Saudi Arabia
This article was added by the user . TheWorldNews is not responsible for the content of the platform.

في الذكرى الثامنة لسيطرة تنظيم الدولة على الموصل إلى أين تسير الأمور؟

8 سنوات تمر على ذاكرة الموصل (شمالي العراق) بعد أن اجتاحها تنظيم الدولة الإسلامية في ساحليها الأيسر والأيمن، فمشاهد الدماء والقتل وتدمير البنى التحتية لا تزال في أذهان سكان المدينة، الذين استذكروا أمس الجمعة الذكرى السنوية لسيطرة التنظيم على مدينتهم.

وجاء سقوط الموصل (ثاني المدن العراقية الكبيرة) بعد أن تركتها القوات الأمنية في التاسع والعاشر من يونيو/حزيران 2014 وحيدة في مواجهة أرتال تنظيم الدولة الذي سيطر على المدينة بلا مقاومة حقيقية من القوات الأمنية.

نستذكر ولا ننسى ما جرى في الموصل وسبايكر قبل 8 سنوات، ولنا فيه عبرة ودروس حتى لا تتكرر أخطاء الماضي.
الحقيقة تتطلب الشجاعة كي نمضي في حفظ العراق، وترميم جراحه.
لداعش العار والهزيمة، وللعراقيين شرف الانتصار للحياة، ومواجهة الإرهاب والتطرف. pic.twitter.com/q3bddxj3Vh

— Mustafa Al-Kadhimi مصطفى الكاظمي (@MAKadhimi) June 10, 2022

استذكار

واستذكارا لما جرى قبل 8 سنوات، قال رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي في تغريدة على تويتر "‏نستذكر ولا ننسى ما جرى في الموصل وسبايكر قبل 8 سنوات، ولنا فيه عبرة ودروس حتى لا تتكرر أخطاء الماضي".

وأضاف أن "الحقيقة تتطلب الشجاعة كي نمضي في حفظ العراق، وترميم جراحه، لداعش العار والهزيمة، وللعراقيين شرف الانتصار للحياة، ومواجهة الإرهاب".

من جانبه قال محافظ نينوى نجم الجبوري لوكالة الأنباء العراقية (واع)، إن حجم الدمار الذي تعرضت له نينوى خلال اجتياح التنظيم كان كبيرا جدا، حيث إن جميع الدوائر والمؤسسات والمدارس ومراكز الشرطة بالإضافة إلى مطاري الموصل والقيارة والجسور ومرافق الحياة دمرت بالكامل.

إعادة البناء

وبين الجبوري أن الخبراء أكدوا أن إعادة إعمار نينوى يتطلب عشرات السنين، بالإضافة إلى أنه يحتاج من 15 إلى 30 مليار دولار.

وأشار إلى أن نينوى شهدت ثورة عمرانية في عامي 2019 و2020 عبر إعادة جميع الجسور المدمرة باستثناء اثنين، مؤكدا السعي لإنجازهما قبل نهاية العام الجاري.

ولفت إلى أنه تم بناء 335 مدرسة في المحافظة منذ عام 2019 وحتى الآن، وأن 7 مستشفيات أعيدت في نينوى، بالإضافة إلى بناء الأسواق الحديثة والتراثية. وأعرب عن أمله بإعادة بناء مطار الموصل، مشيرا إلى "أن أموال بناء المطار مرصودة ومتوفرة من الأموال المجمدة".

إصلاحات

وعند انتزاع القوات العراقية السيطرة على الموصل من تنظيم الدولة التي استمرت أكثر من 9 أشهر، واجه سكانها كارثة إنسانية؛ فأعداد القتلى والجرحى بعشرات الآلاف، ويربو عدد من فروا من منازلهم على أكثر من مليون، واندثرت أحياء بأكملها وسويت منازلها بالأرض، في حين لا تزال بعض البنى التحتية الأساسية مدمرة بالكامل.

وتشير التقديرات إلى أن كلفة اجتياح تنظيم الدولة لأجزاء من العراق كبيرة تمثّلت في مقتل وإصابة أكثر من 300 ألف مواطن، بينهم ما لا يقل عن 200 ألف مدني، وفقدان نحو 30 ألفا آخرين، بالإضافة إلى تهجير الملايين، وتدمير أكثر من 48 مدينة.

Harsh conditions continue in Mosul's Hazir and Hasan Sam camps
نازحون من الموصل لا يزالون يعيشون في مخيمات على أطرافها (وكالة الأناضول)

رسائل طمأنة

وعن الاستقرار الأمني أكد الجبوري أن نينوى تشهد استقرارا أمنيا كبيرا، وهذا ما حقق تسهيل فرص الإنجاز في إعادة إعمارها.

وتحرص الحكومة العراقية على طمأنة السكان، وذلك بتأكيد قدرة الدولة على ضبط إيقاع الأمن المضطرب في شتى المناطق، بما فيها الشريط الحدودي العراقي السوري، الذي يؤثر على أمن نينوى التي جربت سيطرة تنظيم الدولة عليها قبل سنوات.

وفي حديث سابق للجزيرة نت، أكد اللواء يحيى رسول الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية حرص الدولة على حفظ الأمن في نينوى والمناطق والأقضية المحيطة بها، وصولا إلى الحدود السورية، وفق إستراتيجية أمنية قائمة على مبدأ التعاون بين المواطن والقطعات العسكرية، خاصة تلك التي تتعلق بالاستدلال على الخلايا التابعة للتنظيم، وفق قوله.

وأشار رسول إلى أن الجيش العراقي يركز في الوقت الراهن على تأمين الحدود وتكثيف الجهد الاستخباري لمنع تكرار سيناريو اختراق تنظيم الدولة للمحافظة من جديد.

العبد ربه: المتهمون بالتقصير يقدر عددهم بالمئات لكن عددا قليلا منهم فقط خضعوا للمحاكمة (الجزيرة نت)

إدانة مع وقف التنفيذ

وفي كل استذكار لهذا الحدث يُطلب من الحكومة العراقية الكشف عن سبب تجميد ملف التحقيق في سقوط الموصل، وعدم محاسبة المتورطين رغم إدانتهم في التحقيق الرسمي الذي تبناه البرلمان العراقي عام 2015، وصادق عليه، وأرسله للقضاء بمذكرة رسمية. وحمل التقرير النهائي للبرلمان 25 شخصية مسؤولية سقوط الموصل وقتها.

ويعلق محمد نوري العبد ربه عضو لجنة التحقيق بسقوط المحافظة للجزيرة نت أن المتهمين بالتقصير يقدر عددهم بالمئات، لكن عددا قليلا منهم خضعوا للمحاكمة، ولا يتجاوزون 4 أشخاص، أما بقية المقصرين فقد خضعوا لتوافق وتسوية سياسية من قبل جميع الأحزاب المشاركة في السلطة.

وأضاف أن بعض المتورطين في كارثة نينوى تسلموا مناصب رفيعة في الدولة.

A general view of the Old City of Mosul
المدينة القديمة في الموصل لا تزال تعاني الإهمال (رويترز)

إهمال خدمي وإنساني

وتقدر تقارير سابقة لمجلس النواب العراقي تدمير نحو 90% من البنى التحتية في محافظة نينوى، ورغم اعتبار مجلس النواب المحافظة مدينة منكوبة فإن التخصيصات المالية كانت قليلة، ولا ترقى لمستوى الكارثة التي حلت بالمحافظة.

وأشارت التقارير إلى أن إعادة إعمار محطات الكهرباء والمجمعات الطبية إضافة إلى محطات المياه يحتاج إلى 15 مليار دولار، في حين ذكر نائب في البرلمان السابق أن المبالغ الإجمالية لإعادة إعمار المحافظات المتضررة من الحرب ضد تنظيم الدولة تقترب من 100 مليار دولار.

أما على الصعيد الإنساني، فلا تزال أعداد كبيرة من النازحين موجودين في إقليم كردستان العراق، وكذلك في دول الجوار، فضلا عن أعداد أخرى ممن هاجروا إلى أوروبا ولم يعودوا.

وفي لقاء سابق مع الجزيرة نت أشار عضو لجنة التحقيق في سقوط الموصل محمد العبد ربه إلى وجود سلبيات تتمثل في عمليات ابتزاز وسيطرة على اقتصاد المحافظة تمارسه الهيئات والمكاتب الاقتصادية لبعض الأحزاب والأجنحة المسلحة، مما يتوجب على الحكومة مراقبة هذه الأفعال والحد منها.