UAE
This article was added by the user . TheWorldNews is not responsible for the content of the platform.

الإمارات وعُمان.. تعاون نموذجي في الآداب والفنون

هزاع أبو الريش وسعد عبد الراضي (أبوظبي)

أكد مثقفون وأكاديميون وأدباء إماراتيون، عمق العلاقات التاريخية بين الإمارات وعُمان، مثمنين توقيع مذكرة التفاهم بين وزارتي الثقافة والشباب في البلدين، حيث تعزز أطر التعاون المشترك بين الجانبين في مجالات الثقافة والآداب والفنون، ما يجعله أنموذجاً في التعاون وتبادل الخبرات.
بدايةً، يقول عبدالله ماجد آل علي، مدير عام الأرشيف والمكتبة الوطنية: «لعل الرابط الوثيق والأكثر تميزاً في العلاقات بين دولة الإمارات العربية المتحدة وشقيقتها سلطنة عُمان، التاريخ المشترك الذي يجعل هذه العلاقات ذات طبيعة خاصة واستثنائية»، مضيفاً: «وإن مما يعزز هذه العلاقات الوثيقة على مختلف الأصعدة ويقودها إلى آفاق أرحب هو الحوار الدائم والبنّاء والتواصل والتنسيق الدائم بين قيادتي البلدين، ما يؤدي إلى تكامل الرؤى فيما يخدم مصلحة البلدين والشعبين الشقيقين اللذين تربطهما أواصر تاريخية ومصير مشترك».
وقال عبدالله ماجد آل علي: «جعل التاريخ المشترك والجوار الجغرافي البلدين يتقاسمان موروثاً ثقافياً مشتركاً إلى جانب العادات والتقاليد، وهذا ما يزيد العلاقات الثقافية البينية نجاحاً وتميزاً، ويجعل الهوية الثقافية متجانسة بين الشعبين الشقيقين، ومن يتصفح إصدارات الأرشيف والمكتبة الوطنية التي تقدم التاريخ الموثق لدولة الإمارات ومنطقة الخليج، يجد سلطنة عُمان حاضرة في معظمها بتاريخها المشرف، وهذا ما يؤكد عمق العلاقات بين البلدين، وأهمية التكامل في مختلف المجالات بينهما»، لافتاً إلى أن العلاقة الأخوية بين الإمارات وسلطنة عُمان هي نموذج متقدم لقوة العلاقة الصحيحة بين الأشقاء.

وأضاف آل علي: «حرص الأرشيف والمكتبة الوطنية خلال مشاركاته باحتفالات السفارة العُمانية في المناسبات الوطنية لسلطنة عُمان على توثيق جوانب مهمة من تاريخ العلاقات الأخوية الوطيدة بين البلدين، وهذا ما أكدته الصور التاريخية والأفلام الوثائقية التي وثقت اللقاءات الكثيرة التي جمعت المغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والسلطان قابوس بن سعيد، رحمهما الله، سواء في دولة الإمارات العربية المتحدة أو سلطنة عُمان، وكان لتلك اللقاءات أثرها الإيجابي والبنّاء في رسوخ العلاقات الأخوية، ومدّ جسور التعاون المشترك في شتى المجالات. كما أنها أكدت روابط الأخوة والارتقاء بالعلاقات التي أضحت نموذجاً مثالياً للعلاقات المثمرة والهادفة بين الأشقاء»، موضحاً: «لقد أدى هذا التقارب إلى بناء علاقات في مختلف المجالات الثقافية والتربوية، وتطوير مجالات التعاون وتبادل الخبرات الناجحة».
وأشار آل علي إلى أنه في الوقت الذي ترتكز فيه العلاقات بين البلدين على جذور تاريخية وثقافية عميقة؛ فإنها تواصل أيضاً تطورها لما يخدم الشعبين الشقيقين، ويعزز الانسجام في المواقف تجاه القضايا ذات الاهتمام المشترك. مؤكداً: «نحن على ثقة بأن القيادة الحكيمة في البلدين ستدفع بهذه العلاقات إلى مزيد من الازدهار، وتزيد العلاقات الثنائية تطوراً وازدهاراً، ولاسيما أن قيادتنا الرشيدة في دولة الإمارات جعلت تعميق العلاقات مع سلطنة عُمان أولوية رئيسية، وهو ما عبّر عنه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بقوله: «الإمارات وعُمان أخوة متجذرة وعلاقات ممتدة لا تزيدها الأيام إلا رسوخاً وقوة ومحبة»».

مكونات ثقافية مشتركة
من جانبه، يقول سلطان العميمي، رئيس مجلس إدارة اتحاد كُتاب وأدباء الإمارات: «تأتي زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، إلى سلطنة عُمان، تأكيداً على عمق العلاقة بين البلدين الشقيقين، وامتداداً لتاريخ قديم ومشترك من الأخوة والمحبة والتعاون».
وأضاف: «لقد شهدت العقود الماضية من العلاقات الثنائية بين البلدين تعاوناً كبيراً على كافة الأصعدة، وإنه مما لا شك فيه أنها تمثل امتداداً لتاريخ قديم أيضاً بين شعبي البلدين اللذين تجمعهما صلات الدم والنسب والعادات والتقاليد».

وتابع العميمي: «إن هذا التاريخ المشترك بين البلدين، يمكن تلمسه بسهولة على أرض الواقع، وينعكس جلياً في المكوّنات الثقافية المشتركة بينهما، ولا ننسى أيضاً وجود كثير من الفنون الشعرية والغنائية المشتركة بين البلدين، ومنها على سبيل المثال لا الحصر فن العازي الذي كان منتشراً في إمارات الدولة بمختلف بيئاتها، ومنتشراً كذلك في السلطنة بمختلف ولاياتها، وهو فن يقوم على الأداء الحركي المصاحب للشعر. وكذلك التشابه في فن التغرودة المشترك منذ القدم بين البلدين دون سواهما من بلدان الخليج العربي. ونشير في هذا الخصوص أيضاً إلى فني الونّة والردحة المنتشرين في الإمارات وعدد من مناطق السلطنة».
وأضاف: «كما لا ننسى كذلك عدداً من الفنون الغنائية والحركية المشتركة التي يجمعها أحياناً تشابه البيئة في كل بلد، مثال التشابه في الفنون الغنائية الخاصة بالمناسبات بين أهالي المناطق الجبلية في البلدين، مع وجود شيء من الخصوصية أحياناً بين منطقة وأخرى. وقد شهدت السنوات الماضية تقدم الجهات المختصة في البلدين بعدد من الملفات المشتركة لتسجيل بعض عناصر التراث غير المادي فيهما لدى منظمة اليونيسكو».
وأضاف سلطان العميمي قائلاً: «لا يمكننا أن نتجاوز في حديثنا هذا المشترك اللهجي بين سكان الإمارات والسلطنة، في عدد غير قليل من المفردات، خاصة في البيئات الزراعية والجبلية، ناهيك عن التقاليد والعادات المشتركة في كثير من الجوانب الحياتية بينهما».
واختتم العميمي قائلاً: «إن هذه الزيارة التاريخية لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، إلى سلطنة عُمان الشقيقة، ستسهم بلا شك في توثيق أواصر الصداقة والتعاون بين البلدين بما يصب في صالح البلدين الشقيقين، وصالح المنطقة».

علاقات مزدهرة 
وتقول القاصة فاطمة المزروعي: «العلاقات الإماراتية العُمانية قديمة، وتمتد بامتداد تاريخها عبر عقود، وقد كانت هناك محطات بارزة في هذه العلاقة الوثيقة التي أسهمت بمزيد من الترابط،  فقد عقد المغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والسلطان قابوس بن سعيد، رحمهما الله،  لقاءً تاريخياً في العام 1968. كما كان هناك تواصل وزيارات مختلفة بين البلدين، الأمر الذي زاد من عمق الروابط المشتركة بينهما».
وأضافت: «إن زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، إلى سلطنة عُمان ستزيد من عمق التلاحم والألفة والمحبة، وتؤسس عملاً مشتركاً يقوم على المصالح المتبادلة والتعاون؛ وستدعم هذا التعاون الوثيق بين البلدين. ومثل هذه الزيارة حتماً هي مثال يُحتذى به في مجال العلاقات بين الدول التي تقوم على مبادئ راسخة، وعلى تعزيز العمل المشترك والتفاهمات والتنسيق. ونحن في الإمارات نعتبر مثل هذه الزيارات لقاء تتجدد من خلاله أواصر الحوار والمحبة والألفة، وتدعيم المصالح والتعاون في كل ما يهم البلدين،  وستجلب للبلدين المزيد من الرفعة، خاصة مع المزيد من المشاريع المشتركة؛ وتعزيز التعاون الثقافي بين البلدين».

ومن جانبها، تقول الأكاديمية والناقدة الدكتورة فاطمة المعمري: «إن زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، إلى سلطنة عُمان الشقيقة تعكس قوة ومتانة الرابط الأخوي والتاريخي الذي يجمع البلدين، وهي تأكيد على التاريخ المشترك والعلاقات الراسخة القائمة على المودة والمحبة».

ترسيخ العلاقات في الحقل الإبداعي والثقافي
قال الأديب علي أبوالريش عن تعزيز التعاون بين الإمارات وعُمان في قطاعات الشباب والثقافة: «إن مذكرة التفاهم في قطاعات الشباب والثقافة بين الإمارات وعُمان تأتي ترسيخاً لتاريخ ممتد ومتواصل من التعاون الثقافي المثمر بين البلدين، خاصة أن المشتركات الثقافية والتراثية بين الإمارات وعُمان هي أحد أوجه التميز والترابط الأخوي الذي يضرب بجذوره عميقاً في قلب التاريخ.

وتجيء مذكرات التفاهم لتطور التعاون الثقافي والمعرفي وتوطد أواصر العلاقات في الحقل الإبداعي والثقافي، حيث تعمل هذه الاتفاقيات على تبادل الخبرات والمشاركة الفاعلة في مختلف الأنشطة والفعاليات الثقافية».

تاريخ وأواصر
قالت الأكاديمية والناقدة الدكتورة مريم الهاشمي: «إن التاريخ ممتد والأواصر مشتركة،  منذ الملاحة البحرية من السواحل إلى مرافئ الهند، كانت الجذور وتعاقبت الحضارات الإنسانية وتآلفت منذ عصور سحيقة، تداخلت الأعراق من النسب وتلاحمت العادات والطقوس المختلفة، واقتربت اللهجات وتشابهت الأزياء وتشابه التاريخ، فكان الهم واحداً، لتتأسس الدولتان على أساس الود والاحترام والتلاحم الأخوي، وها هو التاريخ المتزن لم يزل قائماً لمد تلك الجسور التي ما زالت باقية ببقاء الدم والروح والمصير.

وزيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، إلى سلطنة عُمان الشقيقة هي امتداد تاريخي مشرق ومشترَك حضاري بدأ من الآباء ليستمر بالأبناء، وانفتاح على الجار الأقرب إلى القلب أولاً قبل القرب الجغرافي».