وأوضح المسؤول الأمني محمد ضاهر "المسلحون الإرهابيون محاصرون داخل غرفة في المبنى وقوات الأمن أوشكت على إنهاء الحصار، حتى الآن تأكدنا من مقتل 8 أشخاص من دون تحديد هوياتهم"، وأضاف "أصيب الكثير من الأشخاص من بينهم مسؤولون حكوميون".
وأغلقت قوات الأمن كل الطرق المؤدية إلى الشارع، وقال المتحدث باسم الشرطة الوطنيّة صادق دوديش في بيان "هاجمت مجموعة من مقاتلي حركة الشباب فندقاً تجارياً في منطقة بوندير مساء أمس وتحاول قوّات الأمن القضاء عليها".
وأُنقذ كثير من المدنيّين والمسؤولين السياسيّين وأجلوا مساء أمس، وتحدّث شهود عن سماع دوي انفجارات أعقبها إطلاق نار، وقال شاهد العيان عدن حسين في مقديشو "كنت قريباً من فيلا روز عندما هزّ انفجاران عنيفان الفندق، وقع إطلاق نار كثيف، طُوّقت المنطقة ورأيت أشخاصاً يفرّون".
ومن جهته، قال مهاد ياري "رأيت عدة سيارات عسكرية مع قوات خاصة تتجه نحو الفندق، وبعد دقائق سمعت طلقات نارية غزيرة وانفجارات".
وأعلنت حركة الشباب مسؤوليتها عن الهجوم، وهي جماعة متشدّدة مرتبطة بتنظيم القاعدة تُحاول إطاحة الحكومة المركزيّة الصوماليّة منذ 15 عاماً، وعلى موقعه الإلكتروني، وُصف فندق فيلا روز بأنه "أكثر أماكن الإقامة أماناً في مقديشو" مع أجهزة كشف عن المعادن وسور مرتفع.
ودانت قوّة الاتّحاد الإفريقي في الصومال (أتميس) الهجوم، مشيدة على تويتر بـ"قوّات الأمن الصوماليّة لردّها السريع تفادياً لسقوط مزيد من الضحايا وإلحاق الضرر بالممتلكات".
ويأتي هذا الهجوم الجديد في وقتٍ قرّر الرئيس الصومالي المنتخب حديثاً في مايو(أيار) الماضي خوض شن "حرب شاملة" ضدّ حركة الشباب، وقد استعاد الجيش الصومالي، بدعم من عشائر محلّية، ومن "أتميس"، وبمساندة جوّية أمريكيّة، السيطرة على منطقة هيران ومناطق واسعة في وسط البلاد.
ولكنّ المتمرّدين ردّوا بسلسلة هجمات دمويّة، ما يؤكّد قدرتهم على ضرب قلب المدن الصوماليّة والمنشآت العسكريّة، وفي 29 أكتوبر(تشرين الأول) الماضي، قُتل 121 شخصاً وأصيب 333 في هجوم بسيّارتَين مفخّختَين وقع عند تقاطع مزدحم في العاصمة الصوماليّة مقديشو وتبنّته حركة الشباب الإسلاميّة، وكان هذا الهجوم الأكثر حصداً للأرواح منذ 5 سنوات في هذا البلد الواقع في القرن الإفريقي.
ووفقاً للأمم المتحدة، قُتل ما لا يقلّ عن 613 مدنياً وجُرح 948 في أعمال عنف هذا العام في الصومال، جراء هجمات بواسطة عبوات ناسفة يدويّة الصنع منسوبة إلى حركة الشباب، وهذه الأرقام هي الأعلى منذ 2017، وقد شهدت ارتفاعاً بأكثر من 30% مقارنة بالعام الماضي.