Iraq
This article was added by the user . TheWorldNews is not responsible for the content of the platform.

بعد ازمتها بسبب حرق المصحف.. هل ستتخلص السويد من موميكا؟

وتوالت ردود الفعل العراقية المنددة بموافقة سلطات السويد على تكرار جريمة حرق المصحف الشريف على أراضيها وأمام السفارة العراقية في ستوكهولم، وسط إجماع من القوى السياسية على تأييد قرارات الحكومة حيال تداعيات الاعتداء على القرآن الكريم.

قوانين وديانات

الحكومة السويدية من جهتها، ادانت حرق المصحف، لكنها أكدت أن قوانين البلاد تكفل حرية التعبير والتجمع ولا يمكنها بالتالي عدم الترخيص لهذه التحركات.

وأشارت الى أنها ستدرس الخيارات القانونية لمنع التحركات التي تتضمن حرق النصوص في ظروف معينة.

وأيضا أسقطت السويد آخر قوانينها المتعلقة بالتجديف في السبعينيات، وقالت الحكومة إنها لا تنوي إعادة تطبيقها.

ومع ذلك، أعلنت الحكومة عن إجراء تحقيق في الإمكانيات القانونية لتمكين الشرطة من رفض تصاريح المظاهرات بسبب مخاوف تتعلق بالأمن القومي.

وأعلن رئيس وزراء السويد أولف كريسترسون في تصريح سابق تابعته (المدى) "أن حكومته ستبحث إجراء تغييرات تسمح للشرطة بوقف حرق الكتب المقدسة علنا إذا كان في ذلك تهديد واضح للأمن القومي".

بينما قالت ضابطة الشرطة البارزة بيترا ستينكولا بعد تجددت الاشتباكات، الإثنين الفائت، في ثالث أكبر مدينة في السويد بين عناصر الشرطة ومسلمين غاضبين على حرق جديد لنسخة من المصحف الشريف: "أفهم أن تجمعا عاما مثل هذا يثير مشاعر قوية، لكن لا يمكننا أن نتسامح مع الاضطرابات والتعبيرات العنيفة مثل تلك التي رأيناها"

أضافت ستينكولا: "من المؤسف للغاية أن نرى مرة أخرى أعمال عنف وتخريب في روزنغارد".

استنكار

مؤسسات إسلامية وعربية بارزة ودول عربية استنكرت، ما قام به سلوان موميكا.

اذ اعربت وزارة الخارجية السعودية، في بيان تلقته (المدى)، عن "إدانة واستنكار المملكة الشديدين لقيام أحد المتطرفين بحرق نسخة من المصحف الشريف عند مسجد ستوكهولم المركزي في السويد بعد صلاة عيد الأضحى المبارك".

وكذلك قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان، إن "إحراق نسخة من المصحف الشريف في ستوكهولم، فعل مخز يستفز مشاعر المسلمين حول العالم في أول أيام عيد الأضحى المبارك، ويتنافي مع قيم احترام الآخر ومقدساته، ويؤجج من مشاعر الكراهية بين الشعوب".

وأعربت مصر عن "بالغ قلقها إزاء تكرار حوادث إحراق المصحف الشريف وتصاعد ظاهرة الإسلاموفوبيا وجرائم ازدراء الأديان مؤخرا في بعض الدول الأوروبية"، مؤكدة "رفضها التام لكافة الممارسات البغيضة التي تمس الثوابت والمعتقدات الدينية للمسلمين".

وقالت وزارة الخارجية الكويتية، في بيان، إن إحراق نسخة من القرآن "خطوة استفزازية خطيرة من شأنها تأجيج مشاعر المسلمين حول العالم".

 

العراق اولا

أعربت الحكومة العراقية، في بيان، عن "شجبها واستنكارها الشديدين لما قام به بعض مرضى النفوس، من حرق نسخ من القرآن الكريم".

وطالبت السلطات العراقية نظيرتها السويدية، بتسليمها المواطن العراقي الذي قام بحرق نسخة من المصحف الشريف، بحسب بيان لوزارة الخارجية العراقية.

وأضافت أنها "ترى أن هذا العمل الشنيع الذي جرح مشاعر ملايين المسلمين بل أساء للشعوب الغربية نفسها، التي طالما تباهت باحتضان التنوع واحترام معتقدات الآخرين وحماية الأديان وحقوق معتنقيها"، ودعت الحكومات المعنية "إلى أخذ زمام المبادرة وردع هذه الحفنة من المتطرفين من الاستمرار في غيها ودفع الجميع نحو نتائج لا أحد يريدها".

ونقلت المصادر عن المتحدث باسم وزارة الخارجية العراقية أحمد الصحاف، إن "العراق طالب للسلطات السويدية بتسليم العراقي الذي وجه إهانة للقرآن الكريم".

وأضاف الصحاف في بيان أن "الشخص الذي قام بتوجيه إهانة للقرآن الكريم عراقيّ الجنسية".

وأوضح: "لذا نطالب السلطات السويدية بتسليمه للحكومة العراقية لمحاكمته وفق القانون العراقي"، بحسب ما نقلت عنه الوكالة العراقية.

اما المغرب فأعلن عن استدعاء سفيره إلى السويد "للتشاور لأجل غير مسمى"، وكذلك استدعت وزارة الخارجية المغربية القائم بالأعمال السويدي حيث عبرت عن "إدانة المملكة المغربية بشدة لهذا الاعتداء ورفضها لهذا الفعل غير المقبول"، وفقا لوكالة الأنباء المغربية الرسمية.

ومن جانبه، جدد الأزهر الشريف، عبر تويتر، الدعوة لـ"مقاطعة المنتجات السويدية"، وطالب الحكومات الإسلامية بـ"اتخاذ مواقف جادة وموحدة تجاه انتهاكات حرق المصحف"، وطالب الأزهر دور الفتوى وهيئات الإفتاء في العالم بـ"إصدار فتوى بوجوب مقاطعة المنتجات السويدية ومنع استخدامها نصرةً للمصحف الشريف".

وذكر أن "سماح السلطات السويدية للإرهابيين المتطرفين بحرق المصحف وتمزيقه في عيد المسلمين لهو دعوة صريحة للعداء والعنف وإشعال الفتن، وهو ما لا يليق بأي دولة متحضرة أو مسؤولة عن قراراتها".

وقال إنه "يأسف من أن تصدر هذه القرارات الداعمة للتطرف من مؤسسات وهيئات لطالما تباهت باحترام التعددية وصورت نفسها حامية للحريات في حين يكشف الواقع أن هذه الصورة المزيفة لا تعدو إلا أن تكون مجرد شعارات وأن حقوق المسلمين في هذه الدول لا زالت محل نظر".

السويد تحاول الخلاص

وكالة الهجرة السويدية أعلنت أنها تعيد النظر في تصريح إقامة اللاجئ العراقي، سلوان موميكا، الذي كان وراء تدنيس القرآن في ستوكهولم في الأسابيع الأخيرة الأمر الذي أزعج المسلمين في جميع أنحاء العالم.

وذكرت وكالة الهجرة أنها تعيد فحص وضعه كمهاجر بعد أن تلقت معلومات من السلطات السويدية تتيح مبرراً لفحص ما إذا كان يتعين إلغاء وضع الرجل في السويد.

وقال متحدث باسم الوكالة في بيان تابعته (المدى)، إنه "إجراء قانوني يتم اتخاذه عندما تتلقى وكالة الهجرة السويدية مثل هذه المعلومات، ومن السابق لأوانه قول أي شيء عن نتيجة القضية"، مضيفاً أنه ليس بوسع الوكالة ذكر أي تفاصيل أخرى بسبب مسائل تتعلق بالسرية.

وكالة الأنباء السويدية أفادت بأن الرجل لديه تصريح بالإقامة المؤقتة في السويد ومن المقرر أن تنتهي صلاحيته في عام 2024 لكن الوكالة تعيد النظر في موضوعه الآن.

يذكر ان عمليات حرق عدد من المصاحف وتدنيسها في السويد تكررت في الأشهر الماضية، وهو ما جلب على البلاد انتقادات شديدة، وصلت حد قطع العلاقات الدبلوماسية مع دولة مثل العراق، كما استدعت دول أخرى ممثلي السويد للاحتجاج على الفعل.