Algeria
This article was added by the user . TheWorldNews is not responsible for the content of the platform.

ساسة باريس يختارون التأزيم مع الجزائر

بعد فترة قصيرة من الهدوء شهدتها العلاقات بين الجزائر وباريس، وجدت الجزائر نفسها مجددا عرضة لتهجم علني صدر هذه المرة من وزيرة الخارجية كاثرين كولونا، والتي وجدت أمامها وزير الخارجية أحمد عطاف الذي رد بشكل حاد ومباشر على تصريحاتها الاستفزازية بشأن مقاطع من النشيد الوطني.

بعدما قالت كاثرين كولونا إن النشيد الوطني الجزائري "قد تجاوزه الزمن"، رد وزير الخارجية أحمد عطاف عليها من روما، في مقابلة مع وكالة "نوفا" الإيطالية، قائلا إنه "مندهش من أن كولونا سمحت لنفسها بإبداء رأيها في النشيد الوطني قسما"، وقال متهكما "ربما كان يمكنها أن تنتقد أيضا موسيقى النشيد الوطني، ربما الموسيقى لا تناسبها أيضاً"، وأضاف عطاف: "يبدو أن بعض الأحزاب أو السياسيين الفرنسيين يرون أن اسم الجزائر أصبح سهل الاستخدام في الأغراض السياسية"، في إشارة منه إلى محاولة توظيف القضايا المتعلقة بالجزائر ضمن مناكفات اليمين الفرنسي السياسية، ومساعي الضغط على السلطات الرسمية، خاصة عند اقتراب المواعيد الانتخابية.

وعلق الوزير عطاف على تصريحات أدلت بها كاثرين كولونا، الجمعة الماضي، لقناة تلفزيونية فرنسية، قالت فيها إن النشيد الوطني "تجاوزه الزمن، لا أريد التعليق على نشيد أجنبي، لكن هذا النشيد كتب عام 1956 في سياق وظرف الاستعمار والحرب، ويتضمن كلمات قوية تعني فرنسا"، لذا لم يعد حسبها يتماشى مع الفترة الحالية، وبالتحديد بعد توافق البلدين على توطيد العلاقات.

ويعزز ردّ الوزير عطاف على تصريحات الوزيرة الفرنسية الاعتقاد بوجود أزمة حقيقية في العلاقات بين الجزائر وباريس، بعدما شهدت انفراجة بسيطة إثر مكالمة التسوية التي أجراها رئيس الجمهورية مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون في مارس الماضي، لتجاوز ما عرف إعلاميا بـ "أزمة بوراوي".

ويشار إلى أن جولة وزير الخارجية الأولى إلى أوروبا، والتي بدأت الاثنين، لا تشمل باريس، وهو ما يعزز الاعتقاد بفتور سياسي قائم بين الجزائر وفرنسا، وكانت مؤشرات الأزمة الجديدة قد برزت مع تعالي أصوات اليمين الفرنسي الداعية لإسقاط امتيازات الهجرة الممنوحة للجزائريين، بموجب اتفاقيات إيفيان، وبالتحديد اتفاق الهجرة الموقع سنة 1968.

في وقت كشفت السلطات الرسمية عن اجتماع استخباري جمع بين أجهزة فرنسا والمغرب وإسرائيل "لإثارة الفوضى في الجزائر"، كما قالت، يضاف إلى ذلك الغموض الدائر حول نتائج لقاء لجنة الذاكرة بداية الشهر الجاري، والذي يؤشر لوجود خلافات بين الأعضاء حول بعض المسائل.