UAE
This article was added by the user . TheWorldNews is not responsible for the content of the platform.

الإمسات في خيره وشره

مر العام الفائت على كثير من الطلبة،  مثل عاصفة، عرقلت شراع السفر، فكان الإحباط حاضراً بقوة، وكان القنوط سيد الموقف عند الكثير من أولياء الأمور، لماذا؟ لأن اختبار الإمسات اقتحم النظام التعليمي من دون مراعاة .. أولاً الجهود التي بذلها الطالب في امتحانات الثانوية العامة، والتي ترسخت في ذهنه أنها النتيجة القصوى في تحقيق أهدافه المستقبلية، فيفاجأ بطرح نظام الإمسات، الذي جاء كامتحان مرادف، ومغاير لامتحانات الثانوية العامة، ولنقل بصراحة وكأن هذا الامتحان لا يثق بمصداقية امتحانات الثانوية العامة، الأمر الذي جعل الطالب يقف عند حافة نهار مغبش بغيمة داكنة اسمها الإمسات، الذي هو يستهدف معلومات في كثير من الأحيان تكون خارج المنهج الذي تعاطاه الطالب، وتداوله، وهضمه، واستوعب مداخله ومخارجه، وعندما جاء الإمسات وكأنه المطب الذي فاجأ الطالب، وأغرقه في أسئلة اللا ممكن في نهاية المطاف خسر الكثير من الطلاب جدوى علاماتهم العالية جداً في امتحانات الثانوية العامة، وكأن الإمسات جاء كموجة لإغراق مراكب السفر، ومنعها من الوصول إلى الأهداف التي رسمها أصحابها.
نقول وبصدق، وصراحة، شكراً لوزارة التربية لهذه الهبة الواعية فنحن بشر، وكل إنسان معرض للخطأ، وكل من يعمل لا بد وأن يواجه الزلل، ولكن المهم في الأمر أن لا نتوقف عند الخطأ، بل نتجاوزه بتصحيح ما تعرقنا به، وتجاوزه بروح شفيفة، ونفس مطمئنة، وقلب ملون بالحب قبل كل شيء، نقول الحب، لأنه الأكسير الذي يجعلنا تقبل الرأي الآخر،  والإيمان بأننا كلنا نسافر إلى الأفق في سفينة واحدة، والوطن بحاجة إلى الجميع كي يعمل، ويجتهد، وعندما يحدث الخطأ، فهذا لا يعني الإخفاق بأي حال من الأحوال، وإنما هو حركة في الذهن، لا بد وأن تؤدي إلى حركة مضادة تقوم بتجاوز ما تم التوقف عنده.
هذه هي الحياة، ومن لا يعمل لا يخطئ، ولوزارة التربية جهود مضيئة في حياة أبناء هذا الوطن، ولوزارة التربية الدور الأهم في البناء والتعمير وازدهار وجدان الناس، ولهذا فهي وزارة تتحمل أعباء جمة، وتتعامل مع أهم شريحة، وتقدم أهم عمل من أجل الوطن، ولذلك نقول عندما تقدم هذه الوزارة على قرار يلامس مشاعر الطلاب، وقدراتهم، وطموحاتهم، وسعادتهم، فإنها تقوم بذلك بناء على دراسات، وبحوث، يبذلها خبراء ومتخصصون لهم الباع.
الذراع في هذا المجال الأمر الذي يجعلنا نشعر بالأمان في هذه المنطقة، ونحس أن وزارة التربية، بالفعل هي بيت الطالب، ومتى ما عمرت بالشفافية، وازدهرت بالحيوية، يصبح هذا البيت، موئل الدفء، فالحنان والحب فوقا كل شيء.
قيادتنا الرشيدة وفرت كل ما يلزم، وهيأت الظروف المادية والنفسية لكل من يريد أن يعمل، ويقدم لهذا الوطن ما يستحقه.