UAE
This article was added by the user . TheWorldNews is not responsible for the content of the platform.

بوتين يكمل عامه الـ70...من حروب بطرس الأكبر إلى حرب أوكرانيا

أتم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عامه الـ 70 اليوم الجمعة، وسط تهاني مرؤوسيه ومناشدة بطريرك الأرثوذكس كيريل الجميع بالدعاء بالصحة لأطول قادة روسيا حكماً. ويواجه بوتين أكبر تحدٍ له بعد أن تسبب غزو أوكرانيا في أخطر مواجهة مع الغرب منذ أزمة الصواريخ الكوبية في 1962.

ودعا بطريرك موسكو وسائر روسيا الجميع للابتهال يومين بالدعاء ليمد الله بوتين "بالصحة والعمر المديد"، قائلاً: "ندعوك، يا إلهنا، لرئيس الدولة الروسية، فلاديمير فلاديميروفيتش، ونسألك أن تمن عليه برحمتك الواسعة وأن تتفضل عليه بكرمك، وأن تمنحه الصحة والعمر المديد، وأن تنجيه من المكائد ما ظهر منها وما بطن، وأن تجعله من الراسخين في الحكمة والقوة الروحية".

ويواجه بوتين، الذي تعهد بإنهاء الفوضى التي سيطرت على روسيا منذ سقوط الاتحاد السوفيتي في 1991، أخطر الأزمات العسكرية التي واجهها قائد للكرملين منذ الحرب السوفيتية في أفغانستان بين 1979 و1989.

ويقول معارضون، مثل المسجون أليكسي نافالني، إن بوتين قاد روسيا إلى طريق مسدود يقود نحو الدمار، إذ شكل منظومة هشة من المتملقين غير الأكفاء ستنهار، وتقود روسيا إلى الفوضى في نهاية المطاف. ويقول أنصار بوتين إنه أنقذ روسيا من الدمار على يد الغرب المتغطرس العدواني.

وقال زعيم الشيشان رمضان قديروف: "اليوم، قائدنا الوطني، أحد أهم وأكثر الشخصيات تأثيراً في عصرنا هذا، الوطني الأول في العالم، رئيس روسيا الاتحادية فلاديمير فلاديميروفيتش بوتين، يتم عامه السبعين"، وأضاف "غير بوتين وضع روسيا العالمي وأجبر العالم على أن يحسب حساباً لبلدنا العظيم".

إخفاقات الحرب
ولكن الحرب في أوكرانيا كلفت بوتين الكثير من رصيده السياسي والدبلوماسي والعسكري، فبعد أكثر من 7 أشهر منذ بداية الحرب، تكبدت روسيا خسائر فادحة في الجنود والعتاد، وترنح جيش بوتين من هزيمة مذلة تلو الأخرى، ولجأ بوتين إلى إعلان ضم أراض تسيطر روسيا عليها جزئياً، وقال الكرملين إن حدودها لم ترسم بعد، وهدد بالدفاع عنها بالأسلحة النووية.

وتطورت تعبئة جزئية أعلنها الرئيس الروسي يوم 21 سبتمبر(أيلول) الماضي بشكل فوضوي للغاية، وأجبرت بوتين نفسه على الاعتراف بالأخطاء والأمر بتغييرات، وفر مئات الآلاف إلى الخارج لتفادي الاستدعاء إلى الجيش، وحتى أوفى حلفاء الكرملين استنكروا إخفاقات الجيش، لكنهم امتنعوا، حتى الآن، عن انتقاد الرئيس نفسه.

ووجد بوتين نفسه في مواجهة مع حلف شمال الأطلسي المتكاتف رغم إصراره على أن "العملية الخاصة" في أوكرانيا تهدف إلى فرض "الخطوط الحمراء" الروسية ومنع الحلف من الاقتراب من حدودها.

وبدت علامات الانزعاج على الصين، والهند اللتين تعول عليهما روسيا بشكل متزايد باعتبارهما شريكتين في الجغرافيا السياسية والاقتصاد في ظل الموجات المتتابعة من عقوبات الغرب.

وقال كاتب خطابات الكرملين السابق عباس غالياموف: "في أي ذكرى، جرت العادة على تلخيص النتائج، ولكن النتائج مؤسفة للغاية حتى أنه من الأفضل تجنب التركيز بشكل مبالغ فيه على الذكرى".

التاريخ
وهيمن بوتين على المشهد السياس الروسي منذ 23 عاماً، بعد أن اصطفاه الرئيس بوريس يلتسن ليكون خليفته في إعلان مفاجئ في ليلة رأس السنة في 1999، ومهدت تعديلات دستورية في 2020 الطريق له ليظل حاكماً لبلاده حتى 2036. 

ولبوتين جدول مزدحم بالاجتماعات والفعاليات العامة ويظهر واثقاً في جميع خطاباته، ويستطرد في أحاديثه في مؤتمرات الفيديو حول مواضيع تتنوع من الطاقة إلى التعليم، وأنكر الكرملين تكهنات متكررة بمعاناته من مشاكل صحية مزعومة.

ومع تقدمه في العمر، بدا أن استغراق بوتين في التفكير في إرثه يتصاعد، ففي يونيو (حزيران) الماضي قارن حربه في أوكرانيا بحملات القيصر بطرس الأكبر، وأشار إلى أن كليهما انخرط في مهام تاريخية لاستعادة الأراضي الروسية.

وازداد شغف بوتين بالاقتباس من الفيلسوف الروسي إيفان إيليين، الذي قال إن لدى روسيا مساراً روحياً مقدساً واستثنائياً عليها أن تتبعه حتى تعيد في نهاية المطاف النظام إلى عالم يفتقر إلى المثالية.

وأظهر بوتين، في لقاء تلفزيوني مع معلمين هذا الأسبوع، اهتماماً كبيراً بحلقة أخرى من حلقات التاريخ، هي ثورة للفلاحين في القرن الـ 18 على الإمبراطورة كاثرين العظيمة، وحمل "ضعف السلطة المركزية في الدولة" المسؤولية عنها.

وبدا ذلك الحديث، من رجل سيطر على روسيا لأكثر من عقدين، وكأنه درس حفظه عن ظهر قلب وهو أنه في ظل احتمال اندلاع تمرد يحتاج الحاكم للتحلي بالقوة واليقظة.