Jordan
This article was added by the user . TheWorldNews is not responsible for the content of the platform.

هل تواجه اللغة العربية حملة ممُنهجة لإضعافها؟

#سواليف

هل تواجه اللغة العربية حملة ممُنهجة لإضعافها؟

كتبت .. #ريم_زايد

تراجعت #اللغة_العربية بسكل ملحوظ بين أفراد الجيل الحالي، وتنحدر المستويات في تداولها، فلم يعد إلا القليل ممن يحكي الفصحى منها.

وأدى هذا التغوّل الواضح على مصطلحاتها وتركيباتها اللغوية لتراجع في استخداماتها، ووضع اللغة العربية في مأزِقٍ مع متحدثيها الذين تتجاوز نسبتهم من إجمالي سكان العالم 6.6%.
تحتل اللغة العربية المركز الخامس من أكثر لغات العالم نطقًا، وعند الوقوف على أسباب انحدار تداول اللغة العربية عند الجيل الحالي خاصةً، تحدث الدكتور في علم اللغة في جامعة فيلادلفيا يوسف ربابعة بأسفٍ عن أسباب ما تجابهه اللغة من متغيرات اجتماعية، أدت إلى تراجع مستواها.
المناهج المدرسية سبباً لإضعاف اللغة العربية

وبحسب ربابعة “هناك تراجع ملحوظ بمستويات العربية”، ومن هذه الأسباب برأيه “المناهج المدرسية التي تُصعب منهجيات #التعلم، وعدم التدقيق في مدى صعوبتها على الطلبة في المؤسسات التعليمية”.

ويضيف، تنتشر اللغة بتوافر علومها ومعارفها، فاليوم ما إن بحثت عن مصادر المعلومات على شبكة الإنترنت، لن تجد إلا مصادر اللغة الإنجليزية متوفرة بكثرة وبشكل دقيق، ما يشير إلى “أن العربية لم تعد تشارك في إنتاج المعرفة، ما أدى لإضعاف دورها”، بحسب ربابعة.

وعن مفهوم “الدياجلوسيا” والذي يعني ازدواجية اللغة، والذي يراه خبراء الاجتماع يعبّر عن الحالة المجتمعية التي تعيشها الشعوب في ظلِ تراجع اللغة العربية. يعبّر ربابعة عن الشريحة الاجتماعية التي تتصدر قائمة ازدواجية اللغة.
ويقول: “الازدواجية في استخدام اللغة يكثر في المجتمعات الغنية على وجه التحديد، فيرونها نوعاً من الرفعة والعلو”، ويعتبر “أن تعرض الشخص للغة أجنبية مع اللغة العربية منذ صغره، يؤدي لتشويه اللغة العربية الأم”.
وفي تعدد الأنظمة التعليمية الموجودة في المدارس، اختلال لتداول العربية، فبحسب ربابعة إن إضعاف العربية يعود لتوجه المدارس لإدخال أنظمة التعليم الإنترناشونال.
شرط اللغة الإنجليزية.. للحصول على وظيفة
وكان للأسباب الاقتصادية التي رهنت الحصول على وظيفة راقية بإتقان الإنجليزية لا العربية، سبباً جلياً في جعل الإنجليزية مطمعاً.
ويصف إجحاف المسمى المُطلق على اللغة العربية معلقاً “كلمة تراجع تراجع اللغة العربية غير مُنصف”، لأنها لا تزل تستخدم على المستوى الاستعمالي البسيط في كل الدول العربية.
يقارِن ربابعة بين استعراض المؤسسات التعليمية لمحتويات الكتب العربية والأجنبية، إذ أن برأيه “كتاب اللغة العربية يُعرض بالأبيض والأسود، واللغة الإنجليزية أو الفرنسية يحتوي تصاميم جاذبة وإخراجات فنية جيّدة”.
“إننا ندرس العربية بطريقة تقليدية قديمة، وحتى طرح المواضيع في المدارس يتم حسب الصفوف وليس حسب المستوى”، ومن جانبه يعبر ربابعة أن “الطالب يدرس في الصف الرابع على سبيل المثال إلا أن مستواه في العربية في الصفِ الأول”.
ويضيف، “كان لمواقع التواصل الاجتماعي تأثيراً على إضعاف المستويات العليا من اللغة العربية الفصحى”، فعادةً ما يتداول مستخدموها العربية المحكية بمستواها البسيط في عبارات التهنئة والعزاء وغيره.
تعلم الإنجليزية.. لسد الفجوة التي يعيشها العربي.

وفي سياقِ ذكر الأسباب التربوية التي تجابهها اللغة العربية، يرى الخبير التربوي ذوقان عبيدات أنها تراجعت لأسباب ذاتية وموضوعية، “بدءًا من شعور العربي بالفروق الهائلة بين المستوى الحضاري للأمة العربية والمستوى الحضاري للدول الأجنبية” فيجعله محاولاً لسد الفجوة من خلال إتقان اللغة الإنجليزية وإهمال العربية.
وفي محاكاة لجعل فرص المستقبل مقتصرة على التوظيف بإتقان اللغة الإنجليزية سيصبح إهمال العربية توجها ممُنهجا، من قبل جيل الشباب الساعي للحصول على وظيفة في أحد المجالات.
ويدين عبيدات المناهج المؤسسية في المدارس والجامعات قائلاً: “أسباب الميل في الابتعاد عن اللغة العربية، أن المعلمين لم يتوصلوا لمناهج جاذبة تُسهل اللغة”.
“لا يزل التعقيد هو منهاج التعلم في المدارس العربية، إذ يعتمدون الكم لا الكيف”، بحسب عبيدات، وينوه عبيدات “الحشو الموضوع في المناهج لن يكسب اللغة إلا ضعفاً في تداولها”.

“التراجع الواضح في اللغة العربية مُسجَل موضوعياً، وما يسمى بفقر التعلم يُقصد به اللغة العربية بالدرجة الأولى”، بحسب عبيدات.
ويعتبر عبيدات “أن تداول اللغة العربية يكمن في التخلص من تعقيداتها، وأن تعليم اللغات الأجنبية في المناهج غير جامد كما العربية، بل فيه من السهولة والتطور ما يمّكن المُتعلم من الإقبال عليه”.
نصوص جاهلية لطلبة المدارس.. يفاقم القضية
المناهج العربية في المؤسسات التعليمية ليست سهلة التعلم، إذ ينتقد عبيدات صعوبة النصوص الواردة في مناهج اللغة العربية قائلاً: “تقدم المناهج نصوصاً جاهلية لا يفهمها حتى المعلمون”.
وفي طرح الحلول التي تمكن اللغة العربية ألا تزول فيقترح عبيدات “أن تتحرر اللغة في عقول العرب لتقديم تنازلات تطور مضامين اللغة وتدريسها، وإدخال أساليب تدريس جديدة على اللغة”.
وتشير خبيرة علم الاجتماع الدكتورة المصرية هالة منصور، إلى أن “تراجع اللغة العربية يعود لعدم الاهتمام الكافي فيها وعدم الإحساس بجمالها، واعتبار التحدث باللغات الأجنبية جزءًا من التميز والوجاهة الاجتماعية”.
وتلفت إلى أن المؤثرين وقادة الرأي العام وأصحاب المكانة العلمية والإدارية في الدول العربية، يكثرون استخدام الألفاظ الأجنبية في تعبيراتهم ما أثر على مخرجات التوجهات اللغوية للجيل الحالي.
وبالرغم من أن اللغة العربية أكثر ثراءً بالمرادفات والتعابير من اللغات الأخرى، إلا أن عدداً من المدارس يستقطب مدرسين أجانب تعبيراً عن تميّزهم في التعامل مع طلبتهم، عدا عن الأهل الذين يعتقدون أن التحدث مع أبنائهم في اللغة الأجنبية هو نوع من الارتفاع الطبقي والتميز، ما راجع من دور اللغة العربية وأهميتها بحسب منصور.
“المُربيات الأجنبيات”.. يضعفن العربية منذ النشأة

“وجود المربيات الأجانب، وترك الأبناء معهم لفترات طويلة” كان له جانبا أساسيا في إضعاف المخزون اللغوي في أذهان الطلاب، في رؤية منصور.

وتعتبر منصور أن “التغول على اللغة العربية لا بد من الوقوف على أسباب وانعكاساته على الجيل الحالي، ودوره في إضعاف الهوية العربية وتعزيز الغزو الثقافي”.