UAE
This article was added by the user . TheWorldNews is not responsible for the content of the platform.

بحث يكشف تأثير مرض كوفيد على القلب

اهتمت دراسة بريطانية جديدة بمعرفة التأثير الذي تتركه الإصابة بفيروس كورونا المستجد على القلب.
وأظهرت الدراسة أن الأشخاص، الذين يدخلون المستشفى مصابين بمرض كوفيد-19، قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بأضرار في القلب، ولكن ليس نوع الالتهاب الذي اقترحته أبحاث سابقة.
في وقت مبكر من الوباء، أشارت العديد من الدراسات إلى أن العديد من الناجين من كوفيد-19 تعرضوا لأضرار في القلب حتى لو لم يكن لديهم مرض قلبي كامن ولم يكونوا مرضى بما يكفي لدخول المستشفى. فحصت الدراسة الجديدة، التي نُشرت في مجلة American Heart Association journal Circulation)، طبيعة ومدى تلف القلب والالتهابات لدى أكثر الأشخاص المصابين بكوفيد مرضًا.
درس الباحثون 342 مريضًا مصابًا بفيروس كورونا المسبب لمرض كوفيد -19 لديهم مستويات عالية من بروتين تروبونين في 25 مستشفى في المملكة المتحدة بين يونيو 2020 ومارس 2021.
تعد المستويات المرتفعة من التروبونين في اختبارات الدم مؤشرًا قويًا على إصابة عضلة القلب الحادة أو النوبة القلبية. يقوم الأطباء بشكل روتيني بفحص مستويات التروبونين لدى الأشخاص الذين يدخلون المستشفى بسبب كوفيد.
قارن الباحثون المشاركين في الدراسة بمجموعتي تحكم، واحدة تتكون من 64 شخصًا دخلوا المستشفى جراء إصابة بكوفيد وكان لديهم مستويات تروبونين طبيعية، ومجموعة ثانية من 113 شخصًا من نفس العمر والجنس وصحة القلب والأوعية الدموية ولكن بدون كوفيد أو مستويات التروبونين مرتفعة لديهم لكن لم يدخلوا المستشفى. خضع جميع المرضى في المستشفى لفحص التصوير بالرنين المغناطيسي في غضون 28 يومًا من الخروج. كما أخضع المشاركون غير المقيمين في المستشفى للتصوير بالرنين المغناطيسي.
وجدت الدراسة أن 61٪ من الأشخاص، الذين نقلوا إلى المستشفى مصابين بكوفيد والذين لديهم مستويات عالية من التروبونين، يعانون من تشوهات في القلب بما في ذلك التندب الناتج عن احتشاء عضلة القلب، المعروف أيضًا باسم النوبة القلبية، أو من الاحتشاء المجهري، والذي وصفه المؤلف الرئيسي للدراسة، جون غرينوود، بأنه "مناطق صغيرة من الندبات". مثلت هذه النسبة هذا ما يقرب من ضعف النسبة لدى المشاركين المصابين بكوفيد في المستشفى الذين لديهم التروبونين العادي (36 ٪) وأولئك الذين لم يصابوا بكوفيد والذين لديهم تروبونين طبيعي (31 ٪).
لكن عندما يتعلق الأمر بالتهاب عضلة القلب المشتبه به، وهو التهاب نادر وقاتل في عضلة القلب في بعض الأحيان ناتج عن عدوى فيروسية، وجد الباحثون أن معدل الانتشار كان 6.7٪ في المشاركين المصابين بكورونا مع التروبونين المرتفع، مقارنة بـ 1.7٪ لدى من لا يعانون من ارتفاع التروبونين. هذا أقل بكثير مما لوحظ في الدراسات السابقة، وفقًا للباحث غرينوود، أستاذ أمراض القلب في معهد ليدز لأبحاث القلب والأوعية الدموية والسكري في إنجلترا.
وقال غرينوود "أثارت العديد من الدراسات السابقة الصغيرة الكثير من القلق بشأن التهاب عضلة القلب. ولكن هذه الدراسة الوطنية الأكثر صرامة للمرضى في المستشفى، الذين يعانون من ارتفاع التروبونين، تظهر بوضوح أن أولئك المرضى لا يعانون أكثر من التهاب عضلة القلب الفيروسي بل يصابون أكثر من حالة جلطة واحتشاء مجهري، مضيفا "هذه معلومات مهمة حقًا للأطباء الذين يواجهون التحدي المتمثل في محاولة فهم سبب ارتفاع مستويات التروبونين حتى يتمكنوا من تكييف خيارات العلاج المناسبة".
يخطط غرينوود وزملاؤه لإجراء المزيد من الدراسات على هذه المجموعة من خلال تكرار فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي بعد ستة أشهر.
وأشار الدكتور تيم دوونج، أستاذ الأشعة في كلية ألبرت أينشتاين للطب ومركز مونتيفيور الطبي في مدينة نيويورك، والذي لم يشارك في البحث، إلى أن الدراسة بدأت قبل توفر لقاحات كوفيد-19.
وقال دوونج إن "اللقاحات ستقلل، بشكل عام، من شدة المرض وتقلل من نتائج التصوير غير الطبيعية الواردة في هذه الدراسة".
وأوضح دوونج "ستعمل هذه النتائج المهمة، التي توصلت إليها الدراسة، على زيادة الوعي لتحسين مراقبة مرضى كوفيد المعرضين لخطر الإصابة بالقلب وتمكين العلاج في الوقت المناسب، إذا لزم الأمر، لمنع المزيد من مشاكل القلب".
ودعا إلى إجراء دراسات طويلة المدى لفهم تأثير "كوفيد طويل الأمد" على القلب والأعضاء الأخرى بشكل أفضل.
وقال دوونج "أصيب عشرات الملايين من الناس بالمرض جراء كوفيد، ونعتقد أنه يسبب تلفًا لأعضاء متعددة. ولكن، في هذه المرحلة، لا أحد يعرف حقًا الآثار طويلة المدى. نحن بحاجة إلى بحث يتابع المرضى لسنوات طويلة حتى نتمكن من توقع المشاكل وعلاجها في أقرب وقت ممكن".