UAE
This article was added by the user . TheWorldNews is not responsible for the content of the platform.

الإمارات: «الاتفاق الإطاري» يعزز ازدهار السودان

أسماء الحسيني (أبوظبي، الخرطوم) 

رحبت الإمارات بالاتفاق السياسي الإطاري الذي توصلت إليه الأطراف السودانية، لاستكمال المرحلة الانتقالية، بما يعزز استقرار جمهورية السودان الشقيقة وازدهارها.
وأكدت وزارة الخارجية والتعاون الدولي في بيان لها أن الاتفاق يؤسس لخطوات تضمن بناء حكومة بقيادة مدنية، معربة عن أمنياتها بالتوفيق والسداد للمكونات السودانية في مسيرتها المقبلة لاستكمال المرحلة الانتقالية في السودان.
وثمنت الوزارة جهود أعضاء مجموعة الآلية الثلاثية واللجنة الرباعية والاتحاد الأوروبي ودول الترويكا لحشد الدعم لهذا الاتفاق الإطاري، والنجاح في بناء وتعزيز التوافق بين الأطراف الفاعلة، بما يحقق تطلعات شعب السودان الشقيق إلى الاستقرار والتنمية والازدهار. وأشارت الوزارة إلى حرص الإمارات على تعميق وتوسيع آفاق التعاون مع الجمهورية السودانية الشقيقة ودفعها إلى الأمام في المجالات كافة، تدعيماً لأواصر العلاقات الوطيدة التي تربط بلدينا وشعبينا الشقيقين.
وأكدت الوزارة حرص الإمارات على الانتقال السياسي السلمي والناجح في السودان الشقيق، بما يعزز استقراره وازدهاره ويعود على شعبه بالخير والرخاء والنماء.
ووقع قائد الجيش السوداني الفريق عبدالفتاح البرهان وقائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو «حميدتي» وممثلون من تحالف قوى «الحرية والتغيير» وعدد من الأحزاب والتنظيمات والتجمعات المهنية والحركات المسلحة، أمس الأول، «اتفاقاً إطارياً» يتضمن فترة انتقالية سياسية بقيادة مدنية مدة عامين، يقتصر فيها دور الجيش على مجلس للأمن والدفاع يرأسه رئيس الوزراء.
وأكد سياسيون وخبراء ومحللون سودانيون في تصريحات لـ«الاتحاد»، أن الاتفاق خطوة مهمة وكبيرة نحو استعادة الاستقرار في السودان، وتعزيز التوجه نحو الانتقال المدني الديمقراطي، ولكنهم أكدوا في الوقت ذاته على أن نجاح الاتفاق سيظل مرهوناً بجدية والتزام الأطراف الموقعة عليه، ومدى قدرتهم على إقناع أوسع قاعدة من القوى السودانية بالانضمام إليهم وتأييده، وكذلك مدى قدرتهم على تجاوز الصعاب والتعقيدات والانقسامات والاستقطابات التي تحيط بالمشهد السوداني، والعبور نحو اتفاق نهائي يمهد لفترة انتقالية آمنة ومستقرة.
وقال الكاتب الصحفي السوداني حسن أحمد الحسن لـ«الاتحاد»، إن القراءة الموضوعية للاتفاق تؤكد أنه استجاب لمطالب الشارع وقوى المقاومة، وأن أي مزايدات عليه لا يحتملها وضع السودان الحالي، مؤكداً أنه بعد إعلان بنود الاتفاق على رؤوس الأشهاد ثبت أنه ليس هناك شيء تحت الطاولة، وأن الجميع أقروا بتحقيق مطالب الثورة وأهدافها، وأصبح التخوف منحصراً من عدم التنفيذ، وهو الأمر الذي يتطلب التزام الجميع بالبنود التي تم التوقيع عليها.
ودعا الحسن، معارضي الاتفاق لإعادة قراءته مرة أخرى، والبناء عليه والالتحاق به، بدلاً من التشكيك والتخوين، مؤكداً أنه لن تستطيع أي قوى سياسية من داخل الثورة أو خارجها أن تأتي بأفضل مما جاء في «الاتفاق الإطاري» بشهادة المجتمع الدولي والإقليمي.
وأشار إلى أن «العسكريين أبدوا مرونة ملحوظة والتزاماً صريحاً أمام المجتمع الدولي والإقليمي بالانسحاب من المشهد السياسي، أما أعداء الثورة من فلول النظام السابق الذين راهنوا على إعادة الشمولية فعليهم أن يدركوا أن الردة مستحيلة».
بدوره، قال عبد الله مسار نائب رئيس قوى الحراك الوطني لـ«الاتحاد» إن الاتفاق الإطاري يحتاج إلى مزيد من العمل ليكون اتفاقاً مقبولاً، وكذلك يحتاج إلى تشاور عميق حول الصيغة النهائية، للوصول إلى وفاق وطني يضمن مشاركة الجميع، بخاصة القوى السياسية والأهلية والمجتمعية والحركات الموقعة على اتفاق السلام، وتحويل الاتفاق إلى مشروع وطني.
وقال الكاتب والمحلل السياسي السوداني صديق محيسي لـ«الاتحاد» إن «الاتفاق الإطاري» يعبر فعلاً عن أهداف الثورة السودانية، وأنه خطوة إيجابية في طريق طويل، يحتاج إلى الالتزام والإصرار على تنفيذ بنوده وتطبيقها على أرض الواقع، مؤكداً أن العبرة في التنفيذ، وأن الخوف من التفاصيل.
كما قال الكاتب والمحلل السياسي السوداني زين العابدين صالح لـ«الاتحاد» إن توقيع الاتفاق الإطاري يعد تحولاً تاريخياً في المشهد السياسي السوداني، وخطوة تأسيسية لوضع قواعد البناء الديمقراطي، داعياً كل القوى السودانية للعمل من أجل مساندة الاتفاق والمسارعة في الانضمام إليه، معتبراً أن «الوحدة هي الضمان للوصول بالاتفاق إلى أهدافه، وتحقيق تطلعات الشعب وإخراج السودان من مأزقه في هذا الوقت الحرج». وقال الكاتب الصحفي السوداني خضر عطا المنان لـ«الاتحاد» إن «الاتفاق الإطاري» يعد محطة مهمة في «مسار الثورة السودانية» من أجل إقامة دولة مدنية كاملة، ويمكن أن تؤدي إلى استقرار السودان وتحقيق أهداف ثورته، ومن إيجابيات الاتفاق الإطاري هذا الحضور والدعم الدولي الكبير له، وكذلك مشاركة عدد معتبر من الأحزاب والكيانات في السودان في التوقيع عليه، وما جاء في كلمات الموقعين من التبشير بمستقبل جديد تتحقق فيه أحلام الشعب السوداني في الحرية والسلام والعدالة.
وأعرب عطا المنان عن مخاوفه من أن يؤدي الجدل حول الاتفاق واستمرار الصراع وعجز السودانيين عن الوحدة إلى تراجع اهتمام المجتمع الدولي بالسودان، داعياً إلى العمل من أجل إشراك لجان المقاومة وحركتي عبد الواحد نور وعبد العزيز الحلو في الاتفاق.