وعثرت السلطات السورية الخميس على عشرات الجثث قبالة مدينة طرطوس الساحلية، بينما تم إنقاذ 20 شخصاً فقط، من ركاب المركب الذي أبحر قبل أيام من شمال لبنان، وراوحت التقديرات بشأن عدد ركابه بين 100 و150 شخصاً من اللبنانيين واللاجئين السوريين والفلسطينيين، من دون أن تتضح بعد ملابسات غرقه.
وكانت آخر حصيلة أعلنتها وزارة الصحة السورية الجمعة بلغت 77 قتيلاً. ولا تزال عمليات البحث عن مفقودين مستمرة.
ونقل 20 ناجياً فقط إلى مستشفى في طرطوس. وعُثر على غالبية الضحايا قبالة جزيرة أرواد وشواطئ طرطوس.
وشيعت عائلات في لبنان الجمعة ضحاياها، وتسلمت أخرى لبنانية وفلسطينية مساء جثث أقربائها عبر معبر العريضة الحدودي ليتم دفنها السبت.
وبدوره، قال المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي في بيان، "هذه مأساة مؤلمة أخرى"، داعياً المجتمع الدولي إلى تقديم المساعدة الكاملة لـ"تحسين ظروف النازحين قسراً والمجتمعات المضيفة في الشرق الأوسط".
وأضاف في بيان مع وكالة الأمم المتحدة لإغاثة اللاجئين الفلسطينيين ومنظمة الهجرة الدولية "الكثيرون يدفع بهم نحو حافة الهاوية".
وقال المدير العام للمنظمة الدولية للهجرة أنطونيو فيتورينو، "لا يجدر بالأشخاص الباحثين عن الأمان أن يجدوا أنفسهم مضطرين لخوض رحلات هجرة محفوفة بالمخاطر ومميتة".
وأضاف، "علينا أن نفعل المزيد...لمعالجة الشعور باليأس في لبنان والمنطقة".
وليست الهجرة غير الشرعية ظاهرة جديدة في لبنان الذي شكّل منصة انطلاق للاجئين خصوصاً السوريين والفلسطينيين باتجاه دول الاتحاد الأوروبي. لكن وتيرتها ازدادت على وقع الانهيار الاقتصادي الذي يعصف بالبلاد منذ نحو 3 سنوات والذي دفع لبنانيين كثر الى المخاطرة بأرواحهم بحثاً عن بدايات جديدة.