أخبار ليبيا 24
في ظل محاولات ليبيا التشافي من ظاهرة الهجرة غير الشرعية، بعد أن حوّلتها حالة الانفلات الأمنية وتُجار البشر إلى مرفأ يصدّر المهاجرين غير الشرعيين إلى أوروبا، أقدمت السلطات التونسية -التي تواجه مشاكل مع الاتحاد الأوروبي حول ظاهرة الهجرة- على طرد أعداد كبيرة من المهاجرين إلى الحدود الليبية، رغم أنهم ليسوا ليبيين، ولم يدخلوا أراضيها عن طريق ليبيا.
في الأثناء.. طردت السلطات التونسية، أكثر من 1200 مهاجر إلى مناطق متفرقة قرب الحدود الليبية، بحسب منظمة هيومن رايتس ووتش.

الباحثة المتخصّصة في قضايا الهجرة والأمن، الدكتورة ريم البركي، كشفتْ أن المهاجرين ليسوا ليبيين، كما أنهم لم يدخلوا إلى أراضيها عبر الحدود الليبية، وتساءلت عن أي أساس ترحل السلطات التونسية المهاجرين غير الشرعيين باتجاه ليبيا، وما مصير هؤلاء المهاجرين؟
وشدّدت الباحثة ريم البركي، على أن التوتر الأمني في صفاقس ومشاكل تونس مع الاتحاد الأوروبي بشأن المهاجرين غير الشرعيين؛ لا ينبغي أن تُلقي بظلالها على ليبيا التي تعاني -في الأساس- من ظاهرة الهجرة غير الشرعية.
وفي ظل غياب تام من قبل وزارة الخارجية الليبية، التي تلتزم الصمت عندما يتعلق الأمر بسيادة ليبيا، دعت البركي إلى عدم ترحيل المهاجرين غير الشرعيين إلى ليبيا؛ لأنها دولة غير آمنة.
وحملّت الباحثة المتخصّصة في قضايا الهجرة والأمن، الدكتورة ريم البركي، مسؤولية هذا التصرف على الجميع، مشددة على ضرورة أن يحظى المهاجرون غير الشرعيون بالكرامة والحافظ على سلامتهم.
كما دعت البركي جميع وكالات الأمم المتحدة المعنية بالأمر إلى التدخل بسرعة لإنقاذ المهاجرين غير الشرعيين الذين ألقت بهم السلطات التونسية على الحدود الليبية.
ووفقًا لتقارير وبيانات رسمية، نقلتها وكالة نوفا الإيطالية للأنباء، سبقت تونس ليبيا وأصبحت بلد العبور الرئيسي في المنطقة للمهاجرين غير الشرعيين.
الحرس الوطني التونسي، أعلن في وقتٍ سابق، اعتراضهُ أكثر من 14 ألف مهاجر، معظمهم من أفريقيا جنوب الصحراء، خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام الحاليّ أثناء محاولتهم العبور صوب البلاد الأوروبية.
وفي الأثناء…تبذل السلطات الليبية جهدا كبيرا للتعامل مع المهاجرين وتقديم الغذاء والماء لهم.. ولكن هذه الجهود لا تكفي لرتق هذه الفجوة ورأب الصدع الذي تعاني منه هذه الظاهرة التي تواصل التفاقم يومًا بعد يوم.
وفي ظل تدفق آلاف من المهاجرين غير الشرعيين من دول الجوار الليبي إلى منافذ ليبيا الحدودية – عبر المنطقة الشرقية على وجه الخصوص؛ وهجرتهم عبر المتوسط وصولاً إلى أوروبا، ووسط ظروف إنسانية صعبة يمارسها تُجار البشر على الضحايا المهاجرين، من سرقة أموالهم ومقتنياتهم واستغلالهم والإتجار بهم؛ أطلق الجيش الوطني نهاية شهر مايــو الماضي، حملةً أمنية موسعة طالت مدينة طبرق، ومنطقة امساعد الحدودية مع مصر، وتمكنت من تحرير آلاف المهاجرين غير الشرعيين، وشرعت الأجهزة الأمنية في استصدار اوراقهم وتجهيزها ومن ثمّ ترحيلهم على بُلدانهم الاصلية -طوعيًا- بهدف القضاء على ظاهرة الهجرة غير الشرعية والحدّ من مخاطرها واضرارها التي فتكت بالنسيج الاجتماعي والاقتصادي وحتى الأمني في ليبيا والمنطقة

المزيد من الأخبار