغي، والتي انضم إليها كل من ماتيو سالفيني وبرلسكوني عند إنشائها في فبراير (شباط) 2021، إذ أكدت ميلوني أنها ستتبع نهجاً بناء تجاه دراجي، وتواصل ملف توزيعه لأموال الاتحاد الأوروبي بعد جائحة كورونا، ولكن دون عقد صفقات مع يسار الوسط، وهذا ما رسخها كزعيمة للتحالف اليميني".

لكن الكاتب يرى أن ما يحدث الآن في إيطاليا بعد الفوز التاريخي لليمين منذ عام 1945، "لا يعني مجرد العودة إلى الماضي، إذ أن إخوة إيطاليا متجذرون في حزب Movimento Sociale Italiano (MSI)، وهو حزب فاشي جديد تم إنشاؤه في عام 1946، والذي خاض الانتخابات لكنه احتفظ بعداء عميق تجاه الجمهورية".

إرث الفاشية الجديدة
وخلال حكومات برلسكوني، بحسب المقال، "وافق قادة MSI رسمياً على القيم الليبرالية الديمقراطية، وأسقطوا اسمهم القديم وأدانوا معاداة موسوليني للسامية. ومع ذلك، لا يزال الكثيرون يعتزون بإرث الفاشية الجديدة بعد الحرب، وتم إنشاء حزب إخوة إيطاليا في عام 2012 كتأكيد صريح لتأييد MSI".

وقال برودر: "وعد إخوة إيطاليا بتغييرات كبيرة في الإرث السياسي للبلاد ما بعد الحرب، من بينها تهميش البرلمان والأحزاب من خلال إدخال رئاسة منتخبة مباشرة. لكن العديد من النقاد يخشون أن يذهب الحزب إلى أبعد من ذلك".

وتابع "هذا الشهر، كان إخوة إيطاليا والعصبة (ليغا) الحزبان الإيطاليان الوحيدان اللذان صوتا ضد قرار الاتحاد الأوروبي الذي أعلن أن المجر تستخدم الاستبداد الانتخابي، كما ناقش حزب ميلوني حظراً دستورياً على الاعتذار عن الشيوعية والتطرف الإسلامي - مقلداً الإجراءات الشاملة المستخدمة في بودابست لسحق النقاد اليساريين".

مخاوف
وحذر الكاتب من أن "تميل ميلوني ونوابها الجدد (في الحكومة الجديدة) استهداف المهاجرين، وتكوين جماعات ضغط ضد المثليين، والنقابات العمالية، والمجموعات الأخرى في المؤسسة اليسارية، كما ستسعى إلى إنشاء حصار بحري في البحر الأبيض المتوسط بهدف تشديد نظام حدود الاتحاد الأوروبي الحالي".

واختتم برودر مقاله بالإشارة إلى أن "الأحزاب اليمينية تخطط أيضاً لتخفيضات ضريبية ضخمة، والتخلي عن المزايا التي يتمتع بها الباحثين عن عمل.. لكن الخوف الحقيقي هو كيف ستكون خيارات هذه الحكومة وسط تداعيات الأزمات الراهنة في البلاد وفي أوروبا".