تطرف جوي لم تَتَجهَّز له نيويورك!

سيارتان تسيران بصعوبة في شارع بالقرب من قناة جوانوس في بروكلين، إحدى المناطق الخمس المكوِّنة لمدينة نيويورك الأميركية، بسبب المياه التي غمرت الشارع. وقد تكونت هذه المياه بسبب التهاطلات المطرية الغزيرة والمفاجئة التي ضربت شمال شرق الولايات المتحدة، الجمعة الماضي، وأدت إلى حدوث فيضانات تسببت في إغلاق الكثير من الطرق وتعطيل خطوط مترو الأنفاق الرئيسية في العديد من مناطق نيويورك، حيث ذكرت الشركة المشغلة لهذه الخطوط أن المياه غمرت جزئياً محطاتِها العملاقةَ في المدينة، وأنها اضطرت لإغلاق العديد من الخطوط المركزية في بروكلين ومانهاتن. كما اضطرت حاكمة ولاية نيويورك، كاثي هوتشول، إلى إعلان حالة الطوارئ ومطالبة السكان بالبقاء في أماكن مرتفعة للاحتماء من مياه السيول والفيضانات. أما هيئة الأرصاد الجوية الأميركية فأوضحت أن هذه الأمطار الطوفانية ناجمة عن نظام ضغط منخفض على طول ساحل وسط المحيط الأطلسي، مما تسبب في سَحب الهواء الرطب من المحيط وأدى إلى هطول أمطار غزيرة على المناطق الشمالية والشرقية من البلاد. وأياً تكن الأسباب والنتائج المرتبطة بانغمار شوارع نيويورك بمياه الأمطار والسيول، فهي تظهر أن المدينة رغم ما تتمتع به من مرافق البنية التحتية الهائلة، لم تكن تجهز نفسها بعد على النحو الكافي للتعامل مع تغيرات جوية قاسية من هذا النوع، إذ نادراً ما شهدت خلال تاريخها فيضانات أدت إلى شل الحركة في شوارعها. وهذا أيضاً مما يؤكد حقيقةَ التغير الملحوظ في مناخ الأرض وما يصاحبه من ظواهر جوية متطرفة، مثل الفيضانات جراء الأمطار الطوفانية وحرائق الغابات الناجمة عن الجفاف وقلة الأمطار، وكل ذلك عانته العديدُ من المدن الأميركية على نحو متعاقب أو متزامن خلال الشهور والسنوات الأخيرة! (الصورة من خدمة «نيويورك تايمز»)