Egypt
This article was added by the user . TheWorldNews is not responsible for the content of the platform.

وكيل كلية الدعوة لـ"أئمة وواعظات" الأوقاف: الخطابة إبداع وتواصل بين الخطيب ومستمعيه

الدكتور محمد الجندي
الدكتور محمد الجندي وكيل كلية الدعوة الإسلامية

عقدت أكاديمية الأوقاف الدولية، أمس الأربعاء، المحاضرة الثانية للدورة التدريبية لأئمة وواعظات من مصر وبوركينا فاسو، تحت عنوان "فن الخطابة"، حاضر فيها  الدكتور محمد عبد الدايم الجندي وكيل كلية الدعوة الإسلامية بجامعة الأزهر تحت عنوان: "فنون الخطابة"، بحضور الدكتور أشرف فهمي مدير عام الإدارة العامة للتدريب بوزارة الأوقاف.

وأشاد الدكتور محمد عبد الدايم الجندي في بداية المحاضرة بدور وزارة الأوقاف المصرية في دعم الفكر الوسطي الصحيح، مؤكدًا أن أئمة وواعظات الأوقاف مؤهلون للقيام بأمانة الدعوة على أكمل وجه.

وأضاف أن الخطابة هي فن يقوم بشكل أساسي على التحدث بشكل شفهي مع المستمعين من إقناعهم واستمالتهم لما يُقال، وأنها هي الواسطة بين الإرسال والاستقبال، بين قلب الداعية وعقل المستمعين، فهي فنٌ ومهارةٌ إبداعيةٌ ذوقيةٌ تقوم على التحدث الشفهي لإقناع المستمع واستمالة حواسه، مشيرا إلى أن الخطابة تتطلب شراكة إبداعية وتواصلًا بين الخطيب وجمهور المستمعين، بحيث لا يكون الداعية بمعزلٍ عن ثقافة الجمهور، ولغتهم، وواقعهم، فالخطيب الجيد هو من أجاد في جذب اهتمام المستمعين ومشاعرهم، بحيث يتلقون الرسالة بقلوبهم فضلًا عن أسماعهم.

كما أكَّد  وكيل كلية الدعوة، أن الداعية عليه أن يتعلم من أسلوب ومنهج القرآن الكريم في الدعوة، من حيث الوسطية، والاعتدال، والتدرج المنطقي للحديث والحوار، كما جاء في حوار القرآن الكريم مع الخالفين، حيث يقول الله (تبارك وتعالى): "أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَّا كَانَ لَكُمْ أَن تُنبِتُوا شَجَرَهَا أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ "، ففي الآية الكريمة تدرج منطقي في الحوار، بحيث يبدأ المتكلم بالمقدمات وينتهي بالنتائج.


وأضاف أن الداعية لابد أن يكون حسنَ السيرة، صادقَ اللهجة، معروفًا بالاستقامة والإخلاص، كما ينبغي له أن يتسم بطلاقة اللسان، ولباقة الحديث، وسرعة البديهة، والقدرة على استدراك الأمور، وأنه لابد عليه أن يحرص على حسن هيئته، والعناية بمظهره، حتى يستميل قلوب المستمعين، ويوصل دعوته إلى جمهوره بأسرع الطرق.

وأوضح أن الداعية الماهر لا ينبغي له أن ينقطع عن القراءة والاطلاع، ولاسيما في علوم القرآن والسنة، فهما الأساسُ لكل علمٍ، وفيهما الدليلُ على كلِّ فنٍ، فحفظ القرآن الكريم، ومعرفة السنة النبوية الشريفة أساسُ نجاحِ الداعية، وسرُّ توفيقه، كما أن الداعية الماهر لابد أن يمتلك المعرفة بعلوم الأدب، واللغة، والمنطق، ولا ينعزل عن العلوم الكونية.