قصف
وتزامناً مع احتجاجات أنصار التيار الصدري، سقطت 3 صواريخ من طراز كاتيوشا داخل المنطقة الخضراء المحصنة في العاصمة العراقية بغداد اليوم الأربعاء. وأصيب 7 من عناصر الأمن في الهجوم الذي وقع وسط إغلاق جزئي في العاصمة في أثناء اجتماع البرلمان. وأغلقت قوات الأمن الجسور المؤدية إلى المنطقة الخضراء الواقعة في قلب العاصمة وفرضت حظراً للتجول على الحافلات، والدراجات النارية والشاحنات.
وذكرت مصادر أمنية، أن صاروخاً آخر سقط في وقت لاحق بالقرب من المنطقة الخضراء، حيث مقار البرلمان والكثير من المباني الحكومية والسفارات، دون أن يسقط ضحايا.
تحذيروعقب القصف، حذر المتحدث باسم الزعيم الشيعي مقتدى الصدر اليوم الأربعاء من أن القصف الذي استهدف المنطقة الخضراء قامت به جهة مجهولة تريد إيقاع الفتنة في بلدنا.
وقال صالح محمد العراقي في بيان صحفي، "نرفض رفضاً قاطعاً استعمال العنف والسلاح الذي قامت به جهات مجهولة، وذلك بقصف المنطقة الخضراء، تريد من خلاله إيقاع الفتنة في عراقنا الحبيب".
دعوة للحوار
من جهته، دعا رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي القائد العام للقوات المسلحة اليوم الأربعاء المتظاهرين إلى الالتزام بالسلمية وبتوجيهات القوى الأمنية حول أماكن التظاهر.
وقال الكاظمي في بيان، إن "الوضع الأمني الحالي يمثّل انعكاساً للوضع السياسي". حسب بيان للحكومة العراقية.
وبحسب البيان فإن القائد العام للقوات المسلحة وجه "القوى الأمنية بمتابعة مرتكبي جريمة القصف الصاروخي للمنطقة الخضراء وإلقاء القبض عليهم، وضرورة التزام القوى الأمنية بواجباتها في حماية مؤسسات الدولة، والأملاك العامة والخاصة، والمتظاهرين السلميين
كما دعا رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي اليوم الأربعاء إلى ضرورة أن يكون هناك حل سياسي شامل يتحمل الجميع فيه مسؤولياته وما يلقى على عاتقه أمام الشعب.
كما دعا في بيان صحفي، "المخلصين في كل القوى السياسية إلى إيجاد مخرج سياسي للبلاد، وتحمُّل تحديات هذه المرحلة، وأن نصل إلى مراحل قادمة، عسى أن تعود العلاقة ما بين الجماهير وقواها السياسية".
وقال، إن "البلاد تعاني كثيراً وتتعرض للمشاكل واحدة تلو الأخرى على المستوى السياسي والأمني والعسكري ويجب أن نتحمل مسؤوليتنا جميعاً".
وأضاف، "نأمل أن نصل إلى نتيجة لجمع الفرقاء السياسيين في البرلمان، وفي القاعة الدستورية التي كُتب فيها الدستور العراقي، وأن ندعو إلى تبني وثيقة بغداد التي تقطعت صورتها وعانى أهلها اليوم بسبب جلسة البرلمان وبسبب نشاط سياسي كان يجب أن يكون طبيعياً".
وجدد الحلبوسي الدعوة إلى "قادة القوى السياسية وزعماء البلد إلى الجلوس حول طاولة حوار في البرلمان، وسنكون جميعاً مساندين في السلطة التشريعية بحضور الرئاسات ومجلس القضاء الأعلى والمحكمة الاتحادية؛ لإيجاد مخرج للبلد وإعادة تبني الجميع لمسؤولياته أمام المواطنين، وسيكون هذا الأمر على عاتق البرلمان ونوابه للتحرك على كل القوى السياسية لإبراز دور بغداد وأهلها مرة أخرى لأنها تحتاج إلى ورقة جادة في هذا الوقت".
وفي وقت سابق من العام الجاري، دعم حزب (تقدم) بزعامة الحلبوسي وفصائل أخرى من العرب والأكراد السنة جهود الصدر لتشكيل حكومة تستبعد الفصائل الشيعية المنافسة المدعومة من إيران.
إلا أنهم لم يتبعوا الصدر عند الانسحاب من البرلمان، وبدلاً من ذلك فكروا في الدخول في تحالف حاكم جديد مع الأحزاب المدعومة من إيران، وفقاً لمسؤولين من الأطراف السياسية المنقسمة.