Saudi Arabia
This article was added by the user . TheWorldNews is not responsible for the content of the platform.

مقال بهاآرتس: لا تثريب على الجندي الإسرائيلي في قتل الأبرياء.. لكن ويل له لو سرق قيمة مشروب غازي

يمكن لأي جندي إسرائيلي أن يفعل ما يحلو له في المناطق الفلسطينية، لكن حذار من أن تسول له نفسه سرقة 20 شيكلا لشراء مشروب غازي، فذلك مناف للأخلاق وسيعرضه للمحاكمة من طرف "أكثر الجيوش أخلاقية في العالم"، حيث يأخذون مثل هذه الأمور على محمل الجد.

بهذا الأسلوب التهكمي علق الكاتب الإسرائيلي جدعون ليفي في مقال له بصحيفة "هآرتس" (Haaretz) الإسرائيلية على الحصانة المطلقة التي يتمتع بها الجنود الإسرائيليون "عندما يتحولون إلى وحوش تطلق النار على الأطفال، وتركل النساء المسنات، وتطلق الكلاب على الناس، وتعتدي على المعاقين".

وأبرز ليفي أن الجنود في هذه الحالة ينظر إليهم على أنهم هم الضحايا، وإذا استعصى على المرء فهم ذلك، فعليه أن يدرك أنهم في كل الأحوال غير مذنبين حتى لو أطلقوا النار على الأبرياء كما دأبوا على تكرار ذلك دوما وبشكل مقزز، على حد تعبيره.

وإذا كان الأمر كذلك، فعلى من يقع اللوم؟ يتساءل الكاتب، ليجيب بأن ثمة من سيقول إن العتب هو على من أرسلوهم إلى هناك.

وهنا يتساءل الكاتب مرة أخرى؛ هل ذلك يعني القادة العسكريين؟ لكن هؤلاء -وفق قوله- لا ينبغي تقديمهم للمحاكمة على تصرفات حارس تابع لهم عند أحد البوابات، "هو في النهاية مجرد جندي شاذ ارتكب خطأ"، وفقا للكاتب.

إذن هل يلقى باللوم على السياسيين؟ يتساءل ليفي، إذا كان كذلك فأي السياسيين الإسرائيليين، أهو رئيس الوزراء الحالي ووزير دفاعه؟

وعلى هذا السؤال يرد الكاتب بسؤال آخر؛ ماذا يريد الناس من هذين المسؤولين؟ أليسا أيضا عالقين في وضع ورثاه عن أسلافهما؟

وهذا ما يجعل الكاتب يرجع بالمسؤولية إلى من سبقوهما، قائلا "ربما يقع اللوم على موشيه ديان، أو يسرائيل غاليلي أو على إيغال آلون، أو ديفيد بن غوريون، أو دعونا نعد إلى الملك داود"، إذ لا يبدو أن ثمة من سيقبل أن يعترف بالمسؤولية عن هذه الجرائم.

ولذلك، يقول ليفي، ربما نرجع السبب إلى "الظروف" إلى "القوة "قاهرة إلى أمر سماوي"، إذ لم يبق أحد يمكن إلقاء اللوم عليه.

وبعد أن استنفد الكاتب احتمالات تحمل المسؤولية فيما يتعلق بالجرائم التي ينفذها الجيش الإسرائيلي بحق الفلسطينيين، قال "لنعد إلى الحقيقة، فالجنود الإسرائيليون يرتكبون جرائم خطيرة كل يوم، بعضها مروّع للغاية".

وأبرز ليفي أن الجنود الإسرائيليين لا يسألون عن جرائمهم بشكل لا يصدق، ولا أحد يقبل تحمل المسؤولية عن أي شيء، فيمكنك القتل والذبح ولا تقلق بشأن المحاكمة، لأنك لست مذنبا مهما فعلت وليس ثمة من يهتم بفعلتك، على حد تعبيره.

وهذا ما جعل الكاتب يطالب بتغيير هذا الوضع، قائلا "من السهل تغيير نظام القيم السقيم الموجود حاليا، وينبغي أن يبدأ ذلك بالجنود؛ إذ هم الجناة المباشرون للجرائم".

وكما هو الحال في عالم الجريمة، حيث لا يوجد أي تساهل مع القتلة المأجورين الذين يرسلهم الآخرون، وفق الكاتب، يجب أن يتوقف نظام الحصانة المطلقة للجنود العاملين في المناطق الفلسطينية، فحياة الفلسطينيين مهمة هي الأخرى، وكل من يقتل هذه الأرواح بهذه السهولة الرهيبة، كما حدث كثيرا في الأشهر الأخيرة، يجب أن يعاقب، وفقا لليفي.

وختم الكاتب بالقول إن إصدار أحكام بالسجن مدة طويلة على من يقتل طفلا أو يطلق النار على راع فيسبب له إعاقة بدنية أو يقتل صحفيا، سيجعل الجيش الإسرائيلي يتغير وسيتحسن الوضع الأمني أيضا، وفق قوله.