Libyan Arab Jamahiriya
This article was added by the user . TheWorldNews is not responsible for the content of the platform.

الهجرة.. حُلم وفكرة تراود عقول معظم الشباب

أخبار ليبيا 24 – خـاص

أصبحت الهجرة حلمًا وفكرة واردة تقفز في أذهان الغالبية العُظمى من الشباب.. وقصتنا اليوم من قصص ضحايا العُنف – الهجرة؛ التي تواصل وكالة أخبار ليبيا 24 تغطيتها ونقلها لكم أول بأول… تدور أحداثها حول شاب في مقتبل العمر يدعى محمد عبد الحميد.

يبدأ المهاجر التعريف بنفسه قائلاً: أنا محمد عبد الحميد، مصري الجنسية، عمري 18 عامًا جئت إلى ليبيا عبر الحدود؛ طمعًا في الوصول إلى أوروبا وتحقيق أحلامي المتمثلة في العيش الكريم والحياة ميسورة الحال، كما أنني أتطلع لتكملت تعليمي هناك، وبدء الحياة من جديد، بالإضافة إلى مساعدة أهلي وإعانتهم على مسؤولياتهم الكثير.

وعن تفاصيل الرحلة، قال: جرى التنسيق مع شخص معروف بتهريب المواطنين من مصر نحو ليبيا عبر الطريق الحدودية الصحراوية، إذ بدأت الرحلة المشؤومة عندما ركبنا سيارة من قريتنا إلى المدينة، ومن تلك المدينة إلى مدينة أخرى، لنجد في انتظارنا جماعة أخذتنا إلى المنطقة الحُدودية، وعندما وصلنا إلى هناك وضعونا في أحد المخازن مثلما يخزنون السلع – لقد كُنّا سلعةً آدمية، وبعد قُرابة الساعة جرى نقلُنا إلى مكانٍ غريب، يصعبُ عليا وصفه.

يتابع حديثه لوكالتنا.. أبلغونا بأنه يجب علينا المشي في الجبال للوصول إلى المنطقة المنشودة، لنجتاز الحدود ولكن الطريق كانت وعِرة.. كانت مظلمةً ومليئة بالحجارة والحصى، واستطرد قائلاً: لقد كنا خائفين جدًا ولكن ما باليد حيلة؛ كان يجب أن نستمر حتى نصل على وجهتنا.

يواصل الحديث.. وصلنا أخيرًا.. ومن ثمّ جاءت سيارات نقلتنا أنا ومن كان معي إلى مخزن آخر، ومن ذاك المخزن جرى نقلنا إلى مخزن أخير، وهناك مكثنا فترة شهرين، دون ماء صالح للشرب، ودون أكل كافٍ؛ كما أننا كُدسّنا فوق بعضنا البعض في مكان غير آمن، وغير نظيف.. إلى أن تمكنت العناصر الأمنية من تحريرنا من قبضة المجرمين، حسب وصفه.

وبالحديث عن المبلغ الذي دفعه للمهرّب إنه قام باستدانته من أقاربه.. مبررًا قرار هجرته الذي لم يعي حجم تبعاته، أن الحال في بلاده ساء به وبعائلته، وضاقت بهم السُبل، وقرر أن يخاطر بحياته سعيًا لتحسين حياته ومستقبله ومستقبل عائلته، ولكن بعد أن رأي الموت بعينيه الصغيرتين، ندم ندمًا شديدًا، وقدم نصيحته إلى كل الذين غرر بهم بأن الهجرة هي طوق نجاة، قائلاً: إياكم والوثوق بمهربي البشر، إياكم والهجرة، فهذه الطريق الوعرة نهايتها موت أو غرق، أو فشل ذريع وخسائر مادية ومعنوية.

إن قصة الشاب محمد ليست الأولى، ولا الوحيدة، فقبله كثيرون عايشوا هذه الأوضاع المأساوية، بعضهم نجى منها، والبعض الآخر ابتلعه المتوسط.. فمع مرور الأيام أصبحت موجات الهجرة عبر ليبيا وصولاً إلى أوروبا تتوالى وتزيد وتيرتها، ووسط ارتفاع أعداد المهاجرين وازدياد أعمال العُنف الممارسة ضدهم، تعيش الأواسط المحلية والاقليمية والعالمية حالة من الصمت المطبق ويبدو أن لا حلول قريبة تلُوح في الأفق.