Morocco
This article was added by the user . TheWorldNews is not responsible for the content of the platform.

كتاب جديد يتلمس الطريق صوب "العمق الأمازيغي للهوية الجماعية المغربية"

كتاب جديد يتلمس الطريق صوب "العمق الأمازيغي للهوية الجماعية المغربية"
صورة: هسبريس
هسبريس - وائل بورشاشن

كتاب جديد يهتم بالأمازيغية ودسترتها وتدريسها وموقعها في المشهد اللغوي المغربي، صدر للباحث المتخصص في اللسانيات الاجتماعية يحيى شوطى.

يقصد هذا الكتاب المعنون بـ”ئيژنژارن ن ؤوغانيب” (دراسات في الأمازيغية والثقافة) الإسهام في “تلمس الطريق لخدمة هويتنا الجماعية وفي عمقها وصلبها الأمازيغية”.

ويضم هذا المؤلف دراسات باللغتين العربية والإنجليزية، من بين ما تهتم به تحليل البيئة الصوتية لسيرورة التفخيم والترقيق بين اللغتين العربية والأمازيغية، وتكامل اللغتين، ووضع الأمازيغية في مسار الدسترة، والتمازج الثقافي بين سوس والصحراء، والخيارات اللغوية بالمدرسة المغربية، واعتماد الترجمة الأمازيغية بالبرلمان، وإقرار “رأس السنة الأمازيغية”.

وحول عنوان الكتاب “ئيژنژارن ن ؤوغانيب” سجل شوطى أن مدلوله هو “شرارات قلم”؛ “للتنبيه إلى أن الغاية الكبرى لكتابة هذه البحوث والدراسات والعمل على نشرها، هي محاولة صقل القلم ليطلق العنان لشراراته عسى أن تنضاف لمثيلاتها لتنير الطريق أو على الأقل لتساهم في تلمس الطريق لخدمة هويتنا الجماعية، وفي عمقها وصلبها الأمازيغية”.

وفي مقدمة الكتاب الجديد، سجل الباحث أن “صمود الأمازيغية لآلاف السنين راجع لكونها لغة حضارة وتاريخ عريق، وأيضا بسبب امتلاكها مؤهلات تجعلها قابلة للاستمرار والتجدد، في مقابل انقراض لهجات ولغات عدة عبر العالم لكونها غير قادرة على التطور والصمود أمام الاجتياحات والتحديات”.

وأضاف: “اليوم، أضحى النهوض بالأمازيغية واجبا وطنيا جماعيا، وإن برؤى ومقاربات مختلفة. لكن الاختلاف هنا يضحى عامل قوة وتقدم إلى الأمام إذا تم ضمن وعاء الثوابت الوطنية وفي تلاحم الهوية الجامعة”.

وواصل شوطى: “الأمازيغية صمدت رغم عدد من التحديات السياسية والثقافية التي عرفها المغرب عبر تاريخه الطويل. إن الموروث والتراث الأمازيغي يتوفر على ذخائر هامة وعناصر إبداع كثيرة ومتنوعة في الشعر والغناء والحكاية، والأمازيغية هي لغة التخاطب لدى فئات واسعة من المجتمع المغربي وتختزل جوانب أساسية في الهوية الحضارية المغربية الجامعة”.

وأكد الباحث أن “الحوار في شأن تثبيت وتعزيز حضور الهوية الأمازيغية في المغرب، واحترامها، لم يسلك طابع الصراع والمواجهة، رغم ما اعتراه من تردد وبطء شديدين”، وهو ما نسب فضله إلى “المساهمة والوعي الثقافي الكبير لمختلف تنظيمات المجتمع المدني الأمازيغية، التي أضفت بعدا ثقافيا جادا ووطنيا مسؤولا على الحوار الذي بدأ حذرا، لكنه اقتحم مجالات الأسئلة الحرجة، التي بلغت درجة المطالبة بنص دستوري عن اللغة الأمازيغية، ومعاودة النظر في المنظومة التعليمية التي تكفل لها حضورا موازيا في مستوى صون الهوية”.

“كل هذا” حدث، وفق الباحث، “من دون أي اهتزاز في تماسك المجتمع”.

واسترسل الباحث قائلا إن “الإحياء اللغوي والثقافي ومعالجة التهميش الذي تعانيه الأمازيغية في مجالهما أمور لا ينبغي أن يتحفظ عليها أحد، بله أن يعارضها أو يعاكسها بأي شكل من الأشكال”؛ فـ”التكريم الجوهري الذي تستحقه الأمازيغية هو العمل لإحياء ثقافتها ولغتها وآدابها ومختلف جوانب الحضارة التي خلفتها”.

ووصف يحيى شوطى “إحياء التراث الثقافي الأمازيغي” بـ”الهدف المشروع، بوصفه إرثاً حضارياً للمغرب ولكل المغاربة، ومن مكونات ذاكرتهم التاريخية والحضارية، وحتى تكون الأمازيغية رافدا من روافد النهوض الحضاري في المغرب”.

وجدد الباحث التذكير بأن إصدار هذا المؤلَّف يقصد الإسهام في “توفير مادة قد تساهم في خلق جو للنقاش الفكري الهادئ حول قضايا ساخنة مرتبطة بالأمازيغية وبالثقافة وقضاياها المتشابكة في بلادنا”، قبل أن يعبر عن أمله في أن يجد القارئ “في هذا الكتاب ما يفيده، وما يخدم به قضيته، بأفق وطني جامع معتز بأصوله الهوياتية والتاريخية والحضارية، ومنفتح على عصره، دون تعصب ولا تنطع”.

الأمازيغية العمق الأمازيغي مؤلف جديد يحيى شوطى
تابعوا آخر الأخبار من هسبريس على Google News

النشرة الإخبارية

اشترك الآن في النشرة البريدية لجريدة هسبريس، لتصلك آخر الأخبار يوميا