Jordan
This article was added by the user . TheWorldNews is not responsible for the content of the platform.

الاستثمارُ في الأبناءِ

مقالات ذات صلة

الاستثمارُ في الأبناءِ

أ. #جمال_الحداد/ أخصائي في السلوك الإنساني.

تُعدُّ العمليةُ التعليميةُ عملية مستمرة لا تتوقفُ أو تنقطع بحلول وقت الإجازة، وإذا توقفت #عملية_التعلم فقد يتم فقدُ المهاراتِ التي قد اكتسبها #الطالب مسبقاً، فلا بد من الصيانة الدورية لجميع المهارات المكتسبة.
و تقع مسؤولية #الآباءِ و #الأمهات على تنظيم هذه العملية خلال فترة #الإجازة، مثل جدولة الأيام بمهام تساعد على تنمية المخزون المعرفي والمهاري لدى الأبناء.
فلا بد للآباء من إدراك حقيقة تقدم أبنائهم في المنظومة التعليمية كاملة دون الإغفال عن أي جانب، فنحتاج إلى هيكلة نظامنا اليومي، وفق نظام مخطط له.

نتحدث مثلا عن الجانب الأكاديمي الذي ينطلق من خلاله #الطالب في مساره التعليمي ثم المهني، وفي وقت الإجازة لا بد من استذكار جميع العلوم الأساسية بتبسيط وتسهيل دون تعقيد وتوبيخ ،كتحديد ساعة ونصف يوميا مثلا لمراجعة ما أتقنه الطالب مسبقا. ولا يكفي التركيز على الجانب الأكاديمي فقط، فالجانب الاجتماعي والتعاوني والتواصل الفعال هو الذي يخلق توازنا في جودة حياة الطالب، فمثلاً زيارة الأقارب والأصدقاء والجلوس معهم والتحدث إليهم تصنع خبرة، وتضيف آفاق جديدة للأبناء، فضلا عن تعويدهم على صلة الرحم.

وإنّ عدم جدولة المهام وتنظيمها والسير وفق خطوات في يومنا الذي نعيش فيه، يُعدّ أحد مسببات الفشل؛ فلو كنا نطمح بأبناء متميزين ناجحين في مسارهم التعليمي والمهاري فلنركّز أولا على التنظيم، الذي من خلاله نسير نحو ما يسمى باستثمار الأبناء، وتُعدّ الإجازة فترة جوهرية وحرجة لإكساب أبنائنا هذه مهارة.

فلا بد لنا أولاً من النوم باكرا والاستيقاظ مبكرا لإنجاح هذه العملية.

ولا بد أيضاً من شمول يوم أبنائنا على تنميه العمليات المعرفية وزيادة الانتباه لديهم، لأن ذلك يعكس تقدماً وفارقاً كبيراً في تفوقهم الأكاديمي والاجتماعي، ويُعدّ الانتباه هو المحور الأساسي والبنائي لكافة مهارات التعلم، فلا بد لنا من تنمية هذا الجانب لأبنائنا وتوخي الحذر من معوقاته، والانتباه هو التركيز في مثيرات محددة لغايات التعلم أو اللعب، وإذا كان الانتباه غير موجَّه نحو مثيرات محددةٍ وانتقائية فسينعكس ذلك على محدودية التعلم .

وهذا الجانب يتم تطويره عن طريق تقديم أنشطة تعليمية ممنهجة بشكل تسلسليّ وتدريجيّ، فمثلا شراءُ لوحاتٍ خشبية صغيرة وألوان مناسبة وتعلم الفن والرسم المبسَّط يُعدّ من الأنشطة المفيدة جدا، وعند اللعب لا بد للآباء من اختيار الألعاب التي تنعكس بالفائدة على أبنائهم، كالألعاب التنافسية والتشاركية والمشتملة على روح التحدي؛ وذلك مثل الشطرنج، فإن تعلُّم هذه اللعبة ينعكس بالفائدة على الصعيد العقلي المهاري والاجتماعي؛ كالتخطيط والتنظيم واتخاذ القرار وعلى التريُّث والصبر، فهذه المهارات يستهلكها الإنسان في واقعهِ العملي، وهنالك العديد من الألعاب المشابهة.

أما الانغماس في الواقع الافتراضي فيشكّل خطراً حقيقياً على الإنسان؛ فقد يُدمن بعض الطلبة في استهلاكهم لها، وقد ينعزلون عن واقعهم الحقيقي، والاستمرار في ذلك ربما يشكل إعاقة للفرد في تفاعلة مع واقعه الاجتماعي والتعليمي والمهني، والانغماس في ذلك العالم كفيلٌ بأن يفككَ ويهدم ما اكتسبه الطالب من مهارات وخبرات، وتقع مسؤولية الآباء و الأمهات في ذلك مع أبنائهم، ففي فترة الإجازة قد يزداد الطلبة في استخدامهم الألعاب والبرامج الإلكترونية، والتي تشكل خطراً خفياً عليهم.

وأخيراً، لا بد لنا من التركيز على العناصر الأساسية التي تحدد لنا نوعية حياتنا؛ فالأفكار التي بداخلنا، والكلام الذي نستخدمه في الحديث، والأهداف التي نحددها لأنفسنا، إلى جانب الرياضة التي نمارسها، والغذاء الذي نتناوله، وساعات النوم التي نقضيها، وكذلك البيئة التي نعيش فيها، علاوة على العلاقات التي نتفاعل معها، كل ذلك مسؤول عن مشاعرنا ويحدد إيجابية حياتنا من عدمها.

00971505258086
alhaddadjamal440@gmail.com