ويؤكد بن دوبوو الباحث في مركز الدراسات الأمريكي "CEPA"، "النفوذ الروسي يضعف في المناطق الحدودية".
رهانات موسكو كبيرة جداً في هذه المناطق المحاذية لجنوب روسيا من جانبي بحر قزوين، بين الصين شرقاً وتركيا غرباً، وهما لاعبان أساسيان أيضاً في المنطقة.
ضغط
خلال القمة الأخيرة لمنظمة شنغهاي للتعاون في سمرقند في أوزبكستان وجد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نفسه تحت ضغوط شركائه ولا سيما الصين والهند، الذين أعربوا عن قلقهم أو شكوكهم بشأن الحرب في أوكرانيا.
ويقول الباحث في مركز الدراسات التركي "سيتا" مراد أصلان، إنه في هذه المناطق قبل الحرب "كانت الفكرة راسخة جداً بأن روسيا لا يمكن أن تُهزم".
ويضيف، "في حال خسرت روسيا سيتبدل كل شيء ..ينبغي توقع حصول نزاعات ضيقة النطاق"، متوقعاً تراجعاً تدريجياً للنفوذ الروسي.
لكنه نبه أنه "في حال كسبت عسكرياً فستستفيد من رافعة معنوية هائلة لتظهر بأنها قادرة على فرض وجهة نظرها".
تأجج نزاعان لم تتم سويتهما بعد في الأسابيع الأخيرة في جمهوريات سوفياتية سابقة، الأول بين أرمينيا وأذربيجان والثاني بين قرغيزستان وطاجيكستان ما أسفر عن سقوط مئات القتلى.
على سبيل المثال، تشير الخبيرة إلى أن "نصف الحدود تقريباً بين طاجيكستان وقرغيزستان لم ترسم بعد وهذا أساس المشكلة".
ويرى الخبير بشؤون روسيا وآسيا الوسطى في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية (Ifri) مايكل ليفيستون، أن التوتر بين هذين البلدين "لا علاقة له بالضرورة بوضع روسيا في أوكرانيا. لكن ثمة رابط أوضح مع الوضع بين أذربيجان وأرمينيا".
نزاع جدي
ويؤكد المصدر الدبلوماسي نفسه "هنا لدينا نزاع جدي جداً".
وينبه ليفيستون، "مهما يكن من أمر يجب مراقبة ما قد يحصل" في أرمينيا مع التظاهرات الاحتجاجية على منظمة اتفاقية الأمن المشترك وهي الهيئة الأمنية الإقليمية التي أنشأتها موسكو.
وترتفع أصوات في أرمينيا بعضها في صفوف السلطات للتنديد بعدم فاعلية هذه المنظمة التي تعتبر أداة في يد موسكو وتشارك فيها أيضاً دول آسيا الوسطى ومن بينها قرغيزستان طاجيكستان.
وعلى غرار اتفاقية حلف شمال الأطلسي ينص بند في المنظمة على حصول دولة عضو تتعرض لعدوان على دعم من الأعضاء الآخرين. رغم نداءات المساعدة لم تحصل أرمينيا على هذا الدعم.
وشدد الباحث المولدافي دنيس سينوسا في تغريدة على أن "الرد الضعيف للمنظمة على هجمات أذربيجان يغذي الاحتجاجات في صفوف الأرمن الذين يريدون مغادرة هذه الهيئة".
عدم تحرك روسيا النسبي ومنظمة اتفاقية الأمن المشترك قد يترك الساحة مفتوحة لنفوذ تركيا الداعمة لباكو.
على غرار الصين التي تدير في المنطقة منظمة شنغهاي للتعاون وتروج لـ"طرق حرير جديدة"، تحاول تركيا منافسة موسكو التاريخية في هذه المناطق على مر القرون، تسجيل نقاط.
دور تركي
ويشير ليفيستون إلى أن "أنقرة "أنشأت مجلس الترك الذي سمي في فترة لاحقة منظمة الدول الناطقة بالتركية والتي توسعت تدريجا لتشمل كل الدول الناطقة بالتركية في آسيا الوسطى فضلاً عن أذربيجان.
وقال أصلان، "في حال فشلت روسيا في أوكرانيا ستصبح هذه المنظمة أكثر نشاطاً".