أسفرت العاصفة العاشرة التي ضربت العراق خلال شهرين فقط، عن نقل مئات الأشخاص إلى المستشفيات بسبب مشكلات في الجهاز التنفسي. وقد حثت السلطات العمال على البقاء في منازلهم.
وجاء التحذير بعد أن تسببت العاصفتان الترابيتان السابقتان في وفاة شخص في العراق ودخول نحو عشرة آلاف شخص إلى المستشفيات بسبب صعوبات في التنفس.
كما حول الغبار السماء إلى اللون البرتقالي في البلدان المجاورة، بما في ذلك الكويت والسعودية يوم الاثنين. ونتيجة لذلك، توقفت الرحلات الجوية في مطار الكويت الدولي للمرة الثانية هذا الشهر.
ومع ذلك، يبدو أن العواصف الترابية تشكل تهديداً بالنسبة إلى العراق أكثر من دول أخرى مجاورة، وفقاً لجعفر الجوذري، وهو عالم الآثار الجيولوجية في جامعة القادسية ببغداد.
وقال الجوذري إن “العواصف كانت هوجاء للغاية بسبب التصحر وانخفاض معدل هطول الأمطار في العراق، حيث صنفته الأمم المتحدة من الدول الخمس الأكثر عرضة لتأثيرات تغير المناخ”.
وقال إنها “قضية تشمل المنطقة بأكملها، لكن لكل دولة درجة مختلفة من الضعف [مكامن ضعف مختلفة]”.
وأضاف “بسبب 17 عاماً من سوء إدارة المياه والتوسع العمراني فقد العراق أكثر من ثلثي غطائه الأخضر، ولهذا السبب يشتكي العراقيون من العواصف الترابية في مناطقهم أكثر من الشعوب الأخرى”.
ونظراً للأوضاع الحالية المتدهورة، حذرت وزارة البيئة العراقية من احتمال حدوث أكثر من 300 عاصفة ترابية سنوياً بحلول عام 2050.
وفي مطلع العام الحالي، قال عيسى الفياض، أحد كبار المسؤولين في الوزارة، إن “الزيادة في عدد العواصف نجمت من تضاؤل الموارد المائية في البلاد، ونحو 70 في المئة من الأراضي الزراعية في البلاد معرضة لخطر التصحر”.
وأضاف “يتسبب شح المياه في استمرار تقلص المساحات الخضراء في العراق بسبب تغير المناخ، وأدى التأخر في التمويل، إلى التأخير [الإرجاءات] في إنشاء الأحزمة الخضراء في العراق”.
وجاءت تعليقاته في أعقاب نشر تقرير للبنك الدولي في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، حيث حذر من أن انخفاض إمدادات المياه في العراق بنسبة 20 في المئة يمكن أن يخفض الناتج المحلي الإجمالي للبلاد بنسبة تصل إلى أربعة في المئة.
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط