Saudi Arabia
This article was added by the user . TheWorldNews is not responsible for the content of the platform.

مهندس أردني يصمم بالخشب و"الريزن" ديكورات منزلية مبتكرة

عمان – من جذوع الأشجار اليابسة وأغصانها، تمكن المهندس الأردني الحسين محمد المحاميد، من تنفيذ ديكورات داخلية تضفي الحياة والسكينة على أرجاء المنزل.

والريزن مادة كيمائية تعد أحد أنواع اللدائن الصلبة بالحرارة، وهي شديدة الالتصاق ومقاومة للاحتكاك والمواد الكيمائية سواء كانت أحماض أو قواعد أو مذيبات، وتشكل طبقة عازلة عند جفافها.

ويعمل الحسين على إنتاج مفردات فنية غير تقليدية تحاكي جمال الطبيعة الآسر، فلكل قطعة حكاية خاصة وأسلوب مغاير للقطع الأخرى، لا سيما عند مزج قطعة الخشب بمادة الريزن، التي احترف التعامل معها وتطويعها ببراعة لافتة.

المحاميد انحاز لشغفه الفني على حساب دراسته هندسة الطيران (الجزيرة)

شغف الطبيعة ومفرداتها

"أعشق الطبيعة وكافة عناصرها.. فأقصد الجبال والغابات بأي وقت يتسنى لي ذلك.. وأحب التخييم كذلك"، بهذه الكلمات عبر مهندس الطيران المحاميد عن شغفه بالطبيعة ومفرداتها.

ولم يغب حب الفن والطبيعة عن قلب هذا الشاب، الذي قرر قبل 3 سنوات التخلي عن عمله بمجال هندسة الطيران في مطار الملكة علياء، والتفرغ بشكل كامل لإنتاج تصاميم فنية.

وأطلق المحاميد مشروع "يدويات" عام 2016 لتسويق أعماله الفنية، إلا أنه لم يتمكن من بيع أي قطعة حتى عام 2019، ومع ذلك لم يفقد الأمل بأن فنه سيرى النور يوما ما.

وحدة إنارة مبتكرة مصممة من أغصان الشجر (الجزيرة)

يؤكد المحاميد أن عائلته شجعته في بداية مشواره بإنتاج القطع الفنية، إلا أنها كانت توصي مرارا وتكرارا بعدم إهمال العمل في هندسة الطيران وتطوير الذات به، مع الالتفات لهواية تصميم القطع الفنية بأوقات الفراغ، بحيث لا تتعارض مع عمله.

ويوضح المحاميد "لكن عندما لاحظت عائلتي إصراري في تنفيذ ديكورات داخلية، ساندني والدايّ بشراء الماكينات اللازمة لتنفيذ ذلك، كما سعت والدتي لتحفيزي بكلماتها الطيبة الحنونة".

جانب من الديكورات الداخلية التي يصممها الحسين (الجزيرة)

استثمار الإنترنت بطريقة إيجابية

يقول المحاميد "منذ الصغر لديّ اهتمام بالفن والطبيعة، ولكن لم أكن قادرا على توجيه أو تحديد موهبتي في الفن، وبأي طريق، إلى أن شاهدت يوما أحد مقاطع الفيديو في تحويل قطعة خشبية لتحفة فنية، وهنا بدأت التفكير في كيفية تنفيذ قطع يدوية غير تقليدية".

ويضيف أنه استخدم الهاتف النقال بطريقة إيجابية، من خلال تصفحه مواقع توضح وتشرح أساسيات التصميم والتنفيذ، والأدوات، والمواد المستخدمة، وجميع المعلومات حول ذلك، مبينا أنه لم يكن يشعر بالوقت خلال بحثه، فكان يمضي ساعات متتالية دون كلل أو ملل، حتى يتمكن من الوصول لأي معلومة يحتاجها لإقامة مشروعه في تنفيذ الديكورات الداخلية.

ساعة حائط مصممة من جذوع الشجر (الجزيرة)

تحديد الهدف

يلفت المحاميد إلى أن حياته انعكست بشكل كامل بعد أن حدد هدفه في تصميم ديكورات داخلية من وحي الطبيعة.

ويقول إن "الإنترنت يمنحك رؤوس أقلام "مهمة"، وعليك إكمالها بالبحث والتجربة والتعلم، وعليه توجهت لتعلم أسس النجارة وكيفية استخدام الأدوات اللازمة لتنفيذ أي قطعة، ومشاهدة المخرجات، وقراءة صفات المواد وكيفية التعامل معها".

ويبين بأنه لم يجد صعوبة باستخدام الأدوات اللازمة للقطع اليدوية، بحكم دراسته وعمله في هندسة الطيران، إلا أن الاستخدامات مختلفة بالنسبة للنجارة وتصميم الديكورات الخشبية.

طاولة جانبية مصممة من جذع شجرة ومادة الريزن (الجزيرة)

جذوع الخشب والريزن

بدأ المحاميد بتنفيذ قطع فنية، لكنه تعمد ألا تكون تقليدية، بل مميزة ولافتة، وفق وصفه، حيث أقدم على مزج جذوع الأشجار بمادة الريزن التي تحتاج الدقة والمهارة عند إضافتها.

ويعرف الريزن بأنه مادة سائلة صمغية، تدمج مع منشف بنسب معينة، وتسكب في قوالب، وتتصلب خلال 24 ساعة تقريبا، وتصبح مشابهة للزجاج.

ويتابع "يضاف لمادة الريزن أثناء الخلط "ألوان خاصة بها"، الزهري أو الأزرق أو الأخضر وغيرها، وهي ألوان "بودرة"، وتضاف بالدرجة التي نرغب بها".

ويرى أن جمالية جذوع الأشجار تزهو بمزجها بالريزن، فتبدو القطعة كأنها لوحة فنية التقطت من إحدى مشاهد الطبيعة الساحرة.

فن دمج الخشب مع الريزن ينتج قطعا فنية فريدة (الجزيرة)

جذوع الشجر بإضافات لا تغير طبيعتها

ويؤكد المحاميد أن معظم قطع الأشجار التي يشتريها أو يجمعها "بموافقة أمنية" وفق قوله، تحافظ على طبيعتها، لكنه يحولها لمفردات فنية بفضل إضافة بعض الرتوش عليها.

ويقوم بتنظيف جذوع الأشجار ومعالجتها قبل البدء بالعمل، فعادة تكون مليئة بالأتربة والأوساخ، كما يهتم بتجفيفها من الماء بداخلها لمدة تتراوح من 4 إلى 6 شهور، وهناك قطع كبيرة يتطلب تجفيفها وقت أطول يصل لعام تقريبا.

تصاميم مبتكرة للديكورات الداخلية تشمل الطاولات الرئيسية والجانبية والرفوف والاكسسوارات (الجزيرة)

مراحل عمل وتنفيذ القطع

ويشرح المحاميد مراحل عمل تنفيذ القطع الفنية بقوله "نحضر قطعة الخشب ونرسم الفكرة بأبعادها الرباعية بمقاساتها، ونقدر سماكة الحديد المناسب لها، مبينا أن "هناك نوعين من الخشب المعالج الذي نشتريه، وهناك الخشب الجاف من الطبيعة والذي نقوم بمعالجته".

ومن القطع التي يصممها، طاولات سفرة، طاولات وسط، طاولات خدمة، براويز، أرفف، وحدات إضاءة، ساعات، صواني، أكواب وأطباق، وألعاب الذكاء والتسلية مثل "الشطرنج".

وقد شارك بالعديد من المعارض والبازارات التي تعنى بالحرف اليدوية، ويستذكر بأن أول عرض لأعماله لم تحظ قطعه برضا الجمهور، بحكم عدم معرفتهم بقيمة العمل، إلا أن فترة كورونا والحجر بالمنازل، أتاحت الفرصة له وللآخرين للتعرف أكثر إلى جمالية فن دمج الخشب بالريزن.

مناضد جانبية مبتكرة من جذوع الشجر تستوقف هواة الفنون الطبيعية (الجزيرة)

رقعة الشطرنج

يصف المحاميد بأن القطع التي ينتجها تنفذ بـ"روح"، ولذلك تستوقف الرائي، وهواة الفنون الطبيعية.

ونفذ مؤخرا "رقعة شطرنج"، حيث صممها على قطعة خشبية بمهارة فريدة، مبينا أنها بدأت بفكرة بسيطة، وتطورت شيئا فشيئا، إلى أن لاقت إعجاب العديد من المتابعين عبر حسابيه على إنستغرام وفيسبوك، كما حصدت ما يقارب 11 مليون مشاهدة عبر تطبيق تيك توك.

ويضيف المحاميد مادة "الواكس" لمفرداته الفنية، وهي مادة شمعية مصنوعة من خليط من الزيوت والشموع الطبيعية "صديقة للبيئة" يصنعها بنفسه.

ويقول "بحثت كثيرا عن كيفية تصنيع هذه المادة، واستعنت بابن عمتي وهو مهندس كيميائي؛ للحصول على المعادلة الكيميائية"، معللا ذلك بالقول "حتى لا تكون المادة الناتجة سامة، ويكون صالح للاستخدام البشري، ولا يؤذي عند إضافته للقطع الفنية، كما أن هذه المادة تتميز بأنها تحافظ على القطعة مثلما هي في الطبيعة".

بعض أعمال المحاميد تم تسوقها لعدة دول في الخارج (الجزيرة)

ويوضح أن أعماله تم تسويقها لعدة دول في الخارج، منها ألمانيا، النرويج، كندا، أستراليا، السويد، وغيرها.

ويطمح المهندس المحاميد بأن تروج أعماله في كافة دول العالم، ويصبح مشروع "يدويات" محطة فنية، يقصدها هواة الفن ومحبي الطبيعة.