UAE
This article was added by the user . TheWorldNews is not responsible for the content of the platform.

كبار المواطنين.. عطاء لا ينضَب

كبار المواطنين.. عطاء لا ينضَب

تحتفي دول العالم، اليوم الأحد، باليوم العالمي للمسنّين، الذي يوافق الأول من أكتوبر من كل عام، وهو اليوم الذي أقرّته الأمم المتحدة، لزيادة الوعي باحتياجات هذه الفئة من أبناء المجتمع الإنساني.

ويأتي احتفال العالَم هذا العام تحت شعار «الوفاء بوعود الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الخاصة بالمسنّين عبر الأجيال»، لتسليط الضوء على المكانة الخاصة للمسنّين في جميع أنحاء العالم، وأهمية تمتعهم بحقوقهم والتصدي للانتهاكات المرتكبة ضدهم، وتعزيز التضامن من خلال الإنصاف والمعاملة بالمثل بين الأجيال الذي من شأنه توفير حلول مستدامة للوفاء بوعد أهداف التنمية المستدامة. وتُعدُّ دولة الإمارات من بين الدول الرائدة عالميًّا في تعاملها مع كبار المواطنين وتقديم كافة أشكال الدعم والرعاية لهم. كما تمتاز برؤية مستدامة وإنسانية تتجلّى في سعيها لضمان حياة كريمة لجميع مواطنيها، بمن في ذلك كبار المواطنين، الذين يشكلون جزءًا لا يتجزأ من هويتها ومجتمعها.

وتجسد هذه الرعاية رؤية إماراتية نبيلة تهدف إلى تحقيق رفاهية متجدّدة لهذه الفئة. وتأتي هذه الرؤية تحت إشراف صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، حيث يرى أن كبار المواطنين يملكون كنزًا حقيقيًّا من التجارب والخبرات، كما يبدو في قول سموه: «نحن نعتبر كبار المواطنين جزءًا مهمًّا من مجتمعنا وحضارتنا. نحن نستفيد من تجاربهم ونقدّر مساهمتهم الكبيرة في بناء الدولة». ولذا تتخذ دولة الإمارات إجراءات متعددة لضمان تلبية احتياجات كبار المواطنين، تشمل توفير الرعاية الصحية المتميزة، والتعليم، والخدمات الاجتماعية، والفرص الاجتماعية والترفيهية.

ويهدف هذا الجهد الوطني إلى إشباع احتياجاتهم، وتعزيز مكانتهم في المجتمع. وتتبنّى الإمارات العديد من المبادرات والخدمات التي تستهدف تعزيز جودة حياة كبار المواطنين، ومن بين هذه المبادرات، «مبادرة كبار المواطنين» التي تهدف إلى تعزيز صحتهم ورفاهيتهم، وتوفير الرعاية الصحية المتميزة لهم. كما تشجع دولة الإمارات على مشاركة كبار المواطنين في سوق العمل من خلال برامج تدريب وتوظيف مخصّصة لهم، وكذلك توفير مراكز ترفيهية وثقافية مجهزة لتعزيز التفاعل الاجتماعي، وتعزيز روح الانتماء والترابط بين كبار المواطنين.

وتجتمع هذه المبادرات والخدمات لتشكل منهجًا راقيًا في التعامل مع كبار المواطنين، وبالتالي تظل الإمارات نموذجًا يحتذى به في دعم واحترام كبار المواطنين والاستفادة من خبراتهم الثمينة. إن تكريم هذه الفئة العزيزة علينا هو نهج وتقليد راسخ، وقيمة من قيم المجتمع الإماراتي الأصيلة، إذ إن كبار المواطنين مصدر فخر وإلهام لشعب الإمارات، وهم مصدر الخير والعطاء والبركة. كما أن معارفهم وخبراتهم وكونهم ذاكرة حقيقية وحيّة لمسيرة الوطن نحو التقدم والتنمية، إنما يمثل رصيدًا ثمينًا يعزز تواصل الأجيال، ويربط الماضي بالحاضر، ويُؤكد الهوية الإماراتية، ويُسهم في استدامة النجاح والإنجازات. ومن هنا، فإن تقديم الدعم والخدمات لكبار المواطنين في الإمارات ليس مجرد واجب وطني، بل تعبير حيّ عن احترام الخبرات وتوقير القيم الإنسانية الراسخة في نسيج مجتمع الدولة.

*صادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.