UAE
This article was added by the user . TheWorldNews is not responsible for the content of the platform.

صفحة جديدة في العلاقات بين إسبانيا والمغرب

تعهدت حكومتا إسبانيا والمغرب بالعمل على تعزيز العلاقات الدبلوماسية والتجارية بين البلدين، في إشارة على وضع حد لأعوام من الخلافات التي هددت بتقويض الأمن والطاقة.

وذكرت وكالة بلومبرغ للأنباء، أن رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز أعلن في ختام زيارته للرباط، التي استمرت يومين، عن توقيع أكثر من 20 اتفاقاً بين الجانبين، بما يشمل خط ائتمان بقيمة 800 مليون يورو (880 مليون دولار) لتعزيز الاستثمار في المغرب.

وقال سانشيز للصحفيين، وقد وقف بجانه نظيره المغربي عزيز أخنوش: "تستدعي الحرب في أوكرانيا، والاضطرابات في عدة مناطق بالشمال، مسؤوليتنا المشتركة للدفاع عن نظام عالمي يستند للقواعد".

يشار إلى أن هذه هي أول قمة مغربية-إسبانية تعقد منذ 8 أعوام، وتمثل أحدث دلالة على تحسن العلاقات بين الدولتين، كما أنها تأتي في الوقت الذي تحاول فيه دول في أنحاء متفرقة من أوروبا الفوز بحلفاء في شمال أفريقيا لتعزيز إمدادات الطاقة والأمن على خلفية تداعيات غزو روسيا لأوكرانيا.

شراكة جديدة 
وكان سانشيز وصل إلى المغرب أمس الأربعاء، على رأس وفد كبير للمشاركة في اجتماع وزاري ثنائي رفيع المستوى تكريساً لآلية "الشراكة الاستراتجية" بين المغرب وإسبانيا، بحسب ما أوردته وكالة أنباء المغرب العربي.

وعلى مدار السنوات الماضية شابت توترات كثيرة العلاقات بين المغرب وإسبانيا، وكان معظمها بسبب الخلافات الثنائية حول الهجرة والأراضي.

علاقات متأزمة
وتأزمت العلاقات رسمياً بين البلدين في سبتمبر (أيلول) 2005، حينما أقدمت إسبانيا على نشر قواتها في سبتة ومليلية بعد محاولة حوالي 600 مهاجر اختراق السياج الحدودي. ولقي 11 مهاجرا على الأقل حتفهم وأصيب المئات.

وفي السادس من فبراير (شباط) 2015، غرق 15 مهاجراً عند محاولة 400 شخص الوصول إلى سبتة عن طريق السباحة حول حاجز بحري من المغرب. وحفظ قاض في سبتة بعد ذلك قضية مرفوعة ضد 18 من الحرس المدني الإسباني أطلقوا الرصاص المطاطي على المهاجرين.

أما في مايو (أيار) 2021، فتأزمت العلاقات بشكل أكبر، حينما حاول قرابة 8 آلاف شخص الدخول إلى سبتة بعد أن خففت السلطات المغربية الإجراءات على الحدود فيما يبدو.

وجاءت الزيادة في عدد المهاجرين بعد أيام من إبداء الرباط غضبها من قرار مدريد السماح لإبراهيم غالي، زعيم حركة البوليساريو المتمردة، بدخول إسبانيا للعلاج من كوفيد-19. وتسعى البوليساريو بقيادة غالي إلى إقامة دولة مستقلة في الصحراء الغربية التي تعتبرها الرباط تابعة لها.

وفي محاولة لرأب الصدع بين البلدين، أعلنت إسبانيا في 18 مارس (آذار) 2022 تغيير موقفها من الصحراء الغربية، واعتبرت خطة الرباط لجعلها منطقة حكم ذاتي الأساس "الأكثر جدية وواقعية ومصداقية" لحل الخلاف.

وفي السابع من أبريل (نيسان) 2022، سافر رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانتشيز إلى الرباط للقاء العاهل المغربي محمد السادس لبدء "مرحلة جديدة من العلاقات قائمة على الاحترام المتبادل والثقة المتبادلة والتشاور الدائم والتعاون الصريح والمخلص".

كذلك في 15 مايو (أيار) 2022، أعاد وزيرا داخلية إسبانيا والمغرب تنشيط مجموعة العمل الخاصة بهما، واتفقا على تعزيز التعاون في قضية الهجرة غير الشرعية بطرق من بينها تسيير دوريات مشتركة على الحدود، وتكثيف الحملات ضد شبكات تهريب المهاجرين.

وفي 24 يونيو (حزيران) 2022، حاول نحو ألفي مهاجر اقتحام السياج الحدودي من مدينة الناظور المغربية إلى مليلية، في واقعة قالت السلطات، إنها خلفت 23 قتيلاً.

وقالت منظمة العفو الدولية المعنية بحقوق الإنسان، إن 37 شخصاً على الأقل لقوا حتفهم وبات 77 في عداد المفقودين، كما نددت باستخدام السلطات المغربية والإسبانية "غير القانوني للقوة الفتاكة" وبتقاعسها في تقديم المساعدة الطبية الفورية للمصابين.

وخلص تحقيق إسباني إلى أن 470 مهاجراً ممن استطاعوا العبور إلى إسبانيا أُعيدوا فوراً عبر الحدود فيما وصفته مدريد بأنه انتهاك للقانون الدولي.