سعت دولة الإمارات العربية المتحدة منذ تأسيسها إلى جعل مناهجها وطرقها التعليمية تواكب أحدث ما توصلت إليه الدول المتقدمة في تطوير التعليم والعملية التربوية، بهدف تحقيق تحسن نوعي كبير في النظام التعليمي وضمان جاهزية الطلاب للالتحاق بأرقى الجامعات محليًّا وعالميًّا، والإسهام في صناعة المستقبل من خلال توفير الإمكانيات والقدرات كافة، لتعزيز قدراتهم على المنافسة في السوق العالمية.
ولطالما نظرت القيادة الرشيدة إلى التعليم بوصفه قاطرة التنمية الوطنية، فوجّهت الجهات المختصة بضرورة تطوير التعليم والارتقاء بمخرجاته وبناء الكوادر الوطنية وتسليحها بالعلم والمعرفة وإكسابها مهارات عصرية، ترسم من خلالها خريطة مستدامة لمستقبل مشرق للأجيال المقبلة، ذلك أنها لبِنة النهضة، والجسر الذي ننطلق من خلاله إلى منافسة دول العالم وتبوؤ مكانة متقدّمة فيه.
ومن هذا المنطلق أعلنت وزارة التربية والتعليم أخيرًا فتح باب التسجيل في برنامج الإعداد الجامعي «انطلاقة» لتطوير وتنمية مهارات الطلبة من الصف التاسع حتى الثاني عشر، وتقديم فرص متنوعة للطلبة في دول الابتعاث للحصول على درجات علمية تتناسب مع ميولهم المهنية، إذ يتضمن البرنامج مرحلتَي التأهيل والتمكين، وتستهدف المرحلة الأولى التأهيلية طلبة الصفين التاسع والعاشر، عبْر تعزيز إمكانياتهم قبل الانتقال لمرحلة اختيار التخصص التي تسمى مرحلة «التمكين»، التي تستهدف طلبة الصفَّين الحادي عشر والثاني عشر، لتأهيلهم وتمكينهم بالمعارف والقدرات التي تمكّنهم من الالتحاق بأفضل الجامعات.
ويسلّط برنامج «انطلاقة» الضوء على متطلبات الوظائف الحالية والمستقبلية في سوق العمل من خلال إتاحة الفرصة للطلاب الإماراتيين لاكتساب المهارات اللازمة التي تمكّنهم من تطوير قدراتهم البحثية الإبداعية الوطنية، وتؤهلهم لقيادة المستقبل متسلّحين بعقلية ريادة الأعمال وحب المبادرة، وتصوغ حلولًا مبتكرة تُحدث تأثيرًا إيجابيًّا على مختلف الصُّعد والتخصصات بما يسهم في تحقيق خطط ورؤى دولة الإمارات ومسيرتها التنموية الشاملة.
تضع الإمارات المنظومة التعليمية في صلب رؤيتها وتسعى لتعزيز جودتها خلال مراحل التعليم المختلفة لسد الفجوة بين المتطلبات الأكاديمية ومتطلبات سوق العمل، والاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الحديثة، ما مكّنها من تصدّر العديد من المؤشرات إقليميًّا، واحتلالها المراكز الأولى في جودة التعليم، إذ تصدّرت المركز الأول عربيًّا والسادس عالميًّا في جودة التعليم قبل الجامعي، والتاسع بالتعليم المهني في العام الماضي، بحسب دراسة لموقع «يو إس نيوز»، تم إعدادها وفقًا لعدد من الإحصائيات المختصة بتصنيف جودة التعليم من مؤسسات ومنظمات مختلفة، وبعد مقارنة الإمكانيات المتاحة لرصد الدول ذات الوسائل التعليمية المتميزة، والمتقدمة خلال عام 2021.
*عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.
