UAE
This article was added by the user . TheWorldNews is not responsible for the content of the platform.

إسرائيل في النفق المظلم بسبب نتانياهو...نحو انتخابات سادسة في 4 أعوام

شكل قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إقالة وزير الدفاع في حكومته يوآف غالانت، صاعقة في إسرائيل، أجججت غضب المعسكر المعارض لخطته للتعديلات القضائية، والذي يتنامى كل يوم حتى بات يضم أعضاء من حزب الليكود نفسه الذي يتزعمه نتانياهو .

وزادت إقالة وزير الدفاع الإسرائيلي بسبب مطالبته بتجميد المشروع شهراً، المشهد الإسرائيلي ارتباكاً، حيث خرج عشرات الآلاف في شوراع تل أبيب ومدن رئيسية أخرى رفضاً لهذا القرار، وسط مطالبات باستقالة نتانياهو ، بينما استقال قنصل إسرائيل العام في نيويورك من منصبه، معرباً عن رفضه استمرار العمل في هذه الحكومة.

وفي ظل احتقان غير مسبوق، اعتبر قادة المعارضة أن نتانياهو تجاوز "خطاً أحمر" جديداً بإقالة وزير الدفاع، ووصف زعيم المعارضة يائير لابيد نتانياهو بـ "تهديد لأمن إسرائيل".

وعلى وقع تسارع التطورات في ساعات الليلة الماضية وزيادة سخونتها، أعربت الولايات المتحدة عن قلقها الشديد ودعت القادة الإسرائيليين إلى "التوصل إلى تسوية".

وقالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض أدريان واتسون :"لطالما كانت القيم الديمقراطية، ويجب أن تظل، سمة للعلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل".

إعادة الحسابات

ووصفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية قرار الإقالة بالمفاجئ، مشيرة إلى أنه جاء بعد ساعات من كشف معارضته العلنية لمشروع التعديلات القضائية الذي أثار انقساماً كبيراً حتى في صفوف الجيش، والذي يمنح السلطة التنفيذية صلاحيات واسعة على حساب السلطة القضائية.

ويرى مراقبون أن نتانياهو ربما يعيد حساباته بعد ردة الفعل العنيفة على قراره الأخير، خاصة في ظل إشارات متضاربة زادت ضبابية الموقف وألقت بظلال من الشك في مستقبل الحكومة برمتها. ورأى البعض أن إقالة وزير الدفاع مؤشر على أن رئيس الحكومة سيمضي قدماً في خطته المثيرة للجدل لكن وسائل إعلام إسرائيلية قالت، بعد احتدام الموقف والشحن الذي أثاره القرار ، إن نتانياهو يفكر في تجميد الخطة.

وأشارت الصحيفة الأمريكية، إلى احتمال تعيين آفي ديختر ، الرئيس السابق لجهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي خلفاً لغالانت.

ولفتت  إلى خطورة الخلافات والانشقاقات بسبب التعديلات القضائية داخل المؤسسة العسكرية التي وصفتها بـ "أكثر المؤسسات التي تحظى باحترام الأغلبية اليهودية في إسرائيل"، مشيرة إلى تزايد عدد الذين يهددون برفض الخدمة في الجيش.

ونقلت واشنطن بوست عن مانويل تراغتنبرغ، مدير معهد دراسات الأمن القومي للأبحاث، أن "نتانياهو يمكنه طرد وزير دفاعه، لكن لا يمكنه طرد التحذيرات التي سمعها من غالانت". ويرى جوي لوري الباحث في معهد إسرائيل الديمقراطي للأبحاث، أن التطورات القضائية والسياسية سريعة الإيقاع "تدفع إسرائيل نحو منطقة مجهولة وأزمة دستورية متسارعة" ، حسب ما نقلت الصحيفة الأمريكية. وأضاف"نحن في بداية أزمة دستورية حيث الخلاف على مصدر سلطة وشرعية الهيئات المختلفة الحاكمة".

دوامة الفوضى

وركزت صحيفة تايمز أوف إسرائيل على أن غالانت بات أول وزير في الحكومة يعارض خطة نتانياهو، و أن رئيس الأركان العامة هارتسي هاليفي، في تصريحات علنية نادرة قال إن الجيش الإسرائيلي لا يمكنه العمل دون جنود الاحتياط، وأن نتانياهو لم يعر هذه التحذيرات اهتماماً ووجه قادة المؤسسة العسكرية بقمع المعارضين.

وكتب نتانياهو عبر تويتر مساء الأحد عقب إعلان إقالة غالانت :"يجب أن نقف جميعاً بحزم ضد الذين يرفضون الخدمة في الجيش". واعتبرت الصحيفة أن إسرائيل "تدخل في دوامة الفوضى".

ونقلت القناة الـ12 الإخبارية الإسرائيلية عن قائد الجيش الإسرائيلي السابق غادي إيزنكوت "إقالة وزير الدفاع غالانت عار على إرث نتانياهو، ورهان ينطوي على مخاطر على حياتنا جميعاً".

وقالت الإطاحة بوزير الدفاع فاقمت "واحدة من أخطر الأزمات الداخلية في تاريخ إسرائيل".

ورأت صحيفة غارديان البريطانية أن خطوة نتانياهو بإقالة وزير الدفاع تؤكد إصراره على المضي قدماً في خطته "التي أغضبت قادة رجال الأعمال وأثارت مخاوف بين حلفاء إسرائيل".

وبينما يدافع رئيس الوزراء الإسرائيلي عن خطته، يرى منتقدون أنها ستزيل الضوابط والتوازنات في النظام الديمقراطي بإسرائيل وتركز السلطة في أيدي الائتلاف الحاكم.

وأمام الغليان في إسرائيل، دعا الرئيس إسحق هرتسوغ إلى وقف التعديلات القضائية فوراً، قائلا على تويتر اليوم الإثنين :"من أجل وحدة شعب إسرائيل ومن أجل المسؤولية ، أدعو لوقف الإجراءات التشريعية فوراً".
وأشارت الصحيفة إلى أن الحكومة الإسرائيلية تبحث تجميد الإصلاح القضائي المثير للجدل بعد  احتجاجات ليل الأحد.
ويبقى المشهد الإسرائيلي مفتوحاً على كل الاحتمالات في الساعات المقبلة ، مع ترجيح بعض المراقبين الذهاب لانتخابات ستكون السادسة في أقل من 4 أعوام.