Egypt
This article was added by the user . TheWorldNews is not responsible for the content of the platform.

قيادي بحركة فتح لـ«الشروق»: أمريكا تتعامل وكأن غزة دولة عظمى تحتاج لجيش الناتو

حدوث مجاعة في غزة ليس مستبعدا في الظروف الراهنة
لا مكان آمن في غزة فمن انتقل من الشمال إلى الجنوب قُتل في المنتصف
لو غامر الاحتلال باجتياح بري سيلاقي مقاتلين أشداء
المواقف العربية لم تكن على مستوى الحدث باستثناء الموقف المصري

صرح الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، بأن الهجوم الذي شنته حركة حماس على مستوطنات وبلدات غلاف غزة في 7 أكتوبر الجاري لم يحدث من فراغ، مشيرا إلى أن الشعب الفلسطيني يتعرض لاحتلال مستمر منذ أكثر منذ 56 عاما.

وندد جوتيريش بانتهاكات القانون الدولي التي تمارس في قطاع غزة، مطالبا بوقف إطلاق نار فوري، وضرورة إيصال المساعدات إلى القطاع بلا قيود، مشيرا إلى أن حماية المدنيين لا تعني الأمر بإجلاء أكثر من مليون شخص إلى الجنوب، حيث لا مأوى ولا طعام ولا ماء ولا دواء ولا وقود، ثم الاستمرار في قصف الجنوب نفسه.

وأثارت تصريحات جوتيريش غضب إسرائيل لدرجة كبيرة؛ حيث دعا السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة جلعاد إردان جوتيريش إلى "الاستقالة فورًا" بعد تصريحاته.

فيما أكد الرئيس السيسي، أن حل القضية الفلسطينية يتمثل في الحل الدبلوماسي، وإعطاء الشعب الفلسطيني الحق في دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وأن مصر بذلت دورا إيجابيا في احتواء التصعيد بقطاع غزة على مدار 5 جولات من الصراع.

وفي سياق متابعة المشهد والحالة الفلسطينية، تواصلت "الشروق" مع الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، وعضو المجلس الثوري بحركة "فتح" الفلسطينية، والذي قال إن الوضع في غزة غاية في المأساة؛ حيث نشهد نقص كبير في كمية المياه والغذاء والوقود جراء الحصار الذي يفرضه الاحتلال والذي يلحق بالمواطن العادي قبل المقاومة، بكل أسف بات مشهد حدوث مجاعة بالقطاع ليس مستبعدا في الظروف الراهنة.

وتابع الرقب: "على المستوى الصحي، فالمستشفيات غير قادرة على تقديم خدماتها بالشكل المطلوب فلا توجد أبسط المتطلبات الطبية من الشاش والقطن، بجانب الثلاجات التي لم تعد تستوعب جثث الشهداء لكثرتها؛ لذا صدرت الفتوى بجواز دفن عدد من الشهداء بحفرة واحدة، وذلك مظهر لم يُرى إلا في الحروب العالمية، مع إرسال الولايات المتحدة لحاملات الطائرات، وكأن غزة دولة عظمى بحاجة لأن تواجهها قوات الناتو"، مؤكدا أنه أصبح حاليا لا مكان آمن في غزة، فمن انتقل من الشمال إلى الجنوب قُتل في المنتصف، والاحتلال يتبع نهجا عشوائيا في عمليات القتل.

وعن أسباب ودوافع عملية "طوفان الأقصى"، قال إن ما جرى لم يكن سيحدث لو استمع الاحتلال للنداءات العديدة من مصر والأردن بضرورة أن يخفف الضغط على الشعب الفلسطيني بقطاع غزة والضفة الغربية، حيث صم الاحتلال آذانه ويشهد على ذلك قمة العقبة وشرم الشيخ عندما قيل للاحتلال بوجود الولايات المتحدة الأمريكية أن الشعب الفلسطيني يجب أن يرى آفاق للحياة، فقد أوصلها الحصار المفروض لحالة أنه لا أمل ولا حياة وسيطرة الجوع والفقر والبطالة.

وقال الرقب، إن قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة التي لم تنفذ لصالح مطالب الشعب الفلسطيني العادلة كانت بمثابة برميل البارود الذي أصبح على وشك الانفجار، وهو ما تم في عملية السابع من أكتوبر.

ورأى الرقب، أن عملية السابع من أكتوبر يوما فاصلا في الصراع بشكل كامل، فلأول مرة نجد هذه الدولة النووية التي تتفاخر بأن لها منظومة تجسسية بنت جدار طوله 52 كيلو متر وأبعاده في الأرض 25 متر بمجسات حرارية وراصدة للحركة، وفوق الأرض تنصب كاميرات لمراقبة قطاع غزة بالثانية ولا أحد يستطيع أن يقترب من هذا الجدار وإن كان طائرا أو عصفورًا، فإنه يتم رصده بشكل فوري، وآلات رشاش تعمل بالحركة ضد أي كائن يقترب منها، وتلك المنظومة المحكمة تمكنت المقاومة الفلسطينية من تعطيلها، لذلك فالعملية تعد رسالة لكل من يعول على إمكانيات إسرائيل الأمنية والتي فشلت في اختبار صغير أمام المقاومة الفلسطينية.

وعن الاجتياح البري، قال إنه يعتقد بأن الاحتلال الإسرائيلي يدرك تماما أنها عملية محفوفة بالمخاطر ولذلك يحاول أن يستغل بأكبر وقت ممكن الطائرات والصواريخ الذكية في إرهاق سكان غزة والمقاومة؛ لأنه في ظنه أنه كلما طال الوقت العملية طال وقت بقاء حكومة نتنياهو وأمد نجاته، وفي حالة أن الاحتلال قرر بالفعل تنفيذ تلك العملية، فأرى أن المقاومة الفلسطينية جاهزة لذلك وسيلقلى الاحتلال باسا شديدا من مقاتلين أشداء لا يخشون الموت.

وأوضح أن المواقف العربية لم تكن على مستوى الحدث، وذلك باستثناء الموقف المصري الذي أكد منذ اللحظة الأولى، أن الانفجار كان سببه الاحتلال الإسرائيلي، ورأت في القضية أمنا قوميا لها، لذك تحركت بشكل سريع بأن يتم وقف هذا العدوان ومعالجة الأوضاع بالمسار السياسي، ورفضت بشكل قاطع مخطط الوطن البديل للفلسطينيين بسيناء، وهو ما نتفق معه، وندرك مخاطر ذلك في إنهاء القضية وتصفية المشروع الوطني الفلسطيني الأكبر.

وأكد أن الولايات المتحدة الأمريكية والبيت الأبيض منذ اللحظة الأولى حسم موقفه الداعم للاحتلال الإسرائيلي، وتمثل ذلك في زيارة وزير الخارجية بلينكن الذي وصف دوافع زيارته لإسرائيل كونه يهوديا قبل أن يكون أمريكيا، وسرد ذكريات ما تعرضت له عائلته من فرار من مذابح النازيين ضد اليهود أثناء الحرب العالمية الثانية، فضلا عن زيارة الرئيس الأمريكي بايدن والتي لم تظهر غير الانحياز المطلق والكامل لإسرائيل.

وعلى الجانب العسكري، قال الرقب نرى الدعم الأمريكي المطلق من خلال مشاهدات حية للتنسيق الأمريكي للعمليات العسكرية للاحتلال الإسرائيلي، وتواجد وزير الدفاع الأمريكي جنبا لجنب مع قادة الاحتلال في غرف العمليات والتخطيط الاستراتيجي.

وعن سبل الخروج وحل الأزمة الفلسطينية، قال الرقب إن الاحتلال والمجتمع الدولي أمامه حلين إما دولة ثنائية القومية نحن وهم متساوون في الحقوق والواجبات، وإما دولتين من بينهم دولة فلسطينية على حدود 4 يونيو 1967 وتضم القدس، وغير ذلك لا قيمة لأي سيناريو آخر.

وذكر القيادي في حركة فتح أن السلطة الفلسطينية إلى الآن لم تتخذ خطوات لتعزيز الوحدة الوطنية، متابعا: "كنت أتمنى أن يتم تشكيل خلية لإدارة الأزمة، يمثل بها كل الفصائل لإدارة الملف على الشق السياسي والعسكري".