Egypt
This article was added by the user . TheWorldNews is not responsible for the content of the platform.

المهاجرون الأتراك.. قوة عاملة غير مرغوب فيها بأوروبا

ساهمت الهجرة التركية، التي تقل شهرة عن الهجرة الإيطالية أو الإسبانية، هي أيضاً في التنمية الاقتصادية لسويسرا في فترة ما بعد الحرب.

واستناداً إلى مجموعات صور عائلية، يلقي معرض فني الضوء على حياة هؤلاء الأشخاص الذين حظوا بحسن الاستقبال تارة وتعرّضوا للتمييز تارة أخرى.

"طلبتُ من صديقي ثابت أن يأخذني عبر النهر بالقارب، لأنني لم أكن أرغب في مقابلة أحد قبل الرحيل فلم يكن لأحد أن يسمح لي بالقيام بذلك!".. بتلك الكلمات وصف حسين يافاش رحيله من تركيا إلى سويسرا، فقد أشعره الرحيل بالتحرر والانكسار في آن واحد. وهو أحد هؤلاء الآلاف من الرجال الأتراك الذين استجابوا لنداء كبريات الشركات السويسرية، التي كانت تبحث عن القوى العاملة في ستينيات القرن الماضي، سعياً إلى حياة أفضل.

بعد مرور خمسين عاماً، تروي ابنته، المصورة عائشة يافاشرابط خارجي، قصتها وقصة عائلتها المُوسّعة من خلال معرض أقامته في متحف مدينة آرغاو بعنوان: "وابتدأت الحياة"، فقد جمعت الصور والوثائق والتسجيلات الصوتية، وروى لها الأشخاص الذين أجريت معهم المقابلات تجاربهم حول مواضيع شتى: مثل العمل، والمدرسة، والأنشطة الترفيهية، والحب، وما إلى ذلك.

وإلى جانب إبراز المصائر الشخصية، فإن العمل الذي قامت به عائشة يافاش وعالمة الأعراق غابي فيرز يسلط الضوء على فصل قلما يُعرف من فصول الهجرة السويسرية.

اختار حسين يافاش، والد المصورة، أن يهاجر إلى سويسرا بمحض الصدفة نوعاً ما. فقد وصل إلى محطة بروغ في كانتون آرغاو في عام 1963 للعمل في قطاع الصناعة، ثم عثر خلال السنوات اللاحقة على وظائف لسبعين شخصاً من أبناء بلده في شركات أخرى بالكانتون، لذلك، فإن قصته هي الخيط الرئيسي الرابط بين بقية القصص في المعرض.

ويلقي المعرض الضوء كذلك على وضع العمال القادمين من تركيا الذين لم يكن بمقدورهم الدخول إلى سويسرا إلا إذا كان لديهم وظيفة بالفعل أو تصريح إقامة.

وعلى عكس ألمانيا، التي فتحت الأبواب أمام مئات الآلاف من الأتراك منذ عام 1961، لم تبرم سويسرا أي اتفاق توظيف مع تركيا. بيد أن الكنفدرالية وقعت اتفاقاً من هذا القبيل مع إيطاليا في عام 1946 وإسبانيا في عام 1961.

وتقول كل من عائشة يافاش وغابي فيرز: "لم يكن العمال من ذوي الجنسية التركية مرغوب فيهم رسمياً من جانب سويسرا، لكنهم كانوا يُوظفون بطريقة انتقائية من قبل الشركات".