UAE
This article was added by the user . TheWorldNews is not responsible for the content of the platform.

بريطانيا تكشف خسائر روسيا.. و"حرب الاتهامات" تشتعل مجدداً

مع استمرار العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، قال وزارة الدفاع البريطانية، اليوم الجمعة، إن الانفجارات التي وقعت هذا الأسبوع في مطار ساكي العسكري الذي تديره روسيا في غرب شبه جزيرة القرم أدت إلى خسارتها 8 مقاتلات، مما أسفر عن تدهور في قدرات الأسطول الجوي التابع للبحرية في البحر الأسود. فيما تبادلت موسكو وكييف الاتهامات مجدداً حول قصف جديد استهدف، أمس، محيط محطة زابوريجيا للطاقة النووية، تزامناً مع جلسة لمجلس الأمن الدولي بشأن ملف الحرب الروسية الأوكرانية الشائك.

قدرات روسيا البحرية


قالت بريطانيا إن "قدرة روسيا العسكرية بالبحر الأسود ستتأثر، إذ أن مطار ساكي قاعدة تشغيلية رئيسية"، مع أن الطائرات التي دُمرت ليست سوى جزء ضئيل من أسطول الطيران الإجمالي.

وذكرت وزارة الدفاع البريطانية في نشرة استخباراتية دورية على "تويتر" أن المطار لا يزال يعمل على الأرجح، لكن المنطقة المخصصة لتوقف الطائرات وانتشارها بجواره تعرضت لأضرار جسيمة.

وأضافت الوزارة أن "الانفجارات، التي قالت روسيا إنها أسفرت عن مقتل شخص وإصابة 5، ستدفع جيشها إلى مراجعة التهديدات الممكنة في المنطقة".

"تكتيكات"


وفي الأثناء، طلب الرئيس الأوكراني فولودومير زيلينسكي، مساء أمس الخميس، من المسؤولين في حكومته الكف عن التحدث إلى الصحافيين عن "التكتيكات" الحربية الأوكرانية ضد روسيا، قائلاً إن إطلاق مثل هذه التصريحات "غير مسؤول بصراحة"، بحسب ما نقلت رويترز.

وفي أعقاب انفجارات كبيرة حطمت قاعدة جوية روسية في شبه جزيرة القرم الثلاثاء الماضي نقلت صحيفتا نيويورك تايمز و "واشنطن بوست" الأمريكيتان عن مسؤولين أوكرانيين قولهم إن القوات الأوكرانية مسؤولة عن الهجوم.

ومن الناحية الأخرى، رفضت الحكومة في كييف الإفصاح عما إذا كانت وراء الانفجارات.

وقال زيلينسكي: "إذا كنتم تريدون صنع عناوين صارخة فإن هذا شيء غير مسؤول بصراحة. إذا كنتم تريدون النصر لأوكرانيا فهذا شيء آخر، ويجب أن تكونوا واعين بمسؤوليتكم عن كل كلمة تقولونها عن خطط دولتنا للدفاع أو للهجمات المضادة".

قصف جديد


وإلى ذلك، اشتعلت حرب الاتهامات مجدداً بين موسكو وكييف على خلفية قصف جديد استهدف، أمس، محيط محطة زابوريجيا للطاقة النووية، في حين شدّدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي على وجوب تمكينها من دخول المحطة "بأسرع وقت ممكن".

ومن جهتها، حذّرت مجموعة "انيرغواتوم" الأوكرانية المشغّلة للمحطة من أن "الوضع يزداد سوءاً"، مشيرة إلى "وجود مواد مشعة في مكان قريب وتضرر أجهزة عدة لاستشعار الإشعاعات".

وقال رئيس الإدارة المدنية والعسكرية التي أقامتها موسكو في هذه المنطقة الواقعة في جنوب أوكرانيا ويسيطر عليها الروس: "حالياً لم يسجّل أي تلوّث في المحطة ومستوى النشاط الإشعاعي عادي"، مشددا على أن "أطنانا عدة" من النفايات الإشعاعية مخزّنة في المكان.

وأعلنت شركة "إنيرغواتو"م تسجيل "5ضربات جديدة في المحيط المباشر لمستودع للمواد المشعة"، متهمة القوات الروسية بشنها.

وكانت القوات الروسية قد سيطرت على المحطة في الرابع من  مارس (آذار)، بعد أيام قليلة على بدء الحرب.

ومن جانبه، قال المسؤول في الإدارة التي فرضها الروس في هذه المنطقة في جنوب أوكرانيا على "تليغرام": "مقاتلو (الرئيس الأوكراني فولوديمير) زيلينسكي قصفوا مجدداً محطة زابوريجيا للطاقة النووية"، وكانت هذه المحطة استُهدفت بعمليتي قصف الأسبوع الماضي، ما أثار قلق المجتمع الدولي.

منطقة منزوعة السلاح


وأمس، دعت الولايات المتحدة روسيا إلى وقف كل عملياتها العسكرية داخل المحطات النووية الأوكرانية ومحيطها، مؤكدة تأييدها إقامة منطقة منزوعة السلاح حول زابوريجيا التي تعرضت لمزيد من القصف.

وتواصلت المعارك ليل الأربعاء الخميس على خط الجبهة في أوكرانيا، بما في ذلك قرب المحطة.

والخميس جاء في بيان للأمين العام للأمم المتحدة أورده الموقع الإلكتروني للمنظمة "للأسف، بدلاً من خفض التصعيد، وردت تقارير على مدى الأيام الكثيرة الماضية، عن مزيد من الحوادث المقلقة للغاية والتي يمكن أن تؤدي إذا استمرت، إلى كارثة".

وتابع "لنكن واضحين. أي ضرر محتمل يلحق بمحطة زابوروجيا أو بأي منشآت نووية أخرى في أوكرانيا، أو في أي مكان آخر، يمكن أن يؤدي إلى عواقب وخيمة ليس على المنطقة المجاورة فحسب، لكن على الإقليم، وما هو أبعد منه. هذا غير مقبول إطلاقاً".

وناشد غوتيريش "جميع الأطراف المعنيين التحلي بالحكمة والتعقل".

وشدد على "وجوب عدم استخدام الموقع في سياق العمليات العسكرية"، داعياً إلى إنشاء "محيط منزوع السلاح لضمان أمن المنطقة".

الملف الشائك


وفي مستهل اجتماع لمجلس الأمن الدولي أمس خصص للبحث في الملف الشائك، بطلب من روسيا، شدّد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي على وجوب السماح للوكالة "بدخول المحطة بأسرع وقت ممكن"، مؤكداً أن "الوقت بدأ ينفد".

ومن جهتها، قالت مساعدة وزير الخارجية الأمريكي لشؤون نزع أسلحة الدمار الشامل بوني جينكينز إن "الحل لما يجري في زابوريجيا بسيط. الولايات المتحدة تدعو روسيا الاتحادية إلى سحب قواتها فورا من الأراضي الأوكرانية".

وفي المقابل، حمّل السفير الروسي فاسيلي نبينزيا أوكرانيا وحلفاءها المسؤولية قائلاً: "ندعو الولايات المتحدة الداعمة لنظام كييف (...) إلى إجباره على وضع حد نهائي للهجمات التي تستهدف محطة زابوريجيا"، كما "ندعو الأمم المتحدة والوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى إبلاغ السلطات الأوكرانية بأن أفعالها غير مقبولة".

وتابع: "الحجم الحقيقي لكارثة نووية في المحطة يصعب تخيّله. المسؤولية الكاملة تقع على عاتق الدول الغربية الداعمة لكييف"، واصفاً الاتهامات الموجهة إلى موسكو بأنها "سرّياليّة" و"تثير السخرية" و"عبثية".

 وشدد بعد الاجتماع على حقيقة أنه لا توجد دولة في المجلس المكون من 15 عضوا تلقي باللوم على روسيا في الهجمات على المحطة النووية.

ومن جهته، دعا الرئيس الأوكراني المجتمع الدولي إلى "التحرك الفوري" لإخراج الروس من محطة زابوريجيا.

وقال زيلينسكي في خطابه اليومي عبر الفيديو "يجب أن يتحرّك العالم بأسره فورا لطرد محتلّي زابوريجيا".

وأضاف "وحدهما الانسحاب الكامل للروس واستعادة أوكرانيا السيطرة الكاملة على المحطة سيضمنان الأمن النووي لأوروبا بأسرها".

وأعلن وزير الدفاع الدنماركي مورتن بودسكوف أمس جمع 1.5 مليار يورو مخصصة لتدريب القوات الأوكرانية وتوفير عتاد لها خلال مؤتمر دولي في كوبنهافن بمشاركة 26 دولة.

تطورات ميدانية


وفي أخر التطورات الميدانية، أعلن الحاكم فالنتين رزنيشينكو عبر حسابه على تلغرام مقتل 3 أشخاص وإصابة 9 في قصف روسي براجمات صواريخ غراد، في نيكوبول (جنوب شرق) على بعد حوالى مئة كيلومتر من محطة زابوريجيا الواقعة على الضفة المقابلة من نهر دنيبر. 

أما في دونباس (شرق)، أعلن رئيس الإدارة العسكرية لمنطقة دونيتسك بافلو كيريلينكو على تلغرام أمس أن 11 مدنياً قُتلوا في الساعات الأخيرة، 6 منهم في بخموت و3 في سوليدار وواحد في كراسنوغوريفكا وآخر في أفدييفكا.

وتحاول القوات الروسية التي تقصف سوليدار بشكل مستمرّ، طرد الجيش الأوكراني من المدينة حتى تتمكن من التقدم نحو بخموت المجاورة.

ومنذ أن وضعت القوات الروسية حداً لعملياتها في محيط كييف وانسحبت من منطقة العاصمة الأوكرانية، يركّز الكرملين الجهود على منطقة دونباس التي يسيطر عليها جزئياً منذ 2014 انفصاليون موالون لموسكو.

وقال رئيس بلدية ماريوبول فاديم بويتشنكو "نحن بانتظار أن تحرر قواتنا المسلّحة جنوب بلادنا، بما فيه ماريوبول"، مضيفاً "نحن بانتظار هذا الأمر الذي سيتحقق قريباً".