Morocco
This article was added by the user . TheWorldNews is not responsible for the content of the platform.

دراسة تكشف مساهمة تحويلات الجالية في تغيير نمط السكن بإقليم الدرويش

دراسة تكشف مساهمة تحويلات الجالية في تغيير نمط السكن بإقليم الدرويش
صورة: أرشيف
هسبريس - حمزة فاوزي

“لعبت الموارد المالية القادمة من الخارج دورا مهما في انتقال المسكن الريفي من الاحتماء بالمرتفعات إلى الاستقرار بالمنخفضات، وفي تحول ساكنة حوض بودينار بالشمال الشرقي بإقليم الدرويش نحو سلوكيات استهلاكية”، كانت هاته خلاصة دراسة جديدة لمجلة العلوم الاجتماعية التابعة للمركز الديمقراطي العربي.

الهجرة نحو ضيعات فرنسا بالجزائر

الدراسة، التي تحمل عنوان “دور الهجرة الدولية في التحولات السوسيو –مجالية بإقليم الدرويش (حالة حوض بودينار)”، بينت أن “الهجرة الدولية ساهمت في تقليص حدة الأزمات، التي تعرفها هاته المنطقة بسبب توالي مواسم الجفاف وتراجع مردودية القطاع الفلاحي”.

وأورد المصدر ذاته أن “منتصف القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين كان المرحلة الأولى لهجرة ساكنة بودينار نحو الخارج، تحديدا الجارة الشرقية الجزائر، بهدف العمل بشكل موسمي في الضيعات الفرنسية، إذ كان يشكل ذلك بديلا للجفاف الذي أصاب المنطقة”.

وأضاف الدراسة ذاتها أن “الهجرة نحو الضيعات الفرنسية بالجزائر كانت تتم خلال موسمي الحصاد والحرث من قبل قبائل شمال الدرويش (بني توزين، تمسمان، بني سعيد، بني أوليشك)، قبل أن تأتي فكرة الاستقرار هناك مع تزايد نسب الاستغلال الاستعماري الإسباني للأراضي الريفية”.

مع الاستقلال وتراجع نسب هجرة الإنسان البوديناري نحو الجزائر، عاد إلى الريف مجددا؛ لكن ضعف استيعاب الدولة المغربية لهذا العدد الكبير من اليد العاملة دفع إلى تشجيعهم على العمل بأوروبا، لتبدأ رحلة جديدة من الهجرة بدأت في الأول بشكل فردي، ثم بعدها بشكل عائلي وذلك بنحو دائم عكس الهجرة الموسمية تحو الجزائر، ما نتج عن الأمر ظهور قوارب الهجرة السرية والتي أثرت في نمط العيش والسكن بحوض بودينار”، قال المصدر سالف الذكر.

الهجرة نحو أوروبا

الدراسة التي أعدها عبد الكريم سومع، الأستاذ بجامعة محمد الأول بوجدة، رصدت أن “الهجرة نحو أوروبا انعكست بشكل قوي على ساكنة بودينار، حيث تم التخلي عن نمط العيش في الجبال، ثُمّ اللجوء إلى البناء في المنخفضات مع ظهور الطرق الرئيسية، والمراكز التجارية تحديدا بدوار بودينار وكرونة”.

من خلال استجواب 80 في المائة من المشاركين في الاستطلاع الميداني للدراسة سالفة الذكر، فإن “المساكن الجديدة عمرها لا يتجاوز 50 سنة”، مبرزة أن “جل الموارد المالية التي تم توظيفها قصد البناء كانت من الخارج، سواء من خلال العمل في أوروبا أو تدفقات الأقارب المهاجرين”.

“ساهمت تدفقات الأقارب المهاجرين في تحسين مدخول أسر حوض بودينار، ونتج عن ذلك تعديلات في المنازل، ومشاريع جديدة كالمقاهي والأفران والمحلات التجارية…، وهي الأنشطة التجارية التي أصبحت تفوق مداخيل الأسواق الأسبوعية بالمنطقة “، قال المصدر ذاته.

نمط سكني جديد

من الآثار الأخرى للتدفقات المالية من الأقارب المهاجرين بالخارج، حسب المجلة سالفة الذكر، “وجود تفكك في الروابط العائلية ببودينار، وتراجع الأسر ذات الطابع الأبوي؛ ما ساهم في ظهور السكن الفردي، وتراجع نمط السكن التقليدي الذي يضم أكثر من أسرة، والذي تزامن معه تزايد هجرة ساكنة الدواوير نحو هاته التجمعات السكنية الجديدة قصد الاستفادة من الخدمات المتاحة”.

في السياق ذاته، فصلت الدراسة ذاتها دور عائدات الهجرة الدولية في تطور التجمعات السكنية بمنطقة بودينار، إذ “يعمد جل المهاجرين إلى تخصيص ثلثي العائدات المالية القادمة من الأقارب بأوروبا للبناء أو شراء مسكن جديد، سواء بالدوار أو بمراكز السكن الجديدة أو في مدن قريبة؛ الأمر الذي ساهم في تزايد عدد السكان بشكل لافت”.

في الأخير، خلص المصدر ذاته إلى أن “هذا التطور المجتمعي الجديد بمنطقة بودينار دفع الدولة إلى توفير المرافق العمومية والخدمات الإدارية”.

الجالية المغربية الدرويش الهجرة
تابعوا آخر الأخبار من هسبريس على Google News

النشرة الإخبارية

اشترك الآن في النشرة البريدية لجريدة هسبريس، لتصلك آخر الأخبار يوميا

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي هسبريس