Tunisia
This article was added by the user . TheWorldNews is not responsible for the content of the platform.

قطاع البيئة...والفرص الضائعة في غياب الرؤية

بقلم عادل البوغانمى

يلعب قطاع البيئة دور هام في المجال الاقتصادي فى علاقته بقطاعات الإنتاج باعتبار محدودية الموارد الطبيعية ببلادنا عن طريق إيجاد المقاربة الصحيحة لتحقيق النماء والتطور من ناحية والمحافظة على البيئة والموارد الطبيعية من ناحية أخرى ضمانا لحق الأجيال القادمة في العيش الكريم وهي الأسس لاستدامة التنمية التي تقوم على التلازم بين البعد الاقتصادي والاجتماعي والبيئي وهو ما يدعو إلى


* معالجة الإشكاليات البيئية المطروحة حاليا في قطاعات الإنتاج كالفلاحة والصناعة والسياحة والنقل.
* اعتماد الجانب البيئى لحماية منتجاتنا في السوق الداخلية من البضائع الموردة من الخارج باعتماد الحواجز البيئية في إطار المنظمة العالمية للتجارة وهو طريقة لتخفيف المزاحمة خاصة من السوق الصينية.

*البيئة في المجال الصناعي

فالنسبة للجانب البيئى فى المجال الصناعي يشكو قطاع الصناعة من مشاكل التلوث والإفرازات السائلة والصلبة والاستغلال المفرط للمواد الطبيعية مما أوجد وضعا بيئيا غير سليم بكافة المناطق الصناعية بالإضافة إلى اعتماد الأسواق العالمية وخاصة الأوروبية منها وضع مواصفات ومتطلبات بيئية لترويج المنتوج داخل فضائها الاقتصادي وهذا يتطلب:

* تطوير العمل بالمؤسسات الإنتاجية باعتماد طرق جديدة للتخفيض في الموارد الطبيعية المستعملة في عمليات الإنتاج وتطوير البحث العلمي وهو ما يدفع الى خلق مواطن شغل جديدة فى هذا المجال.


* تبنى المؤسسات الاقتصادية للخرجين الشبان اللذين يقومون بالبحث العلمي الموجه.
*إعداد مراكز نموذجية للتكوين المهني في مجال البيئة تمثل دعامة للصناعة وتفتح افاقا جديدة لطالبى الشغل.
* صياغة دليل استثمار اخضر يعتمد على إحداث المشاريع الجديدة التي تساهم في المحافظة على البيئة
* استغلال آليات التمويل الخارجية الموضوعة من طرف الدول لحماية البيئة
* تكثيف المراقبة البيئية في إطار برنامج عملي على المستوى الجهوي والمركزي مع تدعيم أجهزة الرقابة وخاصة الوكالة الوطنية لحماية المحيط .

* البيئة في المجال السياحي

اما الجانب البيئى فى المجال السياحى وباعتبار اهمية هذا القطاع الذى يعانى من بعض الإشكاليات البيئية كالاستهلاك المفرط للمياه مع تركيز المنشات السياحية بالسواحل نتج عنه تدهور وانجراف الشريط الساحلي والاستخدام المفرط للأراضي الفلاحية والطاقة والمياه.وهو ما يدعو الى اعادة النظر فى هذا القطاع من حيث إعطاء أهمية للسياحة البيئية و الثقافية و سياحة الملتقيات و الندوات وتنويع المنتوج و هو ما يوفر امكانيات و اسواق جديدة لامتصاص شريحة هامة من طالبى الشغل خاصة اصحاب الشهائد العليا فى مجال العلوم الانسانية و و التاريخ و علوم الحضارات و الاثار و الثقافة .

البيئة في المجال الفلاحى

بخصوص الجانب البيئى فى قطاع الفلاحة فهو يمثل المستهلك الرئيسى للموارد المائية 80% كما تم استنزاف الموارد الجوفية وتملح البعض مع التبذير إضافة إلى تشتت الأرضي الفلاحة وتقلصها مقابل التطور العمراني بالإضافة الى عدم تطابق الزراعات مع كفاءة وخصوبة التربة مع النقص الكبير في المنتجات البحرية نتيجة الاستغلال المكثف وهو ما يدعو الى اعادة النظر فى التوجهات الكبرى و طرح مسالة المياه كبعد استراتيجى ضمن تدخلات الحكومة و العمل على تثمين المياه المعالجة كمورد هام من الموارد المائية والحد من تشتت الملكية الفلاحية .إضافة إلى إعادة الاعتبار للبنك الوطني للجينات كمؤسسة استراتيجية للأمن الغذائي للبلاد التونسية

البيئة في قطاع النقل

كذلك يمثل قطاع النقل عنصرا هاما فى المنظومة البيئية و تأثيره على الكلفة الاقتصادية و حركة الإنتاج فقد شهد تقلص حصة النقل العمومي الحديدي والبري في مقابل التنقل الفردي مما أدى على تفاقم الاكتظاظ بالمدن الكبرى وارتفاع استهلاك الطاقة وتلوث المحيط وهو ما يدعو إلى التشجيع على الاستعمال للنقل العمومي وتحسين الخدمات في هذا المجال وترشيد استهلاك الطاقة باعتماد الطاقة البديلة وإعادة النظر في القانون مجالا هاما يمكن لتونس باعتبار موقعها الجغرافى أن تجعل منه توجها استراتيجيا فى المستقبل الخاص بالمحروقات .و هو ما يفتح افاقا جديدة امام القطاع الخاص للاستثمار فى مجالات الطاقات البديلة و النقل الجماعى إضافة إلى التوجه نحو الاستثمار فى مجال النقل البحري الذي يعتبر هاما وما يجلبه من امتيازات للاقتصاد .


كل هذه التوجهات يمكن أن تدخل ديناميكية جديدة على اقتصادنا الوطني وتمكن من دفع عجلة النمو وإحداث مواطن شغل جديدة فى مجالات جديدة وذات مردودية عالية.

التعاون الدولي وتوفير التمويلات:

يعتبر مجال البيئة من المجالات التي توفر العديد من التمويلات المتاحة مع الممولين الأجانب في اطار هبات او قروض و هو ما يمكن من استغلال امثل لهذه الفرص