UAE
This article was added by the user . TheWorldNews is not responsible for the content of the platform.

أيام الفرح الوطني (2)

7-6-5-4 أكتوبر، أيام الفرح الوطني، في هذه المناسبة سوف يكون لدمعة الفرح طعم ملح البحر، ورائحة عشب الأعماق الغزيرة، ستحكي الدمعة قصة العلاقة بين الإنسان والوطن ولا يهم من يفوز أو لا يفوز، لأن الناجح هو الوطن، ولأن المنتصر هو التاريخ الذي تجلى عن فتنة الوعي، وروعة الثقافة الإماراتية، ومهارة القيادة الرشيدة في تسديد الخُطى نحو آفاق التضامن، وحب الوطن، فمن هنا تزول المظاهر، وتتلاشى الشكليات، وتختفي الأنا، وتتوارى الذاتية العقيمة، لأنه عندما يحضر الوطن، عندما تشرق أنوار الكل، تذهب الجزئيات جفاءً ويبقى الوطن، شامخاً راسخاً خفاقاً، تواقاً، مدراراً ومن ربوعه تهل خيرات الأمل، ومن حقوله تنبثق أغصان الحياة، ومن جداوله، تتسرب إلى النفوس عذوبة النمو، والتطور، ويقظة الذوات من دون عزلة، ولا انزواء، ولا احتكار للبوح.
في هذه المناسبة، سوف يحلق الحمام، ويفرد أجنحة الرفرفة، وسوف نسمع صوت النوارس وهي تغرد صدحاً إنسانياً، يحتفل بفرحة وطن، وسعادة الطير والشجر، بمناسبة، تؤكد أن الإمارات ماضية إلى المستقبل، بحزام أمان، لا يلين، ولا ينثني، وأنها مستمرة في الصعود، ولا سقف لتطلعات قيادتنا، ولا منطقة محدودة لطموحاتها، إنها الإمارات التي تعطي، فتجزل، وتمضي في العطاء ولا تتوقف، وتذهب في التضامن مع القيم العالية، ولا تنظر إلى الوراء، لأن شمس الإمارات لا تغيب، ولأن نجومها بأعداد حبات الرمال في الصحراء، ولأن أقمارها قناديل الليل، ولآلئ النهار، والركب ماض، والسفينة محملة بزاد القلوب، التي لا تخفق إلا للوطن، والعيون التي لا تطرف إلا للمنجزات العظيمة، وهذه المناسبة ليس آخر العنقود، وإنما عناقيد الإمارات، سلسال طرفه في الأرض، والآخر في بطن السماء، وما بين الحدين، أو الطرفين يسكن الإنسان الذي حباه الله بقيادة تسابق الريح كي نصل جميعاً، إلى غاياتنا، ونحقق أمنياتنا، وخير الأمنيات، أن يكون الوطن، يداً تبني، وأخرى تصفق، وعين الله ترعى كل مخلص، صادق، مؤمن بأن الوطن، خيمة الجميع، وسقف الخيمة سماء تمطر الرؤوس، بمزيد من الرفعة، والخير الفضيل.
في هذه المناسبة، لا يهمنا الأفراد بقدر ما يهمنا الوطن، في هذه المناسبة، سوف يسمي الناس الأشياء بأسمائها، وسوف تكون الحقيقة هي سمعة الوطن، وتاريخه، وما اللغة التي نتحدث بها إلا لغة أننا كلمات في عبارة الوطن، وأننا عبارات في رواية الوطن، ولا شيء غير ذلك.
في هذه المناسبة سوف تبتهج أرواح المؤسسين، والذين رحلوا عن دنيانا، وتركوا لنا الخيار، فإما أن نعيش تحت ظلال الحب، أو أن يشق القميص من دبر، واليوم نرى ونلمس أن العشاق اختاروا ما اختاره الضمير، وما توخاه أولئك العشاق الأول، الذين زرعوا ونحن نحصد، والذين أسسوا ونحن نكمل البناء، والذين شيدوا ونحن نسكن أحسن البنيان، والذين صنعوا مجدنا، ونحن نقسم بأننا سنصون، ونحمي المنجز، بأرواحنا، لأجل أن تستمر الرحلة بلا عواهن، ولا شجن.
الله يحفظ الوطن، ويسدد خُطى الجميع، وكل فائز في هذه المناسبة سنقول له شكراً، على حبك، والله الموفق.