UAE
This article was added by the user . TheWorldNews is not responsible for the content of the platform.

«الرقمنة» مفتاح نمو القطاع العقاري في الإمارات

يوسف العربي (أبوظبي) 

أصبحت الرقمنة مفتاح نمو القطاع العقاري في دولة الإمارات العربية المتحدة بعد أن برزت أهميتها في استمرار التواصل، وممارسة الأعمال، وزيادة الإنتاجية، وتقليص التكلفة خلال الجائحة، بحسب خبراء ومسؤولين بالقطاع.
وأكدوا لـ «الاتحاد»، أن هناك خمس تقنيات رئيسة تقود عملية التحول الرقمي في القطاع العقاري في الدولة، أولها الواقع الافتراضي، والطائرات من دون طيار «الدرونز»، وتحليل البيانات، والذكاء الاصطناعي، والبلوكتشين. وقدروا حجم سوق الواقع الافتراضي في العقارات بنحو 9.5 مليار درهم بحلول عام 2025.
 وتعد تقنيات الواقع الافتراضي من أكثر التقنيات التي تم تطويرها في مجال العقارات، حيث توفر للمستأجرين أو المشترين المحتملين جولة في عقارهم المفضل والمحتمل.
وتعتبر «تحليل البيانات» أكثر التقنيات الواعدة في تطوير القطاع العقاري، حيث توظفها المؤسسات العقارية ذات البيانات الضخمة لاستخلاص النتائج من هذه العملية، بما يعزز التنافسية ويدعم العمليات التشغيلية، وباتت تقنية البلوكتشين منتشرة على نطاق واسع، حيث سيؤدي استخدام التعلم الآلي وأتمتة العمليات لدعم تحليل البيانات جنباً إلى جنب مع تطبيقات نقل البيانات المعقدة إلى تقدم كبير في جمع البيانات المنظمة وغير المنظمة، على حد سواء، ويتم توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في القطاع العقاري على نحو تدريجي لدعم العمليات التشغيلية. 
ويعكف رواد قطاع العقارات من المطورين أو الوسطاء أو الوكلاء أو المستثمرين أو المديرين على تطوير المهارات وتغيير الثقافة للتكيف مع متطلبات تطبيق هذه التقنيات الحديثة، وعلى مستوى العملاء أثبتت الدراسات أن عملاء الشركات العقارية باتوا يتصفحون العقارات أولاً قبل أن يغامروا بالتحدث إلى شخص ما.

ضرورة ملحة 
من جانبه، أكد أليكس هوف، مدير معرض «سيتي سكيب دبي» أهمية استخدام التكنولوجيا والتقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي والبلوك تشين وتحليل البيانات لتعزيز التنافسية بين الشركات العقارية.
وأضاف هوف: «إن قطاع العقارات يستفيد من تطور التقنيات الرقمية بشكلٍ تدريجي، حيث أتاح الذكاء الاصطناعي آفاقاً جديدة للوسطاء عن طريق الإنترنت، ومنحت تقنيات الواقع الافتراضي العملاء القدرة على رؤية المشاريع المستقبلية، والوصول إليها من أي مكانٍ في العالم. 
ونوه بأن الذكاء الاصطناعي لعب دوراً محورياً في جمع البيانات المتعلقة بأنماط الشراء، وتوفير وصول مباشر للعملاء إلى خدمات التمويل، لتمكينهم من اتخاذ قرارات مدروسة عندما يتعلق الأمر بالاستثمارات العقارية. 
 وقال هوف، إن الطباعة ثلاثية الأبعاد تقوم بإحداث تغيير في قطاع الهندسة المعمارية والتصميم، لتمنح المهندسين آفاقاً أوسع ورؤية أكثر إبداعاً ودقة، وأثّر ذلك بدوره على قطاع العقارات بشكل إيجابي، ويمكن أن يشكل استخدام تقنيات البلوك تشين تهديداً في منتصف عمليات البيع، إلا أننا بحاجة إلى رؤية كيف ستتطور هذه التقنيات.
 وشدد على أن تبني أحدث التقنيات بات ضرورة ملحة للشركات التي تسعى للمحافظة على مكانتها في السوق. 

عملية مستمرة 
قال الدكتور مايكل ووترز، المدير العالمي لبرامج الدراسات العليا للعقارات في جامعة هيريوت وات بدبي: «في خضم العصر الرقمي وإذا نظرنا إلى الماضي قبل عام أو عامين، يمكننا رصد التقدم التكنولوجي الذي شهدته مختلف القطاعات في جميع أنحاء العالم».
 وأوضح أنه خلال الجائحة، واجه سوق العقارات، على وجه الخصوص، في جميع أنحاء العالم، أوقاتاً صعبة لكنها أظهرت أهمية الرقمنة في تعزيز التواصل مع العملاء واستمرارية الأعمال وتعزيز التنافسية وتقليص التكلفة.
ولفت إلى أنه مع تخفيف القيود المفروضة بسبب فيروس كورونا وانطلاق معرض إكسبو 2020 وإصدار تسهيلات جديدة خاصة بالتأشيرات وقوانين التأشيرة الذهبية والمبادرات الحكومية الأخرى، استمر القطاع العقاري في الإمارات في تبني أحدث تقنيات الرقمنة، ما أدى لمضاعفة هذه المستجدات الإيجابية على القطاع.
 ولفت إلى أنه من الواضح أن الرقمنة باتت مفتاح نمو العديد من الصناعات والعقارات، حيث يقوم رواد قطاع العقارات من المطورين أو الوسطاء أو الوكلاء أو المستثمرين أو المديرين بتبني المهارات وتغيير الثقافة لتلبية متطلبات العملاء المتغيرة والمتطورة. 
وبينما تتطور الصناعة وتستمر في النمو، فيجب أن ندرك أن التغييرات الرقمية حتمية، وأن التغييرات ستحدث الآن في فترة أقصر بكثير من ذي قبل، حيث سيستمر قطاع العقارات في تبني التطورات التكنولوجية، مع قيام رواد القطاع العقاري ببناء القدرات الرقمية لتعزيز الربحية، لن تكون الرقمنة بعد الآن نتيجة ثانوية للتغيير، ولكنها عملية مستمرة.

تحول هائل 
من جهته، قال علي سجواني، المدير العام للعمليات في «داماك العقارية»، إن مجتمع الأعمال واجه العديد من التحديات المتعلقة بالتواصل مع العملاء مع بداية جائحة كورونا، وهو الأمر الذي دفع شركة مثل «داماك العقارية» لمضاعفة الاستثمار في التحول الرقمي وعالم الـ «ميتافيرس». 
وأوضح أن تطبيقات الـ «ميتافيرس» بدأت بالتغلغل في القطاع العقاري، حيث توفر التقنية محاكاة واقعية للوحدات العقارية في مرحلة التصميم، كما تتيح معاينة العقارات وتسويقها للعملاء في أي مكان في العالم. 
وأنجزت دائرة الأراضي والأملاك في دبي 1.4 مليون خدمة رقمية لعملائها من خلال القنوات الذكية وموقعها الإلكتروني وتطبيق دبي ريست في العام 2020، ما شكل تحولاً رقمياً هائلاً.
ووفقًا تقرير «KPMG Proptech» يستخدم وسطاء العقارات التكنولوجيا الرقمية بسرعة، حيث تم وضع استراتيجية رقمية لـ 58% من المشاركين، ما يُظهر زيادة من 52% في عامي 2019 و2018، وهو تأكيد على استعداد الصناعة لاعتماد التحول الرقمي.

دمج الحلول الرقمية في مشاريع البناء يعزز الاستدامة 
قال إبراهيم إمام، الشريك المؤسس، الرئيس التنفيذي المشارك لمجموعة «بلانرادار»، إن التكنولوجيا ترسم مستقبل صناعة البناء والعقارات، وسيساعد دمج الحلول الرقمية في مشاريع البناء والتشييد في إنجاز المزيد من المشاريع الصديقة للبيئة، بالإضافة إلى تحسين الكفاءة وتعزيز الإنتاجية عبر دورة حياة المبنى. 
ولفت إلى أن المنصة التابعة للشركة توفر وظيفة رموز الاستجابة السريعة، والتي تساعد مُستخدمي المنصة في تبسيط عمليات إدارة المنشآت، ومواقع العمل بمشاريع البناء، وتوفير الوقت، حيث يُمكن وضع رموز الاستجابة السريعة في أرجاء موقع المشروع لتتبع المشكلات أو الأصول الخاصة بالموقع.
ومن خلال مسح رمز الاستجابة السريعة باستخدام كاميرا الجهاز المحمول، يُمكن للمستخدمين الوصول بشكل فوري إلى تذكرة المهام ومعلومات وبيانات الأصول المرتبطة بها بكل سهولة أثناء الوجود في موقع المشروع أو أثناء إجراء عمليات الصيانة للمرافق والمنشآت.
وتدعم المنصة حالياً عمليات تكامل باستخدام تقنية شرائح الاتصال قريب المدى NFC وربطها بتذاكر المهام، ومع إضافة إمكانية التكامل باستخدام رموز الاستجابة السريعة، يُمكن للمستخدمين الآن اختيار التقنية المفضلة لديهم للعمل في الموقع.