Algeria
This article was added by the user . TheWorldNews is not responsible for the content of the platform.

الجزائر - روما.. كل شيء على ما يرام

كشف السفير الجزائري لدى روما عبد الكريم طواهرية، أول أمس، عن زيارة مرتقبة لرئيس الجمهورية عبد المجيد تبون إلى إيطاليا في نوفمبر المقبل، في إطار مؤتمر دولي ينظمه البلد الأوروبي، حسبما نقلته وكالة "نوفا" الإيطالية للأنباء.

تأتي زيارة تبون بعد عام بالضبط من آخر زيارة له إلى الدولة المتوسطية، حيث أبرم عدة اتفاقيات مع نظيره سارجيو ماتاريلا في عدة مجالات استراتيجية وحيوية واقتصادية وثقافية، أهمها مشروع تصنيع السيارات والهيدروجين الأخضر وغيرهما.

وتعتزم إيطاليا استضافة رئيس الجمهورية هذه المرة، وفق ما ذكر السفير، كضيف شرف في النسخة التاسعة من المؤتمر الدولي "حوارات المتوسط"، الذي أطلقته إيطاليا في عام 2015، ويهدف إلى "تجاوز الفوضى" واقتراح "جدول أعمال إيجابي" في منطقة البحر الأبيض المتوسط، ومن المقرر انعقاده في 2 و3 نوفمبر القادم.

وكشف السفير أيضا أن الاستعدادات جارية لإقامة أسبوع الثقافة الجزائرية في إيطاليا في 4 مدن هي: ميلان وروما ونابولي وفلورنسا، مشيرا إلى أنهم يعملون على "ضمان تزامن هذه الأيام مع زيارة الرئيس تبون". كما تتزامن الزيارة المرتقبة مع احتفالات ذكرى اندلاع الثورة التحريرية، واعتبرها السفير في حديثه إلى الوكالة الاخبارية "صدفة مهمة ورمزية وليست مصادفة".

وتشهد العلاقات الثنائية بين روما والجزائر، في نظر الدبلوماسي، فترة غير مسبوقة تدل على التفاهم المتبادل والعلاقات الودية بين الرئيسين ماتاريلا وتبون، ويطبعها "انسجام وتقارب في وجهات النظر بين قادتنا حول القضايا الإقليمية والدولية".

وتابع طواهرية: "منذ عام 2021، نعيش في فترة من العلاقات الاستثنائية التي تفوق تقريبًا أي اتصال آخر مع بقية العالم، حيث أصبحت إيطاليا الشريك الرئيسي للجزائر على نطاق عالمي"، لافتا إلى أن الجزائر "وقفت إلى جانب إيطاليا خلال الأزمة الأخيرة في أوكرانيا، مما يدل على شراكة قوية وموثوقة".

وعاد السفير إلى التاريخ بالقول: "نحن ممتنون لإيطاليا على دعمها الودي، خاصة خلال التسعينات، عندما كانت واحدة من الدول القليلة التي دعمتنا في تلك الفترة الصعبة".

وتميزت الزيارة السابقة لرئيس الجمهورية إلى الجارة الأوروبية بـ "أهمية خاصة في تعزيز علاقات الصداقة التاريخية بين البلدين اللذين يتطلعان لبعث ديناميكية جديدة للحوار والتعاون الثنائي في عديد المجالات، وبخاصة الجانب الاقتصادي، ضمن رؤية جديدة للرئيسين تهدف إلى بعث ديناميكية جديدة للحوار والتعاون"، وفق ما ذكر يومها بيان لرئاسة الجمهورية.

وشملت زيارة الرئيس تبون إلى إيطاليا، التي يربطها بالجزائر اتفاق صداقة وتعاون وحسن جوار منذ أزيد من 18 سنة، العديد من الميادين، حيث تم توسيع الشراكة لتشمل، فضلا عن قطاع الطاقة، ميادين أخرى كالصناعة الميكانيكية والفلاحة والسياحة والتعليم العالي. بدوره أدى ماتاريلا زيارة دولة إلى الجزائر في نوفمبر 2021 وحظي باستقبال رسمي استثنائي.

وصرح تبون خلال ندوة صحفية مشتركة مع نظيره الإيطالي: "لقد اتفقنا على كل شيء"، مشيرا إلى "تطابق وجهات النظر بين الجزائر وإيطاليا في مجال التعاون الاقتصادي، خاصة في ميدان المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، لا سيما أن إيطاليا مشهورة بنسيجها الصناعي".

من جانبه، وصف ماتاريلا هذه العلاقات بـ "العريقة والقوية والاستراتيجية"، مؤكدا على إرادة البلدين المشتركة في تعزيزها أكثر فأكثر.

وإقليميا وعلى إثر المحادثات التي جرت على انفراد بين الرئيسين، أشار ماتاريلا كذلك إلى توافق بين البلدين حول جميع المسائل ذات الاهتمام المشترك، معربا عن استعداده لمواصلة التشاور السياسي حول المسائل الدولية والإقليمية، سيما حول الملف الليبي والوضع في منطقة الساحل.

كما تُوجت زيارة الدولة التي قام بها الرئيس الإيطالي بتوقيع اتفاقيات في مجالات التربية والعدل وحفظ التراث الثقافي، حيث تم فتح مدرسة دولية إيطالية بالجزائر العاصمة، وتوأمة بين المدرستين العُليَين للقضاء لكل من الجزائر وإيطاليا، اتفاق إطار بين المدرسة الوطنية العليا لحفظ الممتلكات الثقافية وترميمها والمعهد المركزي للترميم بروما. أضيفت إليها فيما بعد اتفاقية غاز مهمة بين سوناطراك ومجمع "إيني" تحت إشراف رئيس الوزراء السابق ماريو دراغي.

كما تجدر الإشارة إلى تنصيب مجموعة الصداقة البرلمانية الجزائر-إيطاليا مؤخرا بمقر المجلس الشعبي الوطني، للمساهمة في "تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين خدمة لمصالحهما المشتركة".

وعلى الصعيد الثقافي، تميز التعاون الثنائي بمشاركة إيطاليا هذه السنة كضيف شرف في صالون الجزائر الدولي 25 للكتاب (سيلا 2022)، ما أتاح للجمهور الزائر فرصة اكتشاف المنشورات الإيطالية وآدابها، من خلال العديد من الموائد المستديرة ودور الكتب.