هذا العرض الأوركسترالي الذي حضرته أعداد جماهيرية محترمة من محبي الموسيقى الكلاسيكية، هو نتاج دورة تكوينية في القيادة الأوركسترالية نظمتها جمعية "ليسوليست" بمقرين بالتعاون مع سفارة النمسا بتونس من 26 إلى 31 مارس بإشراف المايسترو النمساوي "مانفريد مانساور.
وتداولت على قيادة المجموعة الأوركسترالية كل من شيماء عجايلية وفرح بن يوسف وإيمان تريكي وإيمان مجاهد ومريم وسلاتي وأميرة غيث ومريم عواضي ومريم علوش، وتمّ اختيارهنّ من ضمن 13عازفا شاركوا في هذه الدورة التكوينية، وهن من تلامذة معهد الأوركستر السمفوني بمقرين الذي بعث قسما خاصا يُعنى بتدريس القيادة الأوركسترالية في جانفي من السنة الحالية.
وأفاد المدير الفني للأوركستر السمفوني بمقرين أشرف بالطيبي، في تصريح لوكالة تونس افريقيا للأنباء، أن فكرة الاهتمام بتكوين عازفين في القيادة الأوركسترالية نابعة من عدم توفر هذا الاختصاص في المعاهد الموسيقية التونسية، مبرزا أن قيادة الأوركستر السمفوني تختلف عن قيادة فرقة موسيقية تعزف نوتات تونسية أو عربية، "فقائد الأوركستر السمفوني ينبغي أن يكون أكثر تركيزا وحضورا ذهنيا وكل حركة تصدر عنه لا بدّ أن تكون دقيقة".
وقال إن تدريس هذا الاختصاص في تونس يعتبر تحدّيا بالنسبة إلينا بما أنها التجربة الأولى وطنيا، ثم إن هذا الاختصاص يتطلب معارف نظرية ومهارات تطبيقية في شتى مجالات الموسيقى كالتحليل الموسيقي والتوزيع والهارموني الموسيقي (الانسجام في الموسيقى).
وأكد أشرف بالطيبي أن مشروع الشراكة مع سفارة النمسا بخصوص تكثيف الدورات التكوينية في هذا الاختصاص سيتواصل وسيتم تدعيمه بمبادرات أخرى على غرار تنظيم زيارات للمتكونين إلى النمسا لتلقي تدريب في هذا الاختصاص.
من جانبه، عبّر المايسترو النمساوي "مانفريد مانساور" لوات عن إعجابه الشديد بالمواهب التونسية في مجال الموسيقى الكلاسيكية، قائلا إن ما استرعى انتباهه هو كثافة العنصر النسائي الحاضر في الدورة التدريبية، "حتى إن هذا الحفل ستقوده فتيات أكبرهنّ لا تتجاوز 20 سنة وأصغرهنّ بعمر 15 عاما"، مضيفا : "حتى في النمسا لا توجد نساء قائدات لأوركستر السمفوني، فكل القادة عندنا من الرجال".
وأثنى أيضا على سرعة التعلّم وتقبّل المعلومة للمشاركين في الدورة التدريبية مما سهّل عمله في التحضير للحفل النهائي في مدة زمنية قصيرة.
وعن تدعيم مجالات التعاون في هذا الاختصاص مع جمعية "ليسوليست" بمقرين، أفاد المايسترو النمساوي أن مجال التعاون انطلق فعلا وسيتعزز مستقبلا بتكثيف الدورات التكوينية وتبادل الزيارات.
