UAE
This article was added by the user . TheWorldNews is not responsible for the content of the platform.

عائشة الحساني.. «حصالتك باسمك»

خولة علي (دبي) 


تأخذ الموهبة الفرد إلى محطات واسعة من الإبداع والرقي والتعامل مع الأشياء من حوله بطريقة مختلفة ومبتكرة، بغية ترك بصمته عليها وبث رسائل هادفة من خلالها، هذا ما سعت إليه الطفلة عائشة الحساني التي تبلغ التاسعة من عمرها، والشغوفة بنشر ثقافة الإرشاد والادخار وتحفيز الأطفال عليها، مما جعلها تبدع في مشروعها «حصالتك باسمك»، ضمن فكرة داعبت فرشاتها وشغفها بالألوان، لتتخطي المساحات البيضاء، والإطارات الجامدة والمحدودة، وتبدع عبر مقتنيات التحف والفخار، وتحولها إلى قطع فنية لها قيمتها ومكانتها لدى من يقتنيها، وهي تتزين باسمه عليها. 

فكرة «الحصالة» 
عن فكرة مشروع الحصالة، أشارت عائشة الحساني إلى أن علاقتها بالرسم بدأت في وقت مبكر، فهي نشأت على حب الألوان ومزجها، ورسم لوحات فنية على «الكانفس»، لتزين بها غرفتها، وتهدي بها صديقاتها، ولكن رغبتها في أن تتجاوز اللوحات البيضاء الصماء، وخوض تجربة الرسم على الأشياء والقطع من حولها أكسبتها نوعاً من المهارة والثقة بقدرتها لتقديم شيء مختلف وذات فائدة، حيث قامت بتلوين فخار الحصالات وتزيينها برسومات بسيطة وجميلة، ومن ثم كتابة اسم صاحب الحصالة عليها بطريقة فريدة ومتميزة، مستهدفة الأطفال لتحفيزهم على الادخار وتشجيعهم على أهمية ترشيد الإنفاق، وكبح جماح رغبتهم الشرائية، لشراء ما يلزمهم فقط دون إسراف، مما يساعدهم مستقبلاً على الإدارة المالية وأصول التعامل معها والاستثمار في مشاريع ربحية، فهذه القطعة البسيطة (الحصالة) تعكس أهمية كبيرة في تنشئة الأطفال وتوعيتهم بكيفية التعامل مع المال ومعرفة أهميته وقيمته.

 شخصيات كرتونية 
وهناك الكثير من الحصالات المبتكرة في شكلها ومظهرها، ولكن يظل ما هو مشغول باليد له قيمته وأهميته، ويحمل دلالات فنية عميقة في جوهرها، لما تختزله هذه القطعة الفخارية المزدانة بحب ورغبة قوية وصادقة من الطفلة عائشة الحساني لتعبر بفنها بطريقة هادفة، لتلقي بأثرها في نفس كل طفل يسعى لامتلاك حصالة تعبر عن ذاته وتحمل اسمه، فرحلة العمل على قطع الفخار لم تأخذ وقتاً وجهداً كبيرين، بقدر محاولاتها أن تبدع في كل قطع فخار لتكون مختلفة ومميزة عن الأخرى، مستخدمة ألوان الأكريليك في رسم شخصيات كرتونية، مستخدمة أحياناً خيوط التلي، وهي إحدى مكونات التراث الإماراتي العريق، في إبداع يجسد الدمج بين الماضي والحاضر. 

دعم مستمر 
وترجع الحساني الفضل إلى والدتها التي تدعهما وتشجعها دائماً من خلال إلحاقها بالورش والدورات الفنية، التي صقلت موهبتها، فأصبحت أكثر قدرة وثقة في التعامل مع الخامات الفنية لتبدع أعمالاً فنية فريدة وذات معنى، وتسعى الحساني للانطلاق في عالم الفنون وترك بصمتها الخاصة فيه، مع خوض مجالات فنية تكسبها الكثير من المهارات، حتى تكون أكثر قدرة في التعاطي مع مختلف الأدوات والخامات والتقنيات الفنية، وفق أسس ومنهج فني صحيح، يمكنها من الغوص في بحر الفنون.